بين هيثم رعد وأحمد رسلان.. إهمال حزب الله لمناصريه من غير الشهداء

لا تقديس للموت عند حزب الله الا للشهداء، ربما لهذا السبب يسعى ويتمنى عناصر الحزب الموت استشهادا. فما هو مصير الضحايا المؤيدين للحزب من غير الشهداء؟

الأول وجد بعد أربعين يوما جثة هامدة في منطقة بعيدة جدا عن مكان اقامته او مسقط رأسه بدنايل، والثاني قتل في منطقة قريبة جدا من منزله وداخل مكان عمله. لا يجمع بينهما اي رابط سوى رابط واحد هو حزب الله. حزب الله الذي يؤيدونه وينتمون إليه.

إقرأ أيضا: انتحار حارس أمن في الضاحية ومقربون يتحدثون عن يأس قاتل

فالاول، وهو الطبيب هيثم رعد ابن بلدة بدنايل البقاعية الذي يسكن في الضاحية الجنوبية واختفى في الرابع من شهر تشرين الاول، انتمى الى “حزب الله” منذ بداية تأسيسه وعمل على جبهات قتال عدة في صفوفه، وسافر الى الجزائرعام 1985 حيث درس طبّ التجميل، تزوّج من جزائرية قبل ان يعود الى لبنان ويفتح عيادة في الضاحية الجنوبية، ليصبح داعماً ماديا وعملياً لـ”حزب الله، وكان يقصد سوريا لعلاج الجرحى تطوعا. انتمى الى “حزب الله” منذ بداية تأسيسه وعمل على جبهات قتال عدة في صفوفه”. علما ان رعد لم يتعرض للتعذيب، بل ما ظهر على جسده سببه اثار الطلقات في فمه وقلبه وصدره، وحين عثر على جثته كان لا يزال في الثياب عينها التي خطف بها، كما ظهر انه حلق لحيته كونها يوم خطفه كانت أطول مما كانت عليه عند مقتله.

ففي الرابع من الشهر الماضي، أوصل رعد (51 عاماً) ابنته الى مدرستها في الحدت، ومن حينها اختفى الى ان اظهرت كاميرات المراقبة ان ثمة سيارة قد خطفته من المكان. علما ان عائلته قد ابلغت القوى الامنية بالحادث منذ ذلك الحين. ولم  يأتهم أي خبر عنه رغم ان هاتفه بقي يرن الى اليوم التالي لاختطافه. وبحسب الطبيب الشرعي، وبعد وجود جثته في منطقة سينيق جنوب مدينة صيدا، تبين ان الدكتور رعد وهو أب لشابين وفتاة قد توفّي عند حوالي الساعة الخامسة من اليوم الذي عثر فيه على الجثة .

والثاني، وهو الضحية أحمد رسلان، ابن بلدة كونين في قضاء بنت جبيل، قيل أنه انتحر نتيجة يأس اصابه جرّاء محاولة الجهاز الأمني الذي يعمل فيه أن يخرجه من عمله أو يدفعه إلى الإستقالة بسبب سنه؛ وهو الذي يبلغ من العمر 55 سنة. ونقل أحد أصدقاء الضحية انه كان قد تدخل لحلّ الاشكال الوظيفي بينه وبين مرؤوسيه، وأدّى ذلك إلى نتيجة مرضية له الا ان وضعه المالي بقي متعثرا رغم محاولاته تحسين وضعه المالي عدة مرات الا ان محاولاته باءت بالفشل. وتجدر الإشارة الى أنّ جهاز الحراسة الذي يعمل من ضمنه الضحية، هو جهاز تابع لحزب الله مباشرة. وهو أب لثلاثة أولاد، خاصة ان راتبه لا يتعدى الـ700$.

هاتين الحادثتين المؤلمتين، التي لم يتأكد ان لحزب الله علاقة بهما، الا ان الحزب، يظهر تقصيرا فادحا في البحث عن سبب موت كل منهما، وهذا يدل على ان حزب الله ونتيجة تجارب سابقة حصلت مع عناصره، ومنها انتحار أب وقتله لعائلته بالكامل منذ سنوات في الضاحية ،دون إعلان أية نتيجة حتى الان للملأ، يؤكد ان حزب الله لا يهتم الا للشهداء والمجاهدين، ولا يبرز أي اهتمام لمن يذهب ضحية شأن آخر. وكانت عائلة رعد قد سجلت عتبها على غياب اي اهتمام من قبل الحزب في احد وسائل الاعلام.

إقرأ أيضا: تساؤلات عن جريمة قتل الطبيب في صيدا وعلاقته بحزب الله 

من هنا، لا بد من القول ان هوس البعض بالإستشهاد نابع من الاهتمام المبالغ به، إعلاميا وميدانيا بعوائل الشهداء، وبفعل الاستشهاد. وكل موت ما عدا ذلك لا يعنيهم ولو كان هذا الميت او الضحية من أهم العاملين في صفوف الحزب.

السابق
نديم قطيش: من سيحرر النفوس من حقدها عليكم؟
التالي
اسرائيل تنتقد إجرام مندوب سوريا: أصبحتم سخرية في الشارع العربي