المجلس الشيعي «حارة كل مين ايدو الو»: غياب التنسيق في قضية الجديد

طالعنا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بـ3 بيانات تستنكر ما قدمته قناة الجديد، هذه البيانات المتأخرة صدرت بعد انتقادات طالت المجلس لعدم مواجهته الإساءة التي تعرض لها النبي عليه الصلاة والسلام.

بعد 4 أيام على عرض حلقة للنشر التي بثت مساء يوم الإثنين 19 كانون الأول، وبعد الصمت المطول من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أصدرت الهيئات والإدارات التابعة للمجلس اليوم الجمعة 23 كانون الأول ثلاث بيانات متتالية تتمحور جميعها حول فكرة واحدة وهي إدانة واستنكار التعرض للرسول عليه الصلاة والسلام وللديانة الإسلامية.

ممّا لا شكّ به أنّه من البديهي أن يدين المجلس ما عرضته القناة عن قصدٍ أو من غير قصد، وذلك على غرار دار الفتوى اللبنانية التي أصدرت بيانها وحفطت حقوقها القانونية ممّا دفع القيمين على القناة إلى الذهاب والجلوس مع سماحة المفتي طالبين العذر و واضعين في عهدته التوضيح.

ولكن ما ليس بديهياً هو خروج ثلاث بيانات متتالية بعد مرحلة الصمت، وهي بيانات تدور جميعها في فلك موقف واحد مؤسسة واحدة.

فإدارة التبليغ الديني التي كانت أوّل من استنكر صباح اليوم  هي إحدى الدوائر التي تنطوي تحت سقف المجلس الشيعي الأعلى وتتبع له، والشيخ حسن شريفة الذي كان له بيانه الخاص أيضاً هو بدوره أمين عام الأوقاف الإسلامية التابعة مباشرة للمجلس، بينما الشيخ عبد الأمير قبلان والذي أدان التعرض للرسول في خطبة ألقاها اليوم الجمعة فهو نائب رئيسه.

 

الجديد

 

من هذا المنطلق كان على المجلس أن يصدر بياناً واحداً واضحاً  وبإسمه، بدلاً من التشتت، فالمواقف الثلاثة تبدو وكأنّها استدراكاً للصمت الذي آثرته الجهات الدينية الشيعية في الأيام الماضية. فأراد كل فريق أن يبرئ الذات من التهاون أمام الإساءة للنبي بإصدار بيانه الخاص.

هذا وكان موقع جنوبية قد توقف يوم أمس عند صمت المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، متسائلاً إن كان المجلس سوف يتخذ موقف النأي بالنفس عن الاستنكار لو كانت الإساءة وجهت للإمام علي لا للرسول.

وبالعودة للبيانات التي تتابعت، فقد  أصدر مدير عام التبليغ الديني في المجلس الاسلامي الأعلى المستشار الشيخ عبد الحليم شرارة البيان الأول والذي انتقد من خلاله قنوات الجديد والحياة والإيمان متوقفاً عند الحلقة الجدلية وموصفاً هذه المحطات بـ “أنّها قرون الشيطان”.

إقرأ أيضاً: الشيخ ياسر عودة يرد على الشيخ شرارة: لا للسلفيّة الشيعيّة!

فيما صدر عن الأمانة العامة للأوقاف في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بياناً ثانياً موقعاً باسم أمينه، الذي أشار إلى أنّ “ما ورد على القناة من كلام مسيء لحضرة النبي محمد (ص) هو افتراءات وأحاديث لا تمت إلى الحقيقة بصلة”.

موضحاً أنّ “الاعلام وسيلة لنقل الحقيقة والخبر وزيادة معرفية وثقافية ضمن الضوابط الأخلاقية والأدبية لا لإشاعة الفاحشة والرذيلة واثارة الفتن وتحريف الخبر ونكأ الجراح وتشويه الحقائق والاعتداء على الخصوصيات”.

إقرأ أيضاً: الشيعة لم ينتفضوا لنبيهم: محمد ليس «السيد» ولا «النبيه»

بدوره نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان قد توقف عند هذه الإساءة في خطبة اليوم الجمعة مستنكراً التعرض لأي نبي ومطالباً بمحاسبة ومعاقبة كل من تسول له نفسه ازدراء الاديان و التعرض للرموز والمقامات المقدسة.

هذا وطالب قبلان منظمة التعاون الاسلامية أن “تتحمل مسؤليتها في معاقبة كل فضائية ووسيلة اعلام تفتري على الانبياء وتثير النعرات الطائفية والمذهبية“.

معتبراً أنّ “ما نشاهده في بعض البرامج التلفزيونية يعكس تدني اخلاق المشرفين عليها وفسادهم”.

السابق
الأوقاف الشيعية تدين الاعلام الذي يتهكم على الأديان
التالي
إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشيعي (٥): في تركيبة مجلس القضاء الشرعي الأعلى