«حزب الله بين 1982 – 2016 الثابت والمتغير»

قاسم قصير

في اطار نشاطاتها لهذا العام ضمن معرض الكتاب العربي والدولي نظمت دار سائر المشرق ندوة حول كتاب “حزب الله بين 1982 – 2016 الثابت والمتغير” للأستاذ قاسم قصير شارك فيها الأب الدكتور فادي ضو، الدكتور طلال عتريسي، الأستاذ أحمد جابر، وقدمها الدكتور رودريك ابي خليل في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.

اقرأ أيضاً: «الإسلام فـي شعر المسيحيين» لفارس يواكيم

ابي خليل
اعتبر ابي خليل في بداية الندوة أن الواقع المتشعب الذي يلف قضايا الشرق الاوسط يجعله محور التفاعلات السياسية الدولية المتقاطعة والمتنافرة بتقاطع وتنافر مكوناته الاثنية والدينية-المذهبية المتعددة. ولعل أبرز ما يهيمن على هذا الواقع في حاضرنا، هو المنطق المذهبي الذي ألقى بثقله، كما لم يكن يوماً، على الأدبيات السياسية المتداولة وفي جوهر الخطاب السياسي الضيق والواسع، الشعبي والرسمي في مختلف الأقطار العربية.

عتريسي
اعتبر عتريسي بدوره في مستهل مداخلته أن السبب في التركيز على الحزب وليس على المقاومة الى أحد أمرين: إما ان كل تلك الادبيات التي تناولت حزب الله تريد ان تجعل منه كحزب سياسي أكثر أهمية وأكثر أولوية من المقاومة، وإما ان المقاومة التي يعّبر عنها حزب الله لا تزال تعمل بالسرية التي لا تتيح لأي كان أن يجعلها موضوعا” للدراسة والبحث والتدقيق.

ضو
بدوره هنأ ضو الكاتب على جهده وموضوعيته في مقاربة هذا الموضوع الشديد التعقيد والحساسية حيث تتشابك فيه معايير العلوم السياسية مع الإشكاليات العقديّة (العقيدة) والدينية، مسجلا عدة نقاط أولها: انطلاق الكاتب من فرضية أثبت التحليل لاحقًا عدم صحتها، وهي بأن الوثيقتين (الرسالة المفتوحة والوثيقة السياسية) تنتميان إلى فئة واحدة وتلعبان الدور ذاته في تحديد هوية الحزب وفكره واستراتيجيته. إذ لو صحّت هذه الفرضية لكان من الإمكان اعتبار الثانية ناسخة للأولى. بينما يوضح التحليل المعمّق بأنه لا يوجد مسار أدبي واحد بين النصين يعبر عن تراكم وتطوير للأفكار، بل يشكلان مسارين متوانيين ومتكاملين. فمن الأصح بهذه الحالة اعتبار وثيقة ال 2009 نصًا رديفًا يحدد استراتيجية الحزب بالنسبة لقضية محلية (لبنان) وظرفية (2009) للرسالة المفتوحة التي تشكل النص التأسيسي الثابت في تحديد البنية العقدية للتنظيم.

قاسم قصير

 

جابر
تمحورت كلمة جابر حول عنوان “حزب الله بين الثبات الإيديولوجي والتكيف السياسي” واعتبر فيها أن الكاتب قد خاض غمار محاولة شائكة، ودخل حقل المقارنة الناجزة بين وثيقتين سياسيتين لحزب ما زال غير ناجز، وجعل لموضوع مقارنته تاريخاً ثابتاً بين العامين 1982 و2009، ولم يفته أن يربط الثابت بثابت آخر، هو العام 2016، لكأنه أراد القول أن الثبات الزمني الإفتراضي، ما زال شديد الارتباط ووثيق الصلة بالحراك الزمني الواقعي الذي يغطي الأيام الحافلة بالتطورات والمعطيات ما بين العامين 2009 و2016.

قصير
وفي الختام، تحدث قصير عن هذا الكتاب الذي هو بالاساس رسالة الماستر في معهد الدراسات الاسلامية المسيحية في الجامعة اليسوعية حول تغير خطاب واداء حزب الله في لبنان بين العام 1985 وعام 2009 ، مضيفا: قد قمت بتطوير الدراسة وتحويلها الى كتاب من اجل هدفين اساسين، الاول ابراز العلاقة بين اية حركة سياسية او فكرية وبين الواقع السياسي والتطورات المختلف وخصوصا في المجتمع الذي تنشط فيه هذه الحركة وتأثير ذلك على خطابها وادائها. والثاني دراسة حالة حزب الله في لبنان وكيف تطور خطابه منذ تأسيسه وحتى اليوم وهل هذا التغيير والتطور تكتيكي او ثابت وماهي علاقة حزب الله بالدولة اللبنانية وكيف يمكن لحزب الله ان يندرج اندراجا كاملا في اطار الدولة ويتخلى عن خصوصياتها التنظيمية والعسكرية والفكرية.

وختم بعد طرح مختلف أبواب الكتاب موضوع الندوة بالقول: وفي النتيجة فان التغيير الشامل في خطاب الحزب وادائه يتطلب ظروفا اخرى داخلية وخارجية غير متوفرة حاليا، لكن لا يمكن للحزب الاستمرار في نهجه الحالي الى ابد الابدين نظرا لتضارب هذا النهج مع متطلبات قيام الدولة وفي ظل المتغيرات المتوقعة في المنطقة في المرحلة المقبلة.

*جرت مناقشة الكتاب خلال معرض بيروت الدولي للكتاب في دورته الـ60.

السابق
وزارة الداخلية: دفع مستحقّات موظفي «الانتخابات البلدية» خلال أيام
التالي
من أعطى شباب إيران الحق بحكم شباب لبنان؟