ويل لأمة نساؤها «سيليكون» ورجالها «فياغرا»!

ويلٌ لأمة نساؤها ممتلئات سيليكون ورجالها يلهثون وراء السياليس والحبة الزرقاء.

كيف لكثير من الناس أن تتحمل طاغية واحد لا يملك من القوة إلا ما أعطوه، ولا قدرة له على أذيتهم إلا بقدر ما أرادوا أن يتحملوا منه، والعذر دوماً إنتظار حظ أفضل في المستقبل.

اقرأ أيضاً: الجماعة الإسلامية لـ«جنوبية»: التمييز بين عطلتي الميلاد والمولد تفرقة طائفية!

ويلٌ لأمة تقاتل بعضها بشراسة ولا تحارب بالورد أعدائها، ويلٌ لأمة يُفطر أبناؤها للسفر بضع مئات الأمتار ويستسهلوا السفر للقتل والقتال ملايين الأميال، ويلٌ لأمة في جاهليتها عظمة عروبتها وفي عروبتها تفننت بجهلها، ويلٌ لأمة تنتصر بالدعاء وتعتذر عن ذنبها حيناً بالإعتراف وأحياناً كثيرة بالإستغفار، ويلٌ لأمة تستقبل خسارتها بالحمد وترضى بأضعف الإيمان، ويلٌ لأمة قادتها رعيان وشعوبها خرفان، ويلٌ لأمة تشرك ربها عبيد وتعتبر ذلك شرط للإيمان.

هنالك من كان يصنع خيراً إنتزعناه ورفعناه إلى حيث أمكنه أن ينزل الشر، قد يخشى أثنان من واحد أو لربما خافه عشرة لكن أن يفعل ذلك مليون من الناس وآلاف المدن، فإن لم يفعلوا ولم يقاوموا فذلك جبن وصاحبه جبان.

ويلٌ لأمة لا يوجد فيها إلا فئة واحدة ناجية و الباقي خسران، ويلٌ لأمة كثرت فيها المذاهب حتى غلبت المُنزل من الرسالات والأديان، ويلٌ لأمة كثرت فيها الكتب وقل فيها القراء، ويلٌ لأمة يُكتب لها تاريخها ويردده الأبناء والاحفاد، ويلٌ لأمة تتكرر مأساتها وتعتمد نفس الخيارات، ويلٌ لأمة تنتظر من ينصرها وهي بين الظهر والعصر تنام.

هو وقت قصير وقت المعركة إذا ما قورن بالقدر الذي ستنعم به الذرية إلى الأبد وتشهده وتتناقله الأجيال، النار لا تمدوها بالحطب تأكل نفسها وتخبوا، إن الظالم بالعيون الكثيرة التي تراقب له، وليس له غير ما لكم من لسان وشفتان، وعينان وإذنان، ورأس يقابله قدمان، وفي الوسط مخرجان. فلا تأخذ العبودية بالإختيار.

ويلٌٌ لأمة تطيع و لا تطاع،، ويلٌ لأمة تقلد و لا تقلد، ويلٌ لأمة فيها سيد والباقي مقلدين أو أتباع، ويلٌ لأمة حكيمها حيران والفاجر تاجر ربحان، ويلٌ لأمة استبدلت الخيمة بالأبراج ونسيت النخوة مدفونة بالكثبان، ويلٌ لأمة تقتبس أقوالها من الأخصام، ويلٌ لأمة لم تصنع إبرة وإكتفت بالإستيراد، ويلٌ لأمة نزل تفكيرها من رأسها ما يقربُ الأربعة إلى خمسة أشبار، ويلٌ لأمة خطابها يخرج كالريح من الأبدان.

الفياغرا

أصعد البهائم إلى المنابر (إذا جاز القول) لتعلم شرط وجودها، فكثيرا منها ما ينفق إذا وقع بالأسر وإذا ما اقتنصها صياد تراها تبدي مقاومة شرسة تستخدم فيها المخالب والقرون والمناقير والأقدام معربةً بذلك عن عظيم تقديرها للحرية التي تفقدها، وكذلك هي العصافير تكره الأقفاص.

ويلٌ لأمة نساؤها ممتلئات سيليكون ورجالها يلهثون وراء السياليس والحبة الزرقاء، ويلٌ لأمة نقلت قبلتها لكي لا تخسر تجارة كانت للأجداد، ويلٌ لأمة الحج فيها كان في الشرق في فلسطين في بلاد الشام فصار في الغرب في روما والآخر في الصحراء، ويلٌ لأمة سجلاتها للأعداء مكتوبة بخط يدها على الفيس بوك وتوتيير والأنستغرام واللعنة أن أصحابها إما يهود أو أمريكان، ويلٌ لأمة أخبارها صناعة السكاي نيوز والسي أن أن، ويلٌ لأمة كل ثقافتها تكتسبها من للنشر وهيدا حكي وبلا تشفير والعين بالعين وهوا الحرية ولهون وبس ونقشت معك، ويلٌ لأمة توقد ابناءها تقرباً لولي أو شيخ أو سيد، ويلٌ لأمة لا سيرة لها وتكفي بقصص الخارقين أو الأولين، ويلٌ لأمة تختار العبودية وتولد مستعبدين.

اقرأ أيضاً: أمل حمّادي.. تخطت الخطوط الحمر في #بلا_تشفير

الحكم ثلاث، حكم بالإنتخاب وحكم بالسلاح وحكم بالوراثة، لكن الغريب في أمتنا أن من قلده الشعب السلطة سرعان ما تغوية العظمة، فيمنح أبناءه والأقربون القوة، يرثونها ويورثونها ومن كتب الطغيان بالفطرة ينهلون ليتعلمون.

 

السابق
منخفض جوي آتٍ من اوروبا.. وأمطار غزيرة من السبت حتى الإثنين
التالي
هولاكو يغزو حلب