بعد حلب..الإيرانيون مع الأميركيين والروس ضدّ العرب

يبدو ان السلفيّة الشيعية تتقدّم على ما عداها في ايران على حساب المنطق الاسلامي الجامع الذي انتشر مع انتصار ثورة الامام الخميني، الشعارات المذهبية طاغية، والتهجم على الدول العربية بات يحتل الواجهة، فيما شعارات الوحدة الاسلامية غابت بلا رجعة.

قال آية الله الشيخ محمد امامي كاشاني في خطبة صلاة الجمعة بالعاصمة طهران أمس الأول، ان مدينة حلب السورية “لم تسقط وانما تحرّرت وانتصر المسلمون فيها على الكفار وعلى السفياني والدجال”.

 

وبحسب وكالة “ارنا” هنأ خطيب جمعة طهران بانتصار حلب مؤكدا أن هذا الانتصار تحقق من قبل المسلمين على الكفار وعلى السفياني والدجال نتيجة الصمود والتصدي، وقال “ان العصر الراهن هو عصر الدجال والسفياني الذي تحدثت روايات أهل البيت “عليهم السلام” عنه، موضحا بأن الدجال هم الأميركيون والصهاينة، وآل سعود والتكفيريين وداعش هم السفياني، فهؤلاء يقرأون الاسلام بشكل معكوس”!

 

وللمراقب ان يستنتج أن الفهم “المعكوس” للإسلام أصبح هو السائد لدى ايران واتباعها في السنوات الأخيرة، فثورة الامام الخميني قامت تحت شعارين مبدئيين، هما “العداء لأميركا” و”الوحدة الإسلامية”، ولم يحد الخميني المرشد الأول، طيلة السنوات العشر عن هذين الشعارين رغم ضراوة الحرب العراقية – الإيرانية التي شنّها نظام صدام لتقويض الثورة العتيدة، مع ان هذه الحرب أدت لاشتداد الشعور المذهبي وبروز العصبية العربية الفارسية طيلة السنوات الثمان التي استمرّت فيها تلك الحرب مودية بأرواح مئات الآلاف من كلي البلدين.

 

اليوم، وفي عهد المرشد الثاني السيد علي خامنئي، أصبح شعار الموت لأميركا ممنوعا في ايران ومسموحا لأتباعها فقط في لبنان والعراق واليمن من أجل التضليل الاعلامي لا أكثر، فالشراكة الأميركية الايرانية عُقدت صراحة في افغانستان والعراق ضدّ “التكفيريين السنة”، كما عقدت بين البلدين تفاهمات في لبنان وسوريا سمحت لحزب الله ليس بأن يبقى محتفظا بسلاحه فحسب، بل ان يتدخل في سوريا لمصلحة نظام بشار الأسد بذريعة قتال “التكفيريين” أيضا.

 

في اليمن يستخدم الحوثيون المنافذ البحرية لتلقي السلاح الإيراني، بتفاهم عن بعد مع الاساطيل الأميركية والغربية التي تحرس مضيق باب المندب، ويعمد الحوثيون في حربهم المذهبية على الشطر الجنوبي السنّي للبلاد الى إطلاق صواريخهم البالستية الإيرانية على الأراضي السعودية تحت أعين العالم دون تحفّظ.

 

لم يكتف الإيرانيون العام الماضي بعقد اتفاق مع الدول الغربية وأميركا للتخلّص من العقوبات المفروضة عليهم بسبب بنائهم للمشروع النووي ذي الشبهات العسكرية، ولكنهم دخلوا في تحالفات مع روسيا في سوريا وفي تفاهم على محاصصة مع الأتراك من أجل تطويق العالم العربي السني والخليجي تحديدا.

 

باستحضار الحسين الذي يقاتل مع بشار ضدّ يزيد والسفیانی في حلب كما قال آية الله كاشاني، يكون الإيرانيون قد أطلقوا على شعار الوحدة الاسلامية رصاصة الرحمة، وهو الذي أصبح في السنوات الأخيرة شعارا أجوفا على أيّة حال، فالإيرانيون دخلوا من بوابة سوريا عصر التحالف مع الدول الكبرى من أجل الإنقضاض على الدول العربية وتمزيقها، كما أوضح صراحة قبل أربعة أيام الجنرال حسين سلامي نائب القائد العام للحرس الثوري الايراني قائلا “أن مشروع الجمهورية الإيرانية سيمتد إلى البحرين واليمن والموصل بعد سقوط مدينة حلب السورية”!

قبل ثلاثة أيام عقد في طهران “مؤتمر الوحدة الاسلامية” في دورته الـ30، وكان المشهد كاريكاتوريا في نوعية الحضور الذي لم يجد من يمثل العالم السني العربي سوى مفتي سوريا أحمد حسون نصير نظام الأسد، خصوصا ان المؤتمر عقد تحت شعار البروباغاندا إياها “الوحدة وضرورة التصدي للتيارات التكفيرية”!

الشيخ احمد حسون في ايران

 

 

 

 

 

 

 

السابق
مسؤول روسي: هكذا سقطت تدمر بيد داعش
التالي
مسؤول روسي: حزب الله لا يقاتل فقط يثرثر.. والإيرانيون لا ثقة بهم