طرابلس «الميلاد»: الفرح قام حقاً قام

إنّها طرابلس مدينة العلم والعلماء، طرابلس المسلمة والمسيحية، طرابلس المولد والميلاد. طرابلس الشام هي طرابلس لبنان وعاصمته الثانية.

أضاءت الألوان معرض رشيد كرامي بعد إهمال تخطى العشر سنوات، فعادت الحياة لتضج في قاعاته وفي زواياه، فيما تحوّلت باحته إلى “سوق أكل” يعرفك على أطيب الحلويات وعلى أشهى ما تتميز به المدينة من أصناف تتناولها الأعين قبل الأفواه .

 

 

فرح عيد الميلاد فرض نفسه في طرابلس والتي تزينت هذا العام بشجرتي ميلاد، الأولى توسطتها كمدينة، والثانية ارتفعت من أبيض الصابون حاملة رسائل الحب والإلتقاء والتعايش في باحة المعرض الدولي، لتنافس على لقب أجمل شجرة ميلادية لهذا العام، حاصدة حتى اللحظة التصويت الأكثر.
صورة طرابلس الحضارة والأديان المتقاربة تجلّت عيداً،  وشهدت ساحات المعرض تدفقاً وحضوراً يستحيل اختصاره بأي لون طائفي أو مذهبي.

 


.

في مهرجان نهاية الأعياد لا فرق بين طوني وأحمد، ولا بين فاطمة وأنطوانيت، فالعيد للجميع، للفيحاء جميعها. للمحجبات اللواتي يلتقطن الصور تحت شجرة الميلاد ومع شخصية بابا نويل، وللأطفال الذين ينتظرون هدايا سانتا ويستمتعون بالألعاب الحاضرة في المعرض، وللتجار الذين وجدوا في هذه المناسبة فرصة لعرض تاريخ الشمال التراثي، من أزياء وأنتيكات، وأثار، ولوحات، وألعاب، وصور..

إقرأ أيضاً: بلدية طرابلس تحارب حزب الله وإيران.. والمواطن الخاسر الأكبر

 

 

في كل زاوية من المعرض مشهدية من الفيحاء، والأهالي لم يمنعهم لا الطقس السيء ولا الأمطار من الاعتكاف، الوفود تتدفق إلى المعرض منذ ساعات افتتاحه الأولى، والابتسامة هي الـ “تيكت” الحقيقي الذي يظهر على وجوههم.

إقرأ أيضاً: «طرابلس مدينة الأعياد» مهرجان فرح وغناء حتى نهاية العام

نهاية الأعياد، هي بداية، لا يمكن رؤية جبيل اليوم دون رؤية طرابلس، ولا يحق لاي كان أن يغض البصيرة والبصر عمّا قدمته المدينة هذا العام من إنجاز تلو الإنجاز، والتي بدأت بالمهرجانات التي استقبلت أهم فناني لبنان والعرب، ولم تنتهِ ولن تنتهِيَ بمشاريع توحد الأعياد تحت راية المدينة.
المسيح قام حقاً قام.. مسيح النبوة، ومسيح الفرح، ومسيح الأعياد، صافح محمداً و التقيا في شمال لبنان.

السابق
اشتعلت في عين الحلوة بعد معارك حلب.. فما الرابط؟
التالي
بعد جدل الإساءة إلى النبي الجديد تتضامن مع منتقديها: #الا_محمد !