ماذا تعرف عن الحرس الثوري الإيراني؟

يُعتبر الحرس الثوري (باسدران) الجيش العقيدي للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، وقيادته مستقلة، وهي تتلقى أوامرها من الخامنئي مباشرة. ويتألف الحرس الثوري الإيراني من حوالي 350 عنصرا بحسب بعض المراكز الغربية، في حين يرى مراقبون آخرون أن عدد أفراده لا يتجاوز۱۲۰ ألفا.

إقرأ أيضا: متى يخرج «الجيش الشيعي العالمي» الى العلن؟

وقد ظهر الحرس الثوري في الخامس من آيار ۱۹۷۹بعد الثورة الاسلامية ضد الشاه، وقد أسسه الامام الخميني، وربطه مباشرة بالمرشد الروحي للجمهورية. وكان الهدف من إنشاء الحرس الثوري هو إقامة توازن مع الجيش النظامي الذي لم يشارك في الثورة وبقيّ ضباطه موالون للشاه.

ويعرف عن أعضاء الباسدران التزامهم الديني وولاؤهم السياسي للنظام الاسلامي، ودفاعهم المستميت ضد “أعداء الداخل والخارج”، مما أهلّهم ليكونوا محل تكريم القائد الأعلى، فأصبحوا من ذوي النفوذ الكبير داخل أجهزة الدولة على الاصعدة كافة.

وأبرز أعضائه الذين وصلوا إلى رئاسة الجمهورية الإسلامية هو الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي حكم لدورتين متتاليتين في إيران. فكان ان استفاد من حكمه ان عيّن لدى اعتلائه منصبه خمسة وزراء في حكومته من الحرس الثوري، فضلا عن عشرات النواب من أعضاء الحرس السابقين.

واحتل العديد من كوادر الحرس مناصب حساسة في الجمهورية الاسلامية، منهم سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، اضافة الى آخرين برزوا في قطاع النفط والبناء. وكان للحرس الثوري أي (الباسدران) دوره الكبير في الحرب العراقية -الإيرانية بين1981-1988.

وتعتبر أسلحة الحرس الثوري وتجهيزاته الأكثر تطورا، وتحديدا بطاريات الصواريخ “شهاب-۳” البعيدة المدى. يضاف إلى ذلك دوره في مكافحة المعارضة الليبرالية عبر جهاز استخباري مستقل. وكانت واشنطن قد اتهمت الحرس الثوري بمساعدة مجموعات شيعية في العراق خلال المرحلة الاخيرة. ويعلم جميع المراقبين أن الحرس الثوري يدعم أيضا حزب الله اللبناني الشيعي الذي يشارك في الحرب السورية الى جانب النظام السوري. وينضوي تحت اطار الحرس الثوري ما يعرف بـ”الباسيج”، الذين يقدّر عددهم بعشرة ملايين شخص، ويقوم بتدريبهم وتزويدهم بالسلاح. وهي منظمة تعتمد على الشباب وطلاب الجامعات فقط.

ويملك الحرس الثوري بقسميه (الباسيج والباسدران) مليارات الدولارات في مجالات  كل من النفط والغاز والبناء. وتتبعه مؤسسات مالية واستثمارية ضخمة داخل إيران في قطاعات إنتاجية وخدماتية متنوعة، كالإنشاءات والطرق والنفط والاتصالات. اضافة الى قدرات عسكرية هائلة ورادعة، كأنظمة صواريخ تحمل رؤوس عنقودية، وصواريخ تحمل 1400 قنبلة صغيرة، وآلالاف الجنود المدربين على القيام بعمليات استشهادية في اماكن خارج ايران.

وقد طوّر الحرس الثوري من قدراته العسكرية كثيرا مؤخرا، إضافة إلى المناورات العسكرية، ايضا طوّر القيمون على هذا الجهاز العديد من الأسلحة خاصة في مجال الطائرات دون طيار وصواريخ شهاب1و2و3، إضافة إلى منظومات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية التي باتت الحرب الناعمة العالمية.

السابق
عراقيون.. من معسكرات تدريبهم في إيران إلى ساحات القتال!
التالي
بعد اليسا.. هيفا وهبي تعتكف في رأس السنة