معركة حلب: بداية شراكة «روسية اميركية» لتحجيم نفوذ إيران

الجدال قائم بين صفوف حلفاء النظام السوري حول من حسم حلب ..

السبت المقبل سيحضر ملف معارك حلب على طاولة اللقاء التي ستجمع خبراء  روس وأميركيين في جينيف. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن قبل قليل في مؤتمر صحفي من مدينة هامبورغ الالمانية ان طائرات بلاده لن تتراجع عن قصف حلب. ونفى في السياق نفسه ان تكون موسكو كما اذيع ليل الامس قد اعلنت عن وقف العمليات العسكرية على احياء حلب الشرقية مشدداً على ان وقف العمليات كان لساعات قليلة وذلك للسماح لبعض المقاتلين والسكان من الخروج من المدينة.

محور النظام السوري بأكمله يحتفل بإقتراب سقوط حلب بالكامل في أيدي الجيش السوري و “القوات الرديفة” كما تصفها وسائل الإعلام التابع للنظام السوري كوكالة سانا وقناة الدنيا والتلفزيون العربي السوري، ولكن الخبر نفسه يتردد صداه بشكل مختلف في صفحات الموالية محض لحزب الله.

إقرأ أيضاً: مصادر لـ«جنوبية»: روسيا تمنع حزب الله من المشاركة بمعركة حلب

في جولة سريعة على صفحة الإعلام الحربي وهي الصفحة الرسمية لحزب الله على مواقع التواصل الإجتماعي غاب إسم الجزب عن معارك حلب وأستبدل بعبارة “الحلفاء” وليس من عادة اعلام حزب الله وإيران غض الطرف عن فرصة تحقيق انجاز عسكري في سوريا يرفعون من خلاله اسميهما عالياً فوق مجد النصر المحقق لصالح نظام الأسد.

فمن وراء الإنجازات العسكرية التي يحققها الجيش السوري في احياء حلب الشرقية، روسيا أم إيران؟

في إتصال لموقع “جنوبية” مع المتخصص بالشأن الروسي خالد عزّي، رأى أن “الروس هم من قلبوا موازين معركة حلب، وتسير التحليلات الصحفية والعسكرية إلى ان المعركة حسمت عبر الكتلة النارية الروسية. والتصرف الروسي في معركة حلب يشير إلى ان روسيا هي من سيدخل حلب مع القوات النظامية فقط”.

إقرأ أيضاً: سوري يرفع دعوى ضد روسيا… فهل يكسبها؟

ويضيف عزّي انه خلال العشرة ايام الاخيرة سقط 22 جندي للروس من القوات الخاصة الروسية وفي الوقت نفسه لم نسمع عن اي قتيل سقط للحزب او مستشارين إيرانيين خلال المعارك الاخيرة.

اما عن دور إيران، فبدأت منذ الغارة الروسية على مواقع لإيران والحزب على مدينة نبل ضعف جداً في حلب بطلب من روسيا مباشرة، ويجري الحديث حالياً عن مساعي روسيا عبر خبراءها العسكريين إلى إعادة هيكلة الجيش العربي السوري وتدعيم مهاراته القتالية.

إقرأ أيضاً: روسيا بين السكرة والفكرة

ويشدد عزّي إلى ان الهدف الحالي لروسيا بالإضافة إلى إعادة هيكلة الجيش السوري، هو الاستمرار بعزل الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، وتأتي الخطوة الروسية ضمن إطار مساعيها للتقرب من أميركا التي أعلن رئيسها المنتخب دونالد ترمب ان ابرز اهدافه الاستراتيجية في سوريا تتمثل بضرب داعش ومواجهة ايران واجنحتها العسكرية.

وبحسب عزي فإن روسيا تنظر إلى الميلشيات كخطر واحد ولا تفرق بين إذا ما كانت سنية ام شيعية لأن كلاهما قاتلا ضدها في الشيشان وافغانستان.

اما عن ما حققته ايران في حلب إلى الان، فرأى عزي ان ايران لم تحقق أي نجاح حقيقي وله وزن إستراتيجي وعسكري منذ دخولها الى الصراع وإلى يومنا هذا إلا بتوليد الميليشيات الطائفية المذهبية من العراق واليمن وصولا الى سوريا ولبنان، اما من جهة بوتين، فإنه يسعى لتحقيق نجاح عبر حسم حلب بالكامل، وإلتقاءه مع الاميركيين لتأسيس الشراكة حول سوريا، وفرض نفوذه العسكري على مدينة حلب.

السابق
قانون الستين
التالي
نجماتنا يعتكفن عن إحياء حفلات رأس السنة… والسبب مادي!