41 عاما عقوبة سجن نائب كويتي شيعي يعمق الشرخ الطائفي!

عبدالحميد دشتي
لمجرد ان تلّفظ نائب كويتي سابق بكلام نقدي تجاه السعودية والبحرين كان جزاؤه الحكم بسجنه لمدة 41 سنوات.

يبلغ عبدالحميد عباس حسين دشتي وهو المحامي والنائب السابق في مجلس الأمة الكويتي من العمر حاليا 62 عاما وهو بذلك سيخرج من السجن بعد تنفيذ عقوبته في عمر يتجاوزالمئة عام.

اقرأ أيضاً: حملات تكفير متبادلة بين السعودية وايران

تخرّج الدشتي من الكلية العسكرية الكويتية عام 1974 وبدأ حياته كطيار عسكري ثم تدرج في عدة مناصب في القوة الجوية والدفاع الجوي حتى استقال من الخدمة العسكرية عام 1982.

وكانت محكمة الاستئناف الكويتية قد إصدرت حكمها بالسجن عليه مدة 10 سنوات بتهمة الإساءة للمملكة العربية السعودية، بعد أن ألغت حكما ببراءته صدر من محكمة الجنايات. وبهذا الحكم يكون قد وصل مجموع الأحكام ضده إلى 41 عاما ونصف. إذ كانت محاكم كويتية قد أصدرت أحكاما بحبس دشتي 31 ونصف، بتهمة الإساءة الى السعودية والبحرين.

ويُعتبر دشتي أحد أكبر المؤيدين لإيران التي تتعارض في سياستها مع دول الخليج العربي، كما نقل موقع “cnnبالعربية”.

وقد نقلت صحيفة “الوطن” الكويتية، إحدى أكبر الصحف في الكويت “أن دشتي حُكم عليه بالسجن 11 عاما وستة أشهر، بتهمة الإساءة للسعودية، وثلاثة أعوام بتهمة الإساءة للبحرين”.

ويُشار إلى أن مجلس الأمة الكويتي رفع الحصانة عن النائب دشتي على خلفية قضايا عدة، من ضمنها القضية المتعلقة بتهمة إساءته للقضاء الكويتي في قضية الخلية الإرهابية المرتبطة بإيران وحزب الله، والإساءة للسعودية والبحرين.

وقد بدأت المعركة عند تلقيّ النائب العام الكويتي كتابا من نائب وزيرالخارجية الكويتية يشير الى تلقي الوزارة مذكرة رسمية عبر السفارة السعودية في الكويت، تشرح بأن النائب دشتي وفي مداخلة تلفزيونية على قناة “الإخبارية السورية” في 24 شباط الماضي، قام بالتهجّم والإساءة إلى المملكة والتحريض ضدها.

كل ذلك لم يمنع النائب الكويتي الشيعي البارز من مواصلة المواجهة السياسية عبر حسابه على “تويتر”. فبعد ساعات من اعلان قرار مجلس الأمة الكويتي، برفع الحصانة عنه، قام بتوجيه التحية باللغة الروسية لموسكو، في استفزاز مرتبط بمعارك حلب السورية، ومشاركة الروس فيها.

وكان مجلس الأمة الكويتي قد رفع الحصانة النيابية عن النائب دشتي في القضية المتعلقة بتهمة إساءته للقضاة في قضية الخلية الإرهابية المرتبطة بإيران وحزب الله، وجاءت نتيجة التصويت بموافقة 39 عضوا من أصل 44 من الأعضاء الحاضرين.

ويعود ارتفاع سنوات الحكم، كما يعتقد، الى قول النائب دشتي إن “قيام المملكة العربية السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران يُنذر بدخول المنطقة بمنعطف تاريخي”.

حزب الله في الكويت
وقد جاء ذلك ضمن سلسلة التغريدات أعاد دشتي نشرها نقلا عن حساب “خدمة برلمانية” حيث أورد ما يلي “في ظل تطورات الاوضاع الإقليمية وبعد الاحداث الاخيرة واتخاذ حكومة المملكة العربية السعودية قرار قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحالة التصعيد الاعلامي “المتعمّد” اقليميا ودولياً والتي تنذر بدخول المنطقة منعطفا تاريخيا جديدا يفرض على الكويت ان تواجهه متسلحة بثوابتها والتزاماتها التاريخية، متمسكةً بسيادتها وفقاً لما جاء بالمادة الاولى من الدستور، واحتراما للمواثيق والاتفاقيات الدولية والثنائية الموقعة مع دول الجوار والعالم، وهو الامر الذي يوجب على الكافة النأي عن التصريحات الجوفاء او غير المسؤولة والبعيدة عن الحياد المفترض والمنحازة لاعتبارات تاريخية وطائفية وعنصرية.”

وأضاف قائلا “إن ذلك الاختراق ان تم لا قدّر الله سوف يشق وحدتنا الوطنية والتي لطالما كانت هي الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي عصفت بالمنطقة، وخيراً فعل سعادة الاخ مرزوق الغانم بإدلائه كرئيس لمجلس الامة بتصريحه الهام جداً اليوم، وفي هذا التوقيت واعلان عزمه الدعوة لجلسة خاصة طارئة سرية لمناقشة ما تشهده الساحة من مواقف متسارعة تستدعي العودة بالنقاش والحوار وتبادل الآراء تحت قبة قاعة عبدالله السالم لنقول ما نبرئ فيه ذمتنا.”

والمستغرب في هذه الاحكام هو تراجع منسوب الديموقراطية في دولة كالكويت التي اشتهرت من دول الخليج العربي بارتفاع مستوى حرية التعبير فيها. فهل السبب له خلفيات وأبعاد مذهبية؟ أم سياسية؟ ام انه بحق يعود الى سياسة الدولة الكويتية بعدم الاساءة الى أية دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي؟ أم هي رسالة الى شيعة الكويت لما ينتظرهم في حال عبّروا عن تأييدهم للسياسة الإيرانية في المنطقة؟

اقرأ أيضاً: بعد احكام الاعدام في الكويت: هل يتكرر السيناريو السعودي – الإيراني؟

مع الاشارة الى ان العلاقات السعودية – الكويتية لم تكن يوما مستقرة، بل لطالما شابتها الخلافات التي تتعلق بمنطقة الخليج، ومن المنتظر ان يتسبب هذا الحكم الجائر بتعميق الشرخ المذهبي في الكويت والخليج في ظل ما يجري بالمنطقة من صراع طائفي شرس محوره السعودية وايران.

السابق
الأسد: استعادة حلب انتصاراً لروسيا وإيران لا لسوريا
التالي
مهووس يتسبب بحوادث سير مميتة في قبضة القوى الأمنية!