حزب الله يعزّز جدار برج البراجنة… واحتجاجات الأهالي مكتومة

تحت مسمى "تدبير أمني" يستمر حزب الله بفرض المزيد من الخناق على منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، المحاصرة بالأسلاك المعدنية و"بلوكات" الباطون وذلك في محيط مسشتفى رسول الأعظم التابعة للحزب وهي مؤسسة صحية ضخمة يقصدها الكوادر الأمنية والمسؤولون في حزب الله بهدف تلقي العلاج.

يبدو انه موسم الجدران الأمنية الذي بدأ يعمّ لبنان، فبعد مخيم عين الحلوة وما أثاره جدارها الأمني الذي تقيمه السلطة اللبنانية من لغط، يبرز اليوم الجدار الإسمنتي المحيط بمستشفى الرسول الاعظم الذي ارتفع لدرجة أصبح جدارا عازلا وقلعة أمنية محكمة في  قبضة حزب الله.

اقرأ أيضاً: بين سندان الحاكم ومطرقة الفقيه

لم تكن هذه المستشفى يوما عبئا على أهالي المنطقة، حتّى التدخل  العسكري المباشر للحزب في سوريا دفاعا عن نظام الأسد بذريعة “الخطة الإستباقية” الهادفة لإبعاد الخطر الإرهابي عن الحدود اللبنانية، إلّا أنه ومع ذلك نجحت المنظمات الارهابية “داعش” و”جبهة النصرة” من التسلّل إلى العمق اللبناني وتنفيذ عدة عمليات إرهابية طالت حتى عقر دار الحزب في الضاحية الجنوبية.

 وحتى هذا الوقت لا يزال حزب الله يفرض سلطته الأمنية على مختلف المناطق في الضاحية، سيما منطقة برج البراجنة وهي المنطقة التي ضربها الارهاب منذ عام بالرغم من التشديد والحواجز الأمنية على مداخل ومخارج المنطقة من قبل الحزب وقوى الأمنية الشرعية. فتعاني هذه المنطقة الأمرين وذلك بسبب عزلها عن جوارها وبفعل التضييق الامني الذي تفرضه قوى الامر الواقع والذي انعكس سلبا على الحياة الاقتصادية والحركة التجارية في تلك المنطقة الشعبية المعروفة بـ “عين السكة” التي كانت مقصدا للغرباء قبل أهالي المنطقة تحديدا إلا أن هذا الخناق الأمني فضلا عن تحويل السير بشكل معقد يجعل الدخول إلى البرج أمرا مستعصيا.

 هذا ولا يكتفي حزب الله بهذا القدر من التضييق في محيط المستشفى إنما يعمل اليوم إلى رفع الجدار الفاصل على طول المبنى، دون معرفة الدوافع التي تفرض المزيد من الضغوطات على كاهل الأهالي وذلك مع ضم الجزء الأكبر من الرصيف والطريق إلى المبنى وتطويقها بالأسلاك الحاجبة بحيث يترك للمواطن مساحة صغيرة بحجم السيارة تمكنه من المرور فقط. لكن السؤال هل أمن المستشفى أهم من راحة وأمن المارة خارج المستشفى، ففي حال حميتم المبنى من أي عمل إرهابي كيف تحمون المارين؟ 

والسؤال الأهم لماذا  لم نرَ في محيط محطة الأيتام  للمحروقات التابعة لجمعية المبرات الخيرية  تدابير مشابهة لتلك المحيطة بمبنى الرسول مع أن الخطر على المحطة أشد لاحتوائها النفط والبنزين والمواد القابلة للاشتعال؟ فما الهدف وراء رفع مستوى الجدار إلى هذا القدر؟

بالأمس، منعت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة للحزب في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية طلابا في الجامعة اللبنانية من إذاعة أغاني فيروز في الحرم الجامعي احياءا لذكرى ميلاد زميل لهم توفي بحادث سير في 23 تشرين الاول الماضي. هو مثال بسيط وجزء صغير من ممارسات حزب الله ومحاولته صبغ المجتمع اللبناني بلونه وفرض سياساته على المواطنين حتى وإن كنت في مرفق عام.

 وقبل أسبوع قامت الدنيا ولم تقعد بعدما عمد  الجيش اللبناني إلى بناء جدار إسمنتي يلفّ مخيم عين الحلوة بإعتبار “أنه جدار عزل وعار” وكأنه سجن معنوي، ولم نسمع بالمقابل أية تنديدات حول ممارسات حزب الله وفرضه لأمنه وسلطته على الضاحية الجنوبية سيما إستمراره بتطويق منطقة البرج وعزلها. 

رسول الاعظم

اقرأ أيضاً: محطات هيمنة حزب الله على الجامعات اللبنانية: منع الكتب والموسيقى والحدائق

هو واقع مرير فرض على هؤلاء الأهالي الذي انتفضوا مرارا وتكرارا ونظموا الاعتصامات في محلة “عين السكة” تنديدا بهذا التضييق الذي أثّر بشكل كبير على هذا السوق الشعبي الذي فقد حيويته لدرجة أن عدة محال أغلقت بفعل تردي الأوضاع وتراجع نسبة المبيعات مما شكل خسارة إقتصادية كبيرة وفادحة لتلك العائلات.

السابق
رحيل عدد كبير من المشاهير على مستوى العالم في العام 2016
التالي
اللبنانيون وتهريب المخدرات: هذا ما حصل في مطار أبيدجان