لا تزال الضجة التي أثارتها مسألة تدخل حزب الله في قوانين الجامعة اللبنانية تثير الكثير من التعليقات وتتابع أخذا وردا.
وبعد صمت دام أيام، وكعادته، تنازل حزب الله، وأبدى تعليقا على قضية تهمّ كل لبناني ليس من أجل صوت فيروز بقدر ما هو فضح لاهتراء سلطة الادارة العامة وضعفها امام إرادة الأحزاب.
سواء أكان صوت فيروز ام غيره، الجامعة اللبنانية هي مرفق عام وحيّز عام يجب ان يكون موئل الجميع، خاصة ان الاصوات لطالما ارتفعت منادية بتسريع انجاز البناء الجامعي في الحدث، ليتواصل جميع اللبنانيين معا بعد حرب فرّقتهم 15 عاما ويزيد.
هذه الحادثة البسيطة تُظهر ان الطلاب من الفروع الثانية محقون بخوفهم من المجيء الى مبنى الحدث، ومصرون على الابقاء على الفروع في المناطق التي يشعرون فيها بالإطمئنان.
إن اتهام الإعلام بالتضخيم هو نوع من إلقاء التهمة على الآخرين بدل اللجوء الى حلّ المعضلة من أساسها.
فاذا كان حزب الله يريد تطبيق النظام الاسلامي في لبنان، فليُعلن ذلك رسميّا بدل تقسيط المسألة على اللبنانيين رويدا رويدا حتى يتم تدجين هذا المجتمع وأخذه نحو تقبّل القرارات الحزبية بشكل سلس وناعم، فيصير هذا المجتمع هو نفسه من يرسم الحدود التي تريد الاحزاب الدينية هذه او الأحزاب العلمانية تلك.