تخوّف من مصير مأساوي للعسكريين المختطفين بعد طلب فحوصات الـ«DNA»

بعد مضي أكثر من سنتين و4 أشهر على إختطاف تنظيم "داعش" الجنود العسكريين وسط غموض شديد حيال مصيرهم، استدعي ظهر الإثنين أهالي العسكريين، لإجراء فحوص الحمض النووي DNA في المستشفى العسكري. وسط تكتم شديد، إذ طالبت قيادة الجيش الأهالي بضرورة الحفاظ على سرية الموضوع.

فحص الحمض النووي، يعني أن هناك جثثاً تؤخذ منها عينات لمطابقتها مع عينات اهالي العسكريين، وهو ما يوحي إقتراب إتخاذ ملف العسكريين منحى تراجيديا نحو حسمِ مصيرهم بعد ان تحدثت أنباء عن العثور على عدد الجثث عند الحدود اللبنانية ـ السورية.

وقد تضاربت المعلومات بشأن عدد الجثث بين اثنتين أو ستّ. وألمحت مصادر إلى أحد الوسطاء اللبنانيين المقرّبين من «داعش» لعب دوراً في إحضار الجثث. وسبق للوسيط أن التقى الأمير العسكري للتنظيم في القلمون موفق أبو السوس أكثر من مرة وحصل منه على هوية أحد العسكريين الأسرى كعُربون حُسن نية لبدء المفاوضات، لكن لم يُحدّد إذا ما كانت المفاوضات ستكون على العسكريين أحياءً أو شهداء، قبل أن تُجمّد الوساطة لفترة.

وفيما يصرّ المسؤولون الأمنيون  على نفي تسلّم أيّ جثة ، فإن صحيفة «الأخبار» تؤكد وجود أربع جثث مجهولة الهوية في المستشفى العسكري، عُثِر عليها مع 9 جثث أخرى في إحدى مغاور القلمون السورية.

إقرأ ايضًا: أين أصبح ملف العسكريين المخطوفين لدى داعش؟

وبحسب رواية “الأخبار” القصة بدأت  برحلة صيدٍ بين الجرود اللبنانية والسورية. انطلق شبّان من آل جعفر وإسماعيل من الجرود اللبنانية وتوغّلوا في جبال القلمون، ووصلوا إلى منطقة تسمّى «حليمة قارة» (قارة إحدى بلدات القلمون السورية). في إحدى المغاور، عثروا على ١٣ جثّة (ثمان منّها موضّبة بشكل خاص، فيما الجثث الخمس الباقية بملابس عسكرية مرمية في زاوية المغارة). اقترب الشبّان أكثر لتفحّص الجثث الموضّبة، ليتبيّن أنّها جميعها ترتدي زيّاً أزرق اللون، (ملاحظة: لون زيّ الإعدام المعتمد لدى «الدولة الإسلامية» برتقالي، إلا أنّه في عدد من الإعدامات الاستثنائية ألبس ضحاياه اللون الأزرق).

أبلغ الشبّان جهازّي الأمن العام واستخبارات الجيش عن وجود الجثث التي يحتمل أن تكون للعسكريين المخطوفين. وتولّى اللواء عباس إبراهيم التنسيق مع الدولة السورية، وأرسل ضبّاطاً وعناصر من الأمن العام ليواكبوا الشبّان من آل جعفر وإسماعيل في رحلة طويلة في الجرود نهار السبت. انطلقت الرحلة من جرود بريتال مروراً بنحلة وصولاً إلى جبال القلمون.

كما كشفَت مصادر في الأمن العام لصحيفة “الجمهورية” أنّه أُجريَت بالفعل فحوص الـ DNA لأهالي العسكريين تحضيراً لمطابقتها مع فحوص DNA للجثَث، وأنّ النتيجة ستحدّد خلال 48 إلى 72 ساعة المقبلة. الى ذلك علمت الصحيفة أنّ الوسيط الذي كان قد تحدّث عنه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم منذ أيام ساعدَ على تحديد موقع تقريبيّ للجثث، وقد أكملَ الأمن العام المهمّة في عملية سيكشف عن تفاصيلها لاحقاً، ولا تداخل فيها مع أيّ جهة أخرى.

إقرأ ايضًا: لماذا يحرّم حزب الله استعادة العسكريين المخطوفين؟!

إلى ذلك يأتي الكلام عن الفحص النووي  بعد ورود معلومات عن تسلّم الجيش عدداً من الجثث مجهولة الهوية من سوريا، ومن غير المعلوم إذا ما كانت للعسكريين المخطوفين. وقد توقعت مصادر مطلعة أنه وفي حال صحة نتيجة الفحوصات، فقد يكون الوصول إلى هذه النتيجة قد أتى بفعل التوقيفات التي أجراها الجيش في الفترة الأخيرة مع عناصر ومسؤولين من تنظيم داعش. ورأت المصادر أنه من الممكن أن يكونوا اعترفوا بمعلومات كشفت مصير العسكريين.
إلى هذا، ثمة مصادر أخرى  ترجّح أن يكون الجيش السوري أو طرف آخر في سوريا، قد عثر على مقابر دفن فيها التنظيم بعض الجثث، وهي مجهولة الهوية. وبالتالي، هناك حاجة إلى إرسال نتائج الحمض النووي لمطابقتها ومعرفة إذا ما كانت عائدة للعسكريين.

السابق
أين أخطأت المعارضة السورية؟
التالي
تدمر في ذمة حلب ؟