المؤتمر السابع لـ«فتح».. خلفيات وكواليس

لم يسمح له الإحتلال الاسرائيلي بدخول الاراضي الفلسطينية للمشاركة في مؤتمر فتح السابع. وبصفته عضوا في المجلس الثوري لفتح كان لـ"جنوبية" لقاء مع جمال أشمر لمزيد من الاطلاع على مجريات المؤتمر.

في لقاء إعلامي مع عضو المجلس الثوري في حركة فتح الأستاذ جمال أشمر، الذي منعته سلطات الإحتلال الاسرائيلي من دخول الاراضي الفلسطينية للمشاركة في المؤتمرالسابع للحركة الذي انعقد في رام الله، كشف أشمر لـ”جنوبية” تفاصيل وخلفيات المؤتمر، حيث قال:

“اشتمل الحضور في مؤتمر فتح السابع الذي عقد مؤخرا في رام الله على مستويات عدة منهم الأعضاء المراقبين، وهم من داخل فتح أيّ الأعضاء غيرالفائزين، اضافة الى ضيوف ووفود من 38 دولة عربية وأجنبية. بمن فيهم ممثل الأمم المتحدة الذي كانت له كلمة.

إقرأ أيضا: إسرائيل تمنع اللبناني «جمال أشمر» من حضور مؤتمر فتح في رام الله

وتنوّع الحضور بين التنظيمات والفصائل الفلسطينية كافة، اضافة الى مشاركة كل من حركتي حماس والجهاد، أما العدد الأكبر في المؤتمر فكان لأعضاء من حركة فتح من الضفة.

وعن أماكن انعقاد المؤتمرفي المراحل السابقة قال أشمر”سابقا كانت جميع المؤتمرات تعقد خارج الضفة، عدا المؤتمرين الأخيرين، أي السادس الذي عقد في بيت لحم، والسابع في رام الله. وكان هذا المؤتمر يُعقد غالبا في العاصمة السورية دمشق وذلك قبل اتفاقية أوسلو الشهيرة”.

أما عن مقررات المؤتمر السابع الاخير فقد تناول “الأحداث الجارية في المنطقة، وقد وُجهت الدعوات الى جميع السياسيين، علما ان المؤتمر لم يُعلن أيّ موقف من المسألة السورية، وذلك تجنبّا لتدفيع الفلسطينيين أي ثمن، على العكس ما قامت به حركة حماس من اعلانها موقفا من الأزمة السورية. وقد تناول المؤتمرالسابع في بيانه الختامي الأمور التالية منها:

jamalkashmarian

1-الإنتخابات: حيث تم انتخاب قيادة جديدة ومنها التجديد لأبي مازن مع التأكيد على التمسك بوحدة القرار الفلسطيني، وبالديموقراطية، وهو(أي أبو مازن) الذي اختاره مؤتمر فتح رئيسا لها في العام 2009. علما انه انتخب في العام 2004 كرئيس للسلطة الفلسطينية بعد استشهاد ابو عمار، ورئيسا للجنة المركزية في فتح.

2-تمكين السلطة من السيطرة على غزة والضفة: وهي سلطة موجودة شكليّا عبر حكومة رامي الحمدلله، لكن فعليّا نرى حماس قد منعت وفودا رسمية قصدت غزة من ممارسة عملها، مع الاشارة الى ان تنحصر سلطة الحمدلله فقط بدفع الرواتب مع عدم القدرة على جمع الضرائب او الجباية.

أما “مضمون البيان الختاميّ للمؤتمر، بحسب أشمر، فقد جاء كتعبيرعن الحدث الديموقراطي، من هنا يجب على “فتح” ان تحترم هذا البيان، وعلى أي تنظيم سياسي ان يحترم الاستحقاقات، اضافة الى أهمية التجديد لأبي مازن الذي حاز على الإجماع. والتجديد لم يكن لأبي مازن فقط، فهناك قيادة تاريخية خارج التنظيم فازت بالتزكية وهم: أبو ماهر غنيم، أبو الأديب، أبو اللطف”.

ويتابع أشمر بالقول “وهذا يعني أن المؤتمر إحترم القيادة التاريخية وحافظ عليها، والتغيير حصل في إطار ستة مواقع داخل اللجنة المركزية أي ما نسبته ثلث اللجنة. وهذا طبيعي في حركة فتح، فمن يقرأ بيان المؤتمرات السابقة لا يرى ان القيادة الموجودة تتمتع بالسلطة المطلقة، فلا سلطة قوية او سلطوية تسمح بالإستتباع، ولا بالإنقلاب، فالتغيير يتم بسلاسة، تعبّرعن طموح نحو المستقبل لا الماضي”.

وعن انتخاب مروان البرغوتي قال “اما مسألة إنتخاب الأسير مروان البرغوتي وحيازته أعلى نسبة من الأصوات فهو مؤشر كبير لتقدير هذه التضحيات، علما ان زوجته فدوى البرغوتي انتخبت كعضو في المجلس الثوري. وهو واحد من عدد من الأسرى الـ23 المحكومين مؤبدا. وهي إشارة مهمة الى مكانة الأخ مروان البرغوتي، عضو اللجنة المركزية في المؤتمر، المؤلفة من 18 عضوا، ويحق للمؤتمر إضافة أربعة أعضاء إليهم”.

اما أبرز المقررات، عدا اختيار القيادة الجديدة، “فهي التأكيد على المقاومة المشروعة. فكل أشكال المقاومة هي مشروعة، بحسب القانون الدولي، مع استمرار التوجه الى المؤسسات الدوليّة للحصول على عضوية كاملة لفلسطينيّ الشتات، والعمل على الدخول الى جميع المؤسسات الدولية والإنتساب إليها”.

فإضافة “الى موضوع المقاطعة والمنتوجات الإسرائيلية، ونطالب بتقليد الإوروبيين، ونحن من حمل هذا الملف للأوروبيين، وشرحنا لهم ان أراضي1967 هي أراضي فلسطينية، ودعونا الى مقاطعة منتجات المستوطنات حتى نُرجع حقنا. وطالبنا بمقاطعة كل شيء خارج وصادر عن المستوطنات أو له علاقة مع المستوطنات، حتى البنوك التي لها فروعا في المستوطنات طالبنا بمقاطعتها. وذلك لتثبيت فلسطين على الخارطة السياسية، وعلى المستوى الإقتصادي والوحدة الفلسطينية، وتفعيل دور منظمة التحرير”.

إقرأ أيضا: حركة فتح والأسئلة الصعبة؟

“وثمة اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني من أجل تفعيل دور منظمة التحريرالفلسطينية التي عادة ما كانت تجتمع في الخارج، وذلك قبل اتفاق أوسلو1993 أما الان فقد اصبحت كل اجتماعاتها في الداخل الفلسطيني. والبحث بالقرارات التي لها علاقة بالمصالحة والمجلس الوطني الفلسطيني” .

أما في الاطار العربي فقد تم “التأكيد على العلاقة مع الإخوة العرب بشكل عام، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للبلاد العربية، والتنسيق مع لجنة المتابعة العربية في جامعة الدول العربية. كما وجهوا التحية لكل من السعودية والجزائر معا لوفائهم للقضية، اللتين وقفتا الى جانب القضية، واكدوا وقوفهم الى جانب السعودية في مواجهتها الإرهاب والقرار الأمريكي “جاستا”، واستنكار استهداف مكة، والتضامن مع مصر في مواجهة الإرهاب الذي يضرب سيناء. ورفض الموجة التكفيرية في المنطقة، ووجهوا التحية لشعبنا في كل من سوريا ولبنان”.

ويختم أشمر مؤكدا “أن المؤتمرين على العهد للعمل على موضوع الاسرى. ودعوا الى رصّ الصفوف واستعادة فتح لحيويتها لتلبيّ التوجهات الوطنية للشعب الفلسطيني”.

السابق
تمديدات مغارة الميلاد في القصر الجمهوري تسبب حريقاً!
التالي
بري يصرّ على حكومة الـ 30 وعقدة فرنجية مستمرة