حقيبتا الأشغال والتربية تعقدان تأليف الحكومة

عاد التفاؤل باقتراب موعد تأليف الحكومة يطغى على المشهد السياسي في البلاد، إلّا أنّه لا يزال حتى الآن مع وقف التنفيذ، في وقت تشخص الأنظار إلى ما سيعلنه الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله مساء اليوم من مواقف في شأن الأزمة الحكومية.

المعطيات التي برزتْ في الساعات الأخيرة تشير الى ان جولةً جديدة من المشاورات الكثيفة قد انطلقت بزخمٍ، سعياً الى استعجال الولادة الحكومية قبل عيد الميلاد في 25 كانون الأول الحالي.

قالت مصادر سياسية تواكب مشاورات التأليف لـ”الجمهورية”، إنّ “الحركة السياسية الجارية هي لإبقاء مشروع التأليف قائماً ولكي لا يعطي المسؤولون انطباعاً بأنّ الفشل أصبح عنوان المرحلة”. وأشارت الى انّ الاتصالات الجارية كانت لخلقِ حالة انفراج سياسي عام لم تصب في عملية التأليف، بدليل انّ زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس، كانت ناجحة من المنظار السياسي والوطني، شأنها شأن زيارة رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية الى “بيت الوسط” امس الاوّل، وقد سبقَتها زيارة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لرئيس الجمهورية. لكنّ المواقف من التأليف والمطالب لا تزال نفسها”.

إقرأ ايضًا: زخريّا لـ«جنوبية»: هل سيتساوى الشيعة والقوات بعدد الحقائب؟

وكشفت مصادر سياسية لـ”اللواء” ان ما طرحه الرئيس الحريري على النائب فرنجية كان بمثابة خارطة طريق تؤسس للمرحلة المقبلة حكومياً.

وكان فرنجية، وفي طريقه الى “بيت الوسط”، قد اجتمع مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير علي حسن خليل في وزارة المال، وتشاورَ معه في آخر المعطيات المتعلقة بتأليف الحكومة. وعلمت “الجمهورية” أن لا عرض جديداً تمّ البحث فيه، وأنّ كلّ المواقف لا تزال على حالها منذ بداية مفاوضات التأليف.

إلا أن مصادر في قوى 8 آذار أوضحت لـ”النهار” ان لا تحرك فعلياً لحلحلة العقد في الأيام العشرة الأخيرة، فيما يمكن حل عقدة “المردة” بإعطائها حقيبة الصحة أو التربية، مشيرة الى ان الرئيس بري كان طرح في الاجتماع الرئاسي الرباعي الذي انعقد في قصر بعبدا في عيد الاستقلال اعطاء فرنجيه واحدة من الحقيبتين وهو يتكفّل بأن تصدر مراسيم الحكومة خلال ساعتين. الا انه مذذاك لم يتلقّ أي جواب حتى ان لقاء وحيداً عقد بعد ذلك بين معاون بري الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري السيد نادر الحريري.

وعلمت “النهار” أن الاسباب الكامنة وراء تراجع موجة التأليف الحكومي أمس في أقل من 24 ساعة تعود الى الخلاف على حقيبتيّ الأشغال والتربية تحديداً. فبالنسبة الى حقيبة الاشغال، بدا أن تمسك الرئيس بري بها مقابل إصرار “القوات اللبنانية” على أن تكون من حصتها الوزارية بناء على تفاهم سابق مقابل تنازل “القوات” عن الحقيبة السيادية وضع مساعي التأليف في حلقة مفرغة. كما أن إقتراح إسناد حقيبة التربية الى “تيار المردة” لم يلقَ قبولاً لدى دوائر قصر بعبدا التي تتمسك بإعطاء “التيار” حقيبة الثقافة على ما حصل في حكومة تصريف الاعمال الحالية. وقد استرعى الانتباه ما صرّح به امس عضو كتلة “المستقبل” النائب عاطف مجدلاني إنطلاقا مما هو متداول من “أن الموضوع ليس عند الرئيس المكلف بل عند التيار الوطني الحر وسحب الفيتو من اعطاء وزارة التربية للوزير سليمان فرنجية”.

إقرأ ايضا: الحكومة الثلاثينية تتقدّم وبرّي متخوّف من التحالف الثلاثي المستجدّ

إلى ذلك، توقّعت مصادر في فريق “8 آذار” لـ”الجمهورية” أن تَلوح البشائر الإيجابية خلال الايام القليلة المقبلة بعد مناخات التهدئة السياسية التي أشِيعت في البلد أخيراً، و عقب عودة محرّكات التأليف الحكومي الى العمل مجدداً.

وفي معلومات لـ”الجمهورية” أنّ البطريرك الراعي أبدى أمام عون انزعاجَه من تحميل رئاسة الجمهورية جانباً من التعقيدات، في وقتٍ أنّ العُقَد موجودة في أمكنة أُخرى، وتمنّى أن يكون الأقطاب الموارنة الاربعة الذين اجتمعوا في بكركي ممثَلين في الحكومة العتيدة. ولاحَظ انّ عون “يريد ان يكون أباً للجميع ويَرفض إقصاءَ أحد”.

وكان الراعي قد تمنّى بعد اللقاء “أن يتمّ تأليف الحكومة قبل عيد الميلاد”، وأكد لعون “دعمه الكامل لجهوده الكبيرة” مشدداً على انّ “المطلوب ان يكون الجميع الى جانب رئيس الجمهورية”.

ونقلت مصادر “المستقبل” أن الراعي عبّر للرئيس ميشال عون عن جهوزيته لتقديم أي مساعدة ممكنة للجهود الرئاسية المبذولة في سبيل تبديد بعض الهواجس الوزارية، سائلاً في هذا السياق عون: “هل من شيء أستطيع فعله وكيف يمكن أن أساعد؟”.

 

السابق
عام 2016 الأسوأ على صعيد حقوق الإنسان حول العالم
التالي
50 ألف إرهابي سقطوا في سوريا والعراق خلال عامين