زخريّا لـ«جنوبية»: هل سيتساوى الشيعة والقوات بعدد الحقائب؟

ارتفع منسوب التفاؤل فيما يتعلّق بالتشكيل الحكومي، مع انتظار تصاعد الدخان الأبيض سيما بعد تأكيد فرنجية إثر لقائه بالحريري أمس على وضع خارطة طريق وأن الأمور يمكن أن تذهب نحو خواتيم سعيدة قبل الاعياد.

أضفى الحراك السياسي الملحوظ على أكثر من خطّ، أجواء إيجابية على خط التأليف الحكومي ولكن مع وقف التنفيذ، سيما مع الدخان الأبيض الذي تصاعد بعد اللقاء المسائي الذي عقد ليل أمس في “بيت الوسط”، بين الرئيس المكلّف سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية، حيث تم تناول آخر المستجدات والمساعي المبذولة لتشكيل الحكومة، تلاه سلسلة مواقف لفرنجية أبرزها تأكيده على التفاهم مع الحريري، وعلى طرحهما أثناء اللقاء خارطة طريق، لافتا إلى أن الأمور يمكن أن تذهب نحو خواتيم سعيدة قبل الاعياد”. مشيرا الى “أننا وقفنا مع حلفائنا ضد أنفسنا. وإنّ حلفاءنا اليوم يقفون معنا بمطلب محقّ”، معتبراً أنّ “البعض يرفض مطالبنا من منطلق التحجيم، ولكن لا أحد يستطيع أن يحجّمنا”.

اقرأ أيضاً: بري يصرّ على حكومة الـ 30 وعقدة فرنجية مستمرة

مصادر مطلعة على مضمون اللقاء أكدت أن “الاجواء التي سادت أفضل مما كانت في السابق وهي ستساعد على الحل في تشكيل الحكومة ولكنها أشارت الى ان الأمر بحاجة للمزيد من الاتصالات، وكشفت المصادر ان فرنجية لم يعلن التخلي عن مطالبه ولا سيما لجهة انه يريد حقيبة من ثلاث: الاتصالات او الاشغال او الطاقة ولكنه أكد ان المبدأ هو اهم من الحقيبة وانه لا يريد احد ان يحجم”.
وعن أجواء اللقاء المسائي بين الحريري و فرنجية قالت الباحثة في علم الاجتماع السياسي والقيادية في تيار المردة ميرنا زخريّا في حديث لـ “جنوبية” أنه “من الطبيعي أي لقاء بين أي قطبين سياسي هو ايجابي لأنه يدعم الحوار، وبالتالي الحوار يعطي الأمل في البحث والحلّ”. وعلّقت على اللقاء بأنه “كان موضوعيًا وايجابيًا بإمتياز، إذ تمّ التطرق للموضوع في صميمه، وبالتالي من المتوقع أن يتماشى موقف الحريري مع مبدأ فرنجية”. مشيرةً إلى أنه “لا يمكن للمطالب المحقّة أن تكون معرقلة لعملية تشكيل الحكومة، بل أن المطالب الغير المحقة هي التي تصبّ في صميم العرقلة”.
وحول الجهات التي تعارض مطالب المردة قالت زخريّا إنه “أصبح من الواضح أنه منذ الاتفاق بين التيار الوطني والقوات وهما يعملان بقدر المستطاع بهدف تحجيم حصة المردة، من خلال الترويج الإعلامي منذ اليوم الأوّل لناحية مطلب تيار المردة”. ولفتت أنه “وللتذكير المردة على عكس البعض لم يصرّ على أخذ وزارة محّددة، بل وبالإستناد إلى عدد نوابه طالب بحقيبة من ثلاث وترك الخيار مفتوح وذلك تسهيلا منه لتشكيل حكومة الحريري”.

جعجع وعون
كما لفتت زخريّا الى الوزارات الثلاث التي يطالب بهم المردة “الاتصالات ، الطاقة والمياه والاشغال العامة وأي حديثٍ عن وزارة أخرى غير صحيح”. إلى ذلك أشارت أن “وزراة التربية لم تعرض علينا وهي لا تزال من حصة التيار الوطني”. متمنيةً أن “يكون العمل جارٍ بموضوعية حتّى تتمكن كل جهة أن تتمثل بحسب حجمها الفعلي”.
كما شدّدت على أن “المردة لا يزال ثابت على رأيه ولا داعي للتراجع، فمطالبنا متمثلة بحقيبة محدّدة وقد اعطينا خيارات بما يتناسب مع حجمنا، وفي حال لم يتم الامتثال لمطلبنا، كنّا ولا زلنا مصرين بأنه الأفضل أن نبقى نبقى خارج التشكيلة القادمة على أن نشارك بأقل من حجمنا، في حين ان الآخرين يتمثلون بأكثر من حجمهم”.
وتساءلت زخريّا “هل من الطبيعي أن يحصل حزب مسيحي واحد (بالإشارة إلى القوات اللبنانية) لديه 8 نواب على عدد من الحقائب الوزارية يجاور إن لم يوازِ عدد الحقائب الوزارية التي تخصّ كل الطائفة الشيعية (الثنائي حركة أمل وحزب الله 26 نائب)، خاصةً بعد إصرار حزب الله على أن يكون الفائز الأول برئاسة الجمهورية “حينها” المرشح ميشال عون “. وهل من الطبيعي أن تحصل هذه الخطوة برعاية وتأييد التيار الوطني الحر ذاته؟

اقرأ أيضاً: الوطنيّةُ باتت كلمة غريبة غير مفهومة

وعن دعم الرئيس برّي القوي لفرنجية لفتت إلى أن “كل الحلفاء يقفون إلى جانب تيارالمردة بمن فيهم أمل وحزب الله، فلما تغييب موقف الحزب؟ كما أن باقي حلفائنا من سياسيين محازبين أو مستقلين يرفضون عملية التحجيم التي يتم حبكها”. وخلصت زخريّا بالتساؤل “بما أن المردة وأمل حليفان لماذا يتم محاولة إقصاء فرنجية دون برّي؟ وهذا ما يزيد التساؤل”.

السابق
كلّ ما تمارسونه جريمة: #الستاتوس_مش_جريمة
التالي
مداهمة في الهرمل: حشيش ومخدرات وآلة لتصنيع المواد المخدرة