بري يصرّ على حكومة الـ 30 وعقدة فرنجية مستمرة

جواء الايجابية لا تزال تلوح في أفق التأليف الحكومي، الّا أنها إيجابيات مع وقف التنفيذ، على رغم الحراك الملحوظ على أكثر من خط.

برزت مرونة جديدة على خط التأليف الحكومي، لم تتكشف ركائزها بعد. حيث بدت ملامح تفاؤل حذر باحتمال ان تولد الحكومة، التي اجهضت في مناسبة عيد الاستقلال، في ما بين عيدي الميلاد ورأس السنة، خصوصا بسبب خشية “حزب الله” من فقدان التغطية المسيحية التي وفرها له تحالفه مع التيار “الوطني الحر” بما قد يدفعه الى التدخل لحلّ التجاذبات التي تحول دون الولادة المنتظرة.

 

وعلى رغم من الاجواء الايجابية،  الا انّ أيّاً من المراجع الرئاسية، وإن كانت تقارب ملف التأليف بلغة ترفع منسوب التفاؤل، استطاعت ان تجازف بتحديد موعد معيّن للولادة الحكومية، بل اكتفت بالأمل في ان تتم هذه الولادة قبل الاعياد، الّا انّ ذلك يبقى رهناً بنجاح ما وُصفت بأنها محاولة جديّة لتذليل “آخر العقد” الماثلة في طريق التأليف، على حدّ ما يقول عاملون في مطبخ التأليف، الذين لم ينفوا او يؤكدوا ان يكون المقصود بـ”آخر العقد” حصة النائب سليمان فرنجية ونوعية الحقيبة التي ستسند الى تيار “المردة”.

إقرأ ايضًا: الحكومة الثلاثينية تتقدّم وبرّي متخوّف من التحالف الثلاثي المستجدّ
وأشارت “الجمهورية” إلى أن تفاصيل حركة الاتصالات الجارية لم تظهر الى العلن اي دخان ابيض على اي تفصيل، سواء حول العلاقة بين بعبدا وبنشعي التي لا يبدو أنها تأثرت بالبيان الرئاسي الأخير، او حول حسم حصة “القوات اللبنانية” وحجم الحقائب ونوعيتها، في ظل كلام ترَدّد في الساعات الاخيرة عن إعادة خلط الحقائب من جديد، او حول شكل الحكومة وما اذا كانت ثلاثينية توسّع هامش المشاركة، وتضيّق مساحة الاختلاف. علماً انّ الصيغة الحكومية ما زالت محكومة بتأكيد رئاسي على تشكيلة من 24 وزيراً.

وفُهمت “السفير” من أوساط متابعة لمفاوضات تأليف الحكومة أنه وبعد تحديد الحقائب الأساسية، جرت عملية إعادة خلط للحقائب، مع تحييد “السيادية” و”الأشغال”، حيث يجري نقاش في إمكان منح حقيبة “الصحة” الى فرنجية إذا تعذر حصوله على “التربية”، وأن هذه النقطة قد تفتح الباب أمام تأليف الحكومة قريباً إلا إذا برزت عراقيل في اللحظة الأخيرة.

وبرز عشية إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، طرحُ الحزب على لسان رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد مسألة توسيع إطار التشكيلة الحكومية، في إشارة إلى المطالبة بجعلها 30 وزيراً بدلاً من 24 تسهيلاً للأمور على مستوى حل “مشكلة المحاصصة في الحقائب” كما عبّر رعد، مضيفاً: “لذلك نحن طرحنا مبدأ توسعة التمثيل في حكومة الوفاق الوطني حتى لا يُستثنى أحد وحتى تلمّ شمل القوى السياسية”.

وبانتظار كلمة نصر الله، تجمعت مؤشرات مرونة مستجدة في الملف الحكومي من ابرزها المواقف المنفتحة التي وزعها الوزير باسيل في كل الاتجاهات لافتا الى ان الخلاف المسيحي الشيعي لن يحصل، وأن الصدام مع السنّة محرم. وشمل الانفتاح رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي أوكل إليه “حزب الله” التفاوض على الحكومة، فأكد له بأن الحكومة تتسع لكل حلفائه الذين يتمسك بتمثيلهم، سواء “المردة” او “القوميين” او ما يسمى بـ”سنة 8 آذار”، انما بحكومة من 24 وزيرا، خلافا لما ينادي به بري من ضرورة توسعها الى ثلاثين بما يسمح له بالحصول على شبه ثلث معطل من جهة وعلى التقليل من حجم “القوات اللبنانية” من جهة اخرى. وقد قابل الرئيس بري ما ادلى به الوزير باسيل بإيجابية وفق ما نقل عنه زواره عندما قال “انا معها ليس 50 بالمئة انما 100 بالمئة”.

إقرا ايضً: المردة: الإتصالات أو الطاقة أو الأشغال وإلّا… البقاء في البيت!

كما توقفت الصحف عند اللقاء المسائي الذي عقد ليل أمس في “بيت الوسط”، بين الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية، وتناول آخر المستجدات والمشاورات والمساعي المبذولة لتشكيل الحكومة، تلاه سلسلة مواقف لفرنجية أبرزها تشديده على أنّ “الحريري يتفهّم موقفنا ولا يقبل أن يتمّ الانتقاص من حقنا أو من حق أيّ فريق في البلد”، موضحاً أنّ “البعض يضعنا في موضع أننا نحن الذين نعطّل، ولكننا ولا يوم أردنا التعطيل، والتعطيل يتحمّل مسؤوليته الفريقان”. وأشار الى “أننا وقفنا مع حلفائنا ضد أنفسنا. وإنّ حلفاءنا اليوم يقفون معنا بمطلب محقّ”، معتبراً أنّ “البعض يرفض مطالبنا من منطلق التحجيم، ولكن لا أحد يستطيع أن يحجّمنا”.

 

مصادر في تيار المستقبل قالت لـ”الديار” ان اللقاء بين الحريري وفرنجيه سادته اجواء أفضل مما كانت في السابق وهي ستساعد على الحل في تشكيل الحكومة ولكنها أشارت الى ان الأمر بحاجة للمزيد من الاتصالات.

 

السابق
المؤتمر السابع لـ«فتح».. خلفيات وكواليس
التالي
بحرية اسرائيل صناعة لبنانية – إيرانية وحزب الله يلوذ بالصمت!