فرحة بضاحية حزب الله: معركة حلب بلا نعوش صفراء

معركة حلب
تنعم عوائل الضاحية الجنوبية لبيروت منذ منتصف الشهر الماضي بالطمأنينة، لكون النعوش التي كانت تطوف في شوارعها قادمة من سوريا غابت كليّا. فما هو السبب؟

للمرة الاولى، ومنذ خمس سنوات بالتمام والكمال، تشعر الأمهات في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع بسرور وبهجة، هذه الفرحة المستجدة مشابهة لفرحة الإنتصار الذي عاشه الجنوبيون بشكل خاص، واللبنانيون بشكل عام ، سنة 2000.

اقرأ أيضاً: معركة حلب: بداية شراكة «روسية اميركية» لتحجيم نفوذ إيران

وسبب هذه الفرحة هي عدم وصول أي جثمان الى قرى هذه المناطق منذ بدء معركة حلب الصعبة والتي غصّ بأخبارها الاعلام العالميّ والعربيّ والمحليّ.

وهذه الملاحظة، تُعد بشرى خير للعوائل الشيعية اللبنانية، وبالأخص عوائل حزب الله والاباء والامهات، الذين عانوا ما عانوه لجهة ارتفاع عدد الشهداء الضحايا الذين ارسلهم الحزب كمقاتلين في سوريا دفاعا عن خط الممانعة، الذي تتزعمه ايران، وتدور في فلكه كل من سوريا والعراق، وحزب الله، اضافة الى الفصائل القوميّة والوطنيّة والبعثيّة.

فالهدوء، كان مع نهاية العام الجاري، هو سيد الضاحية. هذه الضاحية التي لطالما كانت معجن ومخبز السياسات لدى حزب الله. وهي رمز لقياداتها، التي تدير العالم رغم الإهمال والفقر والتقشف والتسيب الأمني وكل ما هو بعيد عن الموضوع السياسي.

الضاحية، التي كانت الأم الحنون لليسار أولا، ومن ثم لحركة أمل، وبعده لحزب الله، الضاحية التي لم تبخل يوما بتقديم أغلى شبابها في مواجهة اسرائيل الاحزاب واليمينية ثانيا.

مع الاشارة الى أن هذه الفرحة سرّها بأن حزب الله لم يشارك في معارك حلب رغم ان هذه المدينة الاقتصادية المهمة جدا للنظام السوري أولا، وللنظام التركي ثانيا كونها ملعبه في الداخل السوري، وثالثا لحزب الله الذي راهن منذ البداية على ان تحريرها من المعارضة سيكون بداية النهاية للحرب السورية، وبرزت أهميتها لاحقا أكثر عند الروس الذي صبّوا جام حممهم على رؤوس قاطنيها فأخرجوهم دفعة واحدة.

https://youtu.be/kqwFFKZNpWQ

بالعودة الى الامهات اللواتي شعرنا مؤخرا وبعد صبر وألم طويل بالفرج لكون التوابيت التي كانت تحمل جثامين أحبتهم لم تسر هذه المرة من أمامهن وعلى طرقاتهن، وبالتالي توقفت روضة الحوراء زينب وكل رياض الشهداء عن استقبال وافدين جدد.

وما يؤكد الفرحة السارية حاليّا، فرحة توقف النزيف هو انتشار فيديو صوّره شباب حزب الله وهم يتزحلقون على الثلج في سوريا، فرحين بالهدنة التي طالتهم وأراحتهم من عناء القتال القاسي في جوّ لم يذوقوا مثيلا منذ سنوات وهم الذين دخلوا معارك لم تشبه معاركهم ضد الصهاينة.

اقرأ أيضاً: رغم دفاع حزب الله عن سوريا الشيعة في الكتب المدرسية «مجوس»!

فهل سيكون إبعاد شباب الحزب عن معركة حلب مدخلا ليرتاح مجتمع حزب الله من دفع أثمان باهظة أودت بحياة الآلاف من خيرة شبابه؟

السابق
المخرج الاميركي مايكل مور: ترامب لن يستمر في حكم اميركا
التالي
بالفيديو.. لحظات حازمة من الفنانة نجوى كرم في بعض حفلاتها