الحكومة الثلاثينية تتقدّم وبرّي متخوّف من التحالف الثلاثي المستجدّ

بدا أن عربة التأليف على وشك الانطلاق، وان لم تكن تحركت بعد في انتظار بلورة مزيد من الاتصالات يمكن ان تفضي الى ازالة العراقيل من امام التشكيلة الحكومية المرتقبة.

برزت مواقف في الساعات الأخيرة أوحت بأنّ مناخ التعقيدات الذي ساد على خط التعطيل، بدأ يتخذ منحىً إيجابيا، يؤمل أن تعطي قوّة دفعٍ جديدة لعجَلة التأليف الحكومي، بما يَرفع من احتمال وضعِ الحكومة على سكّة الولادة في مدى غير بعيد.

وتجلّى كسرُ المراوحة، بحسب “الجمهورية”، بمشاورات متتابعة بين عين التينة وبعبدا، وبين عين التينة و”بيت الوسط”، وبين “بيت الوسط” وتيار “المردة”، وبين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”… وأفضَت إلى تقدّم قد تشهده هذه المشاورات، في الأيام القليلة المقبلة، إذا بقي على هذه الوتيرة.

في المقابل، قالت مصادر أخرى لـ”الجمهورية” إنّ الاتصالات الجارية اتّخَذت أكثر من سيناريو تردّد أنّ أحدها يقترح إعادة إحياء التشكيلة الثلاثينية لتوسيع التمثيل السياسي والحزبي.

إقرأ ايضًا: تشكيل الحكومة يدخل لعبة الإستنزاف

وفي معلومات “الأخبار” أن برّي “لا يزال يرغب في تأليف حكومة من 30 وزيراً، لأنها تضمن تمثيل كل القوى سياسياً، وستكون حكومة لكلّ الناس”، إلا أنه “ينتظر ما يمكن أن تؤول اليه الاتصالات، خصوصاً مع تمسّك الرئيس سعد الحريري بحكومة الـ24 وزيراً”. ونقلت المصادر عن برّي “تخوفّه من تحالف عوني ــ مستقبلي ــ قواتي جدّي”، خصوصاً أنه “لمس خلال لقائه الأخير مع الحريري والرئيس ميشال عون أن الأخير حريص على اتفاقه مع القوات اللبنانية، وأن الحريري بدوره حريص على أوطد العلاقات مع سمير جعجع”، والدليل أن “برّي كان قد لمس من الحريري تجاوباً لناحية إعطاء حقيبة التربية لفرنجية، لكنه عاد وتردّد بعد مراجعة القوات والعونيين”.

كما ذكرت مصادر مطلعة على عملية تشكيل الحكومة لـ”الديار” ان الحريري بصدد اطلاق مبادرة تتعلق بعملية التشكيل في خلال الايام القليلة المقبلة وستكون كفيلة بانهاء أزمة التأليف اذا ما كانت المشكلة فقط الحقائب. واشارت الى ان الرئىس الحريري ما زال ينتظر نتيجة الاتصالات التي يقوم بها فريق رئيس الجمهورية وفي مقدمهم باسيل مع عدد من الاطراف لحلحلة عقدة المردة، ولكنه لن ينتظر طويلاً بل سيتحرك لانهاء الملف الحكومي قبل الاعياد.

واشارت المعلومات لـ”الديار” ان العودة لحكومة الثلاثين لا يعني نسف الاتصالات السابقة لان الحقائب السيادية تم حلها عبر المالية لبري، الدفاع والخارجية للتيار الوطني الحر والداخلية للمستقبل، كما ان الوزارات الخدماتية محصورة ايضاً بالقوى الاساسية كالتيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية مسيحياً، والثنائي الشيعي، وتيار المستقبل وكذلك وزارة للنائب وليد جنبلاط، اما “الفتات” فستكون للاطراف السياسية الاخرى الذين سينالون وزراء دولة كي تتواجد هذه القوى السياسية على طاولة مجلس الوزراء لان الخلاف الحقيقي سيكون على قانون الانتخابات وهذا ما يرضي الرئيس بري والداعمين له.

إلى ذلك، توقفت الصحف عند المؤتمر الصحافي لرئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل،  بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتّل “الإصلاح والتغيير”، الذي تضمّنَ، رسائلَ إيجابية وتطمينية في أكثر من اتجاه: أكّد أنّ “الخلاف المسيحي ـ الشيعي لن يحصل لا اليوم ولا في أيّ يوم”، وقال إنّ “علاقتنا مع “حزب الله” في أقوى حالاتها، إنّما هناك البند الرابع أو بند بناء الدولة في التفاهم، وهناك خلاف عليه في الأولوية”. وأكد رفضَ مبدأ الإلغاء والعزل، والسعيَ إلى تمثيل الجميع في الحكومة. وشدّد على “ثبات” العلاقة مع “القوات اللبنانية”، مؤكداً التحالف الانتخابي معها”.

إذ رحّب الرئيس نبيه بري بكلام باسيل، وقال: “أنا مع هذا الكلام ليس بنسبة 50 في المئة بل معه مئة في المئة”، تلقّفَ “حزب الله” كلام باسيل بارتياح، وتقول أجواء الحزب لـ”الجمهورية” إنّ العلاقات بينه وبين “التيار الوطني الحر” هي “علاقات ممتازة، وأصلاً التفاهم راسخ وثابت والتفاهم عميق على المواضيع الاستراتيجية والسياسية، وبطبيعة الحال، هناك اختلافات في وجهات النظر بيننا في بعض المواضيع. لكنّ الكلام الذي يحاول البعض دسَّه للإيحاء بوجود خلافات بين الحزب و”التيار” هو لأهداف وغايات سياسية معروفة، أمّا الحقيقة فهي خلاف ذلك. إنّ التفاهم بين “التيار” والحزب عميق، وأقصى دليل ما قاله الرئيس عون للسيّد نصرالله في الاتّصال الهاتفي الذي حصَل بينهم الاثنين الماضي: “نحن يا سماحة السيّد، بعد الرئاسة مِثل ما قبل الرئاسة”.

إقرأ ايضًا: المردة: الإتصالات أو الطاقة أو الأشغال وإلّا… البقاء في البيت!

في المقابل، ابلغت أوساط قيادية في “المردة” “السفير” ان الايجابيات التي اتسم بها كلام باسيل تبقى نظرية، في انتظار ترجمة الأقوال الى أفعال، من خلال منح “المردة” الحقيبة التي يستحقها، مشددة على انه “ليس المهم ان نتمثل في الحكومة ولكن كيف سنتمثل”. وأكدت الاوساط ان “من يراهن على عامل الوقت لدفعنا الى التراجع عن مطلبنا هو مخطئ”، مؤكدة انه من غير المقبول كسر سليمان فرنجية، فقط لان هناك من يريد ان يعطي “القوات” حصة أكثر مما تستحق”.

وعشية إطلالة نصرالله، قال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم “إنّ حزب الله ثابتٌ في توجّهاته مع حلفائه، ولن تؤثّر التفاصيل على هذه التحالفات الراسخة”.

السابق
عون وحزب الله و«الحكم الممنوع»
التالي
سورية وتغييرات أوروبا وأميركا