القهر أخطر من الإرهاب

التقيت بصديق وزميل عراقي خلال زيارته الخاطفة الى لبنان. تحدثنا عن وجع العراقيين وعن المذبحة المتواصلة بحق الشعب السوري وسط الصمت العربي والدولي المريب. حاول صديقي العراقي أن يستشرف مستقبل المنطقة، فقال: “كان لي جارة في بغداد فقدت زوجها و3 من ابنائها خلال الحرب الأهلية عام 2006. يومها دخلت ميليشيات المالكي ونحرتهم بدم بارد أمام أعين الوالدة. بعد حوالي الشهرين دوى انفجار ضخم في بغداد، استهدف تجمعا كبيرا لمناصري المالكي وايران. خرج بعدها وزير الداخلية ليتحدث عن حصيلة التفجير، وصعقت حين عرفت أن جارتي التي فقدت زوجها وأبناءها هي التي فجرت التجمع.

يومها قال وزير الداخلية إن منفذة التفجير هي من الشخصيات المعروفة في تنظيم القاعدة!

جارتي التي تربيت في منزلها مع ابنائها ليست “قاعدة”، ولم تكن ملتزمة دينيا أصلا”!
وختم قائلا: “القهر أخطر من التنظيمات الإرهابية. فالأخيرة منظمة، وتسير وفق أجندة الاستخبارات الممولة والمشغلة. أما القهر فهو حالة متفجرة عشوائية، هو قنبلة موقوتة بلا هدف، هو حالة مرعبة ستأكلنا وتأكل أخضر المنطقة ويابسها”!

السابق
صورة العنصر في أمن حزب الله الذي أقدم على الانتحار في حارة حريك
التالي
الفنان أحمد حلمي يعلّق على تفجير الكنيسة: قاتل غبي!