هل حياة جبران باسيل بخطر؟؟

لقد دخلنا في الشهر الثاني على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة من دون أي تقدم ملموس على هذا الصعيد، ومعلوم أن التأخير وإن تمظهر بصورة الإختلاف على توزيع الوزارات إلا أن القاصي والداني يعرف بأن المسألة أكبر بكثير وأعقد مما تبدو عليه، وأن جوهر الأزمة هو بالخيار السياسي وصورة لبنان التي سوف يطبع عليها في القادم من الأيام،
صار واضحا أن المسار الذي يعتمده العهد الجديد منذ دخول الجنرال إلى قصر بعبدا، لا يحظى برضى وبركة حزب الله، وأن صراعا خفيا بدأ يطفو على السطح بين إرادة الحزب باستنساخ العهود السابقة (الرئيس لحود بالتحديد) وبين رغبة حقيقية عند الرئيس عون بوضع بصمته الخاصة واعتبار وصوله إلى سدة الرئاسة كجسر عبور للإنتقال إلى مرحلة بناء الدولة ولو بحده الأدنى.
حزب الله الذي يحرص دائما على التأكيد بأن علاقته مع حلفائه لا تقوم على التدخل المباشر وإعطاء الأوامر (وهذا صحيح)، إلا أن هذا الهامش من “الحرية” الذي يعطيه للحلفاء، لا يعني تركهم وخياراتهم بل هو يفترض سلفا أن عليهم هم بالمقابل أن يُحسنوا قراءة وتلمس رغباته ومتطلباته وبالتالي المبادرة ذاتيا لتلبيتها من دون الحاجة إلى الرجوع إليه.
وهنا تحديدا يكمن الفرق بين الرئيس ميشال عون وبين المرشح “المفضل” سليمان فرنجية، وبالتالي حالة الندم التي تجتاح قواعد فريق 8 اذار وقيادتها لعدم وصوله.

إقرأ أيضاً: هجوم «السفير» على باسيل لسجن عون في محور إيران!

المرحلة الآن بمتغيراتها وتعقيداتها تشبه إلى حد كبير الأحداث التي سبقت 14 شباط 2005 – واستلام الرئيس الاميركي ترامب في العشرين من الشهر القادم هو بمثابة القرار الدولي 1559 مع مفارقة بسيطة، فبدل انسحاب القوات السورية من لبنان نحن أمام مرحلة سحب ايران من اتفاق الملف النووي.
الشهيد رفيق الحريري كان هو الآخر حليف مقرب جدا من حزب الله، لكنه لم يحسن قراءة تعامل حليفه مع المتغيرات القادمة ، والتحولات الكبيرة المنتظرة مما خلق سريعا انشقاقا كبيرا في جدار العلاقة بينهما دخلت من خلاله قوى الشر (اسرائيل) لتغتال رفيق الحريري وتحقق هدفين اثنين، منع أي محاولة جدية لوضع لبنان على سكة بناء دولة حقيقية كما كان يرغب رفيق الحريري، وهذا مطلب اسرائيلي قديم، والهدف الثاني هو توجيه أصابع الاتهام لحزب الله وهذا ما حصل .

إقرأ أيضاً: حزب الله في مواجهته مع «ميكافيلي» جبران باسيل

طبعًا إن الهدف من وراء إستحضار تلك المرحلة المشؤمة من تاريخ لبنان لا يهدف إلى زيادة السوداوية على مشهد ما نحن فيه، إنما بهدف تذكير الجميع في خضم الدوامة الداخلية والإستغراق بتفاصيل اللعبة اللبنانية بأن على حدودنا الجنوبية يتربص بنا عدو لا يتمنى إلا الشر لبلدنا الحبيب فلا تنسوه.. حمى الله لبنان.

السابق
ميركيل «تبق البحصة»: الحجاب ليس من تقاليدنا!
التالي
برّي: أنا لبنانيٌ ولست إيرانياً