كيف تستثمر روسيا اغتيال سفيرها؟

بدأت روسيا تحصد فواتير الدم السوري، حادثة الاغتيال التي استهدفت السفير الروسي يوم أمس الإثنين 20 كانون الأول في انقرة، ليست إلا ردّ فعل طبيعي يجسد النقمة التي بدأت تعم الشارع الاسلامي ضد الروس نتيجة لماجزرهم الجوية في حلب.

شكلت حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة على يد أحد عناصر شرطة مكافحة الشغب وهو يردد “لا تنسوا سوريا.. لا تنسوا حلب” ضجة واسعة، فسارعت الدول العربية والغربية إلى الاستنكار… فيما قال مؤيدو الثورة السورية أن ما حدث هو عمل ارهابي فردي، مقابل الارهاب الجماعي الذي ارتكبته روسيا بحق الشعب السوري وأهالي حلب..

في سياق آخر، فإنّ هذه الحادثة ليست الأولى، وهي تزامنت مع صدور قرار الأردن بإعدام قاتل ناهض حتّر والذي عرف بمواقفه الشاذة من الثورة السورية، ليكون السؤال من التالي؟! وهل بدأ الانتقام من كل مشارك في الدماء السورية ولا سيما روسيا راعية القتل الإرهاب.

من هذا المنطلق، يعلّق الباحث والمحلل السياسي، مدير جمعية “هيا بنا” الأستاذ لقمان سليم في حديث لـ”جنوبية” مستشهداً بالفن التشيكلي “فالكثير من الفنانين التشيكليين الذين يقومون باعمالهم الفنية، يصورون أشكالاً متداخلة، وهذا ما حدث اليوم، فقاتل السفير الروسي قام بمداخلة وبالتالي هناك من يموت غيرة من هذا القاتل”.

 

لقمان سليم

 

متابعاً “لا ضرورة لتضخيم ما حدث، صحيح أنّ القتيل (شهيد قوة عظمى) ولكن مقتله هو جزء من سياق كبير، بدأ منذ عودة الروسي لمد أظافره في المنطقة، ولا نعرف أين سوف ينتهي”.

وتساءل سليم “كيف سيحاول الدب الروسي الإستفادة من هذا الإغتيال بصرف النظر عن الجهة الآمرة ذهنياً وهي التي لن نعرفها، وحتى إن عرفناها فإنّها سوف تبادر إلى ارتكاب جريمة كبرى حتى لا تُعرف وهذا جزء من منطق التاريخ”.

مضيفاً “على الأرجح أنّه في الوضع القائم، الروسي هو الذي سوف يستفيد من هذه الجريمة بصرف النظر عن الطرف الذي يقف وراءها، سواء كان تصرفا فرديا أو لعبة مخابراتية، وبهذا المعنى وبحساب الأضرار والأرباح، فالحادثة تخدم الروسي أكثر مما تخدم القضية”.

وأشار سليم فيما يتعلق باستنكار المجتمع الدولي للجريمة وصمته عن حلب إلى أنّ “كيل العالم بمكاييل متعددة وهذا الانفعال المبالغ فيه حيال هذه الحادثة التي هي جزء من حرب بالتأكيد سوف يؤدي إلى مزيد من الحنق والغضب والجرائم المتعددة”.

معلقاً “قتل امرئ فى غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر”.
وختم سليم موضحاً أنّ “الكيل بمكيالين بين هذه الجريمة ومسلسل الجرائم الذي جعل من الاتحاد الروسي قاتلا محترف ا مشكلة كبيرة، وفي الظروف التي تعيشها بلداننا سوف يزيد ذلك من حالة الغضب والنقمة وسوف يتحول إلى وقود قاتل لا نعلم أين يمكن له أن ينتشر وينفجر”.

إقرأ أيضاً:  الاغتيال الأوّل ما بعد حلب… من الثاني؟

من جهته أوضح عضو المجلس السياسي في تيار المستقبل الكاتب والمحلل السياسي راشد فايد أنّ ما حدث هو “إسقاط طبيعي لما خلفته الوحشية الدموية الروسية الإيرانية المذهبية عند الشعب السوري، القتل الجماعي والتدمير الأعمى الذي مارسه السلاح الروسي على سوريا حرّك العاطفة الإنسانية عند الجميع، والبعض عاطفته الإنسانية لا تقف عند حدّ التعبير اللفظي ويتحول إلى رد فعل عنفي كما حدث مع السفير الروسي، وأتوقع أمام هذا الانفلات الروسي الإيراني المذهبي ضد الشعب السوري أن يكون هناك حالات مماثلة في القريب العاجل”.

 

راشد فايد

 

متابعاً “هذه غضبة إنسانية، يمكن أن تدين اغتيال السفير ولكن كان يفترض أيضاً على السفير أن يدين اغتيال شعب بأكمله في أرضه وفي بلده وفي وطنه”.

إقرأ أيضاً: فيديو جديد يوضح عملية الاغتيال كاملة والشعارات التي رددها منفذ الهجوم

وفيما يتعلق بالاستنكار العربي والدولي للحادثة والصمت أمام حلب، علّق فايد “إنّ أبرز إنجازات العام الذي سوف ينصرف بعد 10 أيام هي قتل الضمير العالمي ووفاة المجتمع الدولي”.

هذا وأشار فايد إلى أنّ “روسيا قد تحاول من خلال الحادثة تسجيل مكاسب إضافية على حساب تركيا في العلاقة الثنائية التي تعمدت بالدم السوري وركام حلب، و روسيا حالياً متفلتة من كل قيد ونصبت نفسها مندوباً سامياً على المنطقة، ولا نعرف أين سيقف حدود هدوء علاقتها مع بعض دول المنطقة مثل ايران وتركيا”.

السابق
زوجة السفير الروسي تصرح: زوجي لم يخطئ بحق أحد
التالي
الوزيرة عز الدين لـ «جنوبية»: طموحي أن أمثل النساء لا المسلمة والمحجبة فقط