الباسيج.. درع إيران في سوريا والعراق

الباسيج ذراع إيران الإقليمي

كتب الباحث فارزين ناديمي في “معهد واشنطن” بعنوان “قوات الباسيج الإيرانية تدرس احتمال اضطلاعها بدور أكبر محلياً وإقليمياً”، قال فيه أن المرشد الاعلى الامام علي الاخامنئي قام بتعين الجنرال غلام حسين غيب برور رئيساًَ جديد لقوات الباسيج. وقال الباحث ان التعيين هذا يشير إلى الدور الذي تحرص إيران على تعزيزه في سوريا عبر فحص الجيل الجديد من قادة الحرس الثوري الإيراني.

ونشأ الباسيج عام 1979 وكان له دور بارز في توفير المتطوعين للحرب العراقية – الإيرانية، واشتهر اعضاءها بتلقيهم تدريب سريع وغير كفوء، ولم يدخل الباسيج في الحرس الثوري الإيراني إلا عام 2009 بعد مشاركته في قمع الثورة الخضراء التي إندلعت عام 2009.

أما عن غلام حسين غيب الذي قام المرشد في تعيينه في قيادة الباسيج، خبير في الحروب الإستخباراتية الناعمة والصلبة، ولديع خبرة عملية في قمع التظاهرات، وكان لفترة من الفترات يشرف على نحو 500 من كتائب الباسيج في مختلف المحافظات الإيرانية.

وبحسب الكاتب فإن كتائب الإمام الحسين التي اشرف عليها غلام غيب خضعت لتدريبات امنية متخصصة، بما فيها التدريب على الحروب غير التقليدية. كذلك فإن قوات الباسيج تتولى إلى جانب كتائب اخرى للحرس الثوري الايراني الدفاع عن امن العاصمة طهران، وساهمت قوات الباسيج بتنظيم عدد كبير من الكتائب الإحتياطية لـ”البيت المقدس” والتي من مهامها ان تنضم إلى كتائب الامام الحسين في حالات الطوارئ والإضطرابات.

ويشير ناديمي إلى أن غلام غيب يؤمن بضرورة حماية الثورة الاسلامية وذلك بتأمين الاولويات لإيران إلا وهم “السلام والرفاهية والتقدم”. ومن الطلبات التي طلبها الخامنئي من غلام غيب هو متابعة شؤون المنشقين وحذر في السابق قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري من إشتداد العدائية والكره لدى شريحة من الشعب الايراني ضد الباسيج الإيراني واكد على ضرورة حل المسألة.

إقرأ ايضاً: قائد «الباسيج»: قريباً لن يبقى اسم لإسرائيل في المنطقة

ويقول الكاتب أن مسؤولون رفيعو المستوى في الحرس الثوري عبروا عن مخاوف مماثلة من كره الشعب للباسيج وشددوا على زيادة دعم الحرس الثوري للإستمرار في حماية الثورة، وإشتكى عدد من القيادات في الحرس الثوري من ان الشعب الايراني يعاني من البطالة وإنخفاض معدل الزواج والفقر والتمييز والفساد.

وبحسب ناديمي فإن الحرس الثوري وقوات الباسيج بدأ يرسم ملامح السياسة المحلية والاستراتيجية الخارجية لإيران. اما عن دور الباسيج في الخارج يقول الباحث، أن الثورة كانت وليدة أية الله الخميني، وتحول الى ثورة طالت الشباب الشيعي عبر شبكة الحوزات العلمية والجامعات، ونقلت ايران نموذج الباسيج إلى خارج إيران كتشكيل كيانات عسكرية في سوريا والعراق ولبنان.

وساهم نموذج الباسيج الذي اسسته جنرالات في الحرس الثوري في تكريس الحروب النظامية التي قامت بحروب في العراق وشكلوا ايضاً كيانات عسكرية في سورية شبيهة بالباسيج.

إقرأ أيضاً: قائد إيراني: فرقة الباسيج السورية التي شكلناها هي التي أنقذت الأسد

وشكل الباسيج قوات فجر وكتيبة كربلاء التي تعمل في المحافظات الإيرانية وأكد غلام غيب على سعيه لتحقيق فكرة الامام الخميني في تصدير الثورة عبر تشكيل جيش إسلامي دولي.

في سوريا مثلاً يقول الباحث ناديمي أن أيران تعتبر سوريا بعدها الاستراتيجي الاكثر اهمية، ولذلك انشأ الجنرال همداني الذ قتل في حلب “قوات الدفاع الوطني السوري”، التي تمثل كتائب غير نظامية موالية للأسد وزعمت إيران ان تلك القوات اسهمت في الدفاع عن دمشق، اما في إيران فساعد في تعزيز الامن لمكافحة حالات الشغب والامن الالكتروني.

ويقول الكاتب أن في الوقت الذي يشارك الحرس الثوري في المعارك في سوريا يزداد نفوذ الباسيج في إيران، ويتولى الحرس مساعدة قوة القدس والتعاون الوثيق مع حزب الله اللبناني أما المهمة الثانية فهي الإشراف على وحدات قتالية يشرف عليها الباسيج.

ونشط في الاونة الاخيرة الباسيج في عملياته الامنية وفي تجنيد المتطوعين الايرانيين المتلهفين للقتال في دول النزاع، وبحسب التقارير الايرانية في ساحات القتال في سوريا والعراق تمنح الكتائب والتشكيلات العسكرية الفرصة لتحسين دورها العسكري والقتالي، ويساعد على تحديد الجيل القادم من الحرس الثوري الايراني، ومن الممكن ان تشارك تلك القوات العسكرية في معركة إدلب.

 

 

السابق
لبنانيوّن متهمون بالتخطيط لهجوم «داعشيّ» خلال عيد الميلاد في أستراليا
التالي
وزير السياحة السوري يروّج للسياحة الدينية: استقبال مليون سائح شيعي