الوزارة تكشّفت عن 17 وزيرا من 8 آذار..وعون هو الحكمّ!

بعد التأليف الحكومي، أصبح العمل على كيفية اطلاق العجلة الحكومية نحو المهام الموكَلة اليها، وأبرزها القانون الانتخابي الجديد، ومن ثمّ إجراء الانتخابات على اساسه.

دخل الرئيس سعد الحريري إلى السراي الحكومي اليومَ رئيساً للحكومة، ومن المقرر أن يترَأس اجتماعاً إدارياً موسّعاً مع الأمين العام لمجلس الوزراء يَحضره كبار الموظفين من رؤساء المصالح والدوائر في الأمانة العامة للمجلس للاطّلاع على الأوضاع الإدارية وسيرِ العمل.

كما يترأس اجتماعاً أمنياً لرئيس جهاز الحرس الحكومي، على ان يباشر لقاءاته الرسمية بعد جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد غداً الأربعاء في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية، والتي من المقرر أن تشكّل لجنة لصوغ البيان الوزاري والتي ستُدعى الى الاجتماع عصر غدٍ في السراي الحكومي لكي تبدأ عملها قبل ان يَعقد مجلس الوزراء جلستَه الثانية ما بعد عيدَي الميلاد ورأس السنة.

إقرأ ايضًا: حكومة الحريري: للمستقبل إدارتها ولحزب الله قرارها!
قالت أوساط مستقلة لـ”النهار” إن احتساب حصة رئيس الجمهورية مع تياره (تسعة وزراء) ضمن تحالفه السياسي السابق لانتخابه يعطي الصدقية الكاملة للكلام عن جنوح ميزان القوى تماماً لمصلحة محور 8 آذار الذي يمكنه ان يتباهى حينذاك بانه حقق المكسب الثاني الاستراتيجي بعد انتخاب الرئيس عون من خلال نفخ حصته الوزراية الى ما يقارب الـ17 وزيرا . لكن الامر سيكون منوطاً برمته برئيس الجمهورية وبالوسائل التي سيعتمدها ضمن العمل الحكومي باعتبار ان حصته الوزارية ستكون بيضة القبان ونقطة التوازنات المنتظرة للظهور مظهر الرئيس الحكم وليس الرئيس الفريق .

في ظل هذا الواقع، اعتبرت “النهار” أن الكلام عن استئثار الاطراف المرتبطين بمحور 8 آذار أولاً وأخيراً يبقى قيد الاختبار الحاسم في تجربة الحكومة التي ستكون بمثابة خط التماس الاول لرئيس الجمهورية مع التوازنات الداخلية .

من جهة ثانية، تحدثت “الجمهورية” عن كيفية ولادة الحكومة، وبعد عرضها للمخاض الذي ساد الأسبوع الماضي، أشارت الصحيفة إلى أنه حتى السادسة من مساء الاحد، لم يكن الرئيس نبيه بري بري قد تلقّى ما يفيد انّ الامور قد حسِمت وانتهت.. وكعادته في ذلك اليوم، نزل بري من منزله الى “صالون التمشاية التقليدية” في مقرّ الرئاسة الثانية، بثياب عاديّة وليس باللباس الرسمي. ولكنْ في السادسة والدقيقة العاشرة يرنّ الهاتف في عين التينة، وكان المتّصل الرئيس سعد الحريري الذي أبلغَ رئيس المجلس بأنّه سيتوجّه الى قصر بعبدا في الثامنة مساءً.

فسأله بري: “خير إن شاءَ الله؟” ردّ الحريري بما مفادُه: “سنَعمل كما تقول يا دولة الرئيس، يجب أن ننتهي بسرعة”. سأله بري:”جيّد، لكن على أيّ أساس؟” اجابه الحريري بما معناه: “على اساس حقيبة دولة للشيعة”. قال بري: “يعني كلّ الامور انتهت؟” ردّ الحريري: “إن شاء الله”. ثمّ سأل الحريري بري: “من هو الوزير الشيعي الخامس الذي ستُسمّيه”؟ فردّ بري: “سأبلِغك إياه في بعبدا. وفي أيّ حال أنا طالع إحلق ذقني”. الحريري ممازحاً: “لكن انتبه ما تشِد كتير”.

عند الثامنة والنصف، ورَد الاتصال ببري، وكان المتّصل رئيس الجمهورية ميشال عون الذي دعا بري الى القصر الجمهوري لإعلان الحكومة. فتوجّه بري فوراً إلى بعبدا، وهناك عقِد لقاء ثلاثي بين الرؤساء عون وبري والحريري. وكان الجو ودّياً تخَلله مزاح وعواطف وتمنيات ومجاملات متبادلة، وطرِحت خلاله الصيغة الحكومية وطلِب من بري ان يسمّي الوزير الشيعي الخامس، فسمّى الوزيرةَ عناية عز الدين. وكذلك طرِح رفضُ حزب الكتائب المشاركة فتمّ تجاوُزه وإنْ كان الجميع تمنّوا لو كان الحزب داخلَ الحكومة. ثمّ انتقل الحديث الى المهام المنتظَرة للحكومة، وجرى التأكيد على اهمّية ان تنطلق بزخمٍ وقوّة.

إقرأ ايضًا: داغر لـ«جنوبية»: أقصوا الكتائب بسبب مواقفها السيادية

إلى ذلك، تعليقاً على ما تَردّد في الساعات الماضية أنّ الحكومة ولِدت بإرادة خارجية، قال مرجع سياسي لـ”الجمهورية”:”صدّقوني، المسألة بمنتهى البساطة، العقلُ اللبناني أحياناً “يشطح” بفرضيات قد لا تكون معقولة، كما هو الحال في إطلاق فرضيات حول موضوع الحكومة. هذه الحكومة ولِدت ولادةً طبيعية من قابلةٍ قانوينة لبنانية”.

 

تزامناً، عبّرت الهيئات الاقتصادية عن تفاؤلها بولادة حكومة الحريري وسط توقع رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير لـ”المستقبل” أن يشهد الأسبوعان الأخيران من العام الجاري تنشيطاً للحركة التجارية والسياحية، “وأن تنعكس ولادة الحكومة بشكل إيجابي على حركة مجيء الخليجيين إلى بيروت لتمضية عطلة الأعياد”. كذلك، توقع رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس استشعار الانعكاس الإيجابي لتأليف الحكومة خلال العام 2017.

السابق
فيديو يوثق العثور على رئيس قسم وزارة الخارجية الروسية مقتولاً في منزله
التالي
القضاء الأردني يحكم بإعدام قاتل ناهض حتر