فاضل الربيعي يكشف: «بنو إسرائيل وموسى لم يخرجوا من مصر»!

كتاب
بنو إسرائيل وموسى لم يخرجوا من مصر (إسرائيل المُتَخَيَّلَةُ: مساهمة في تصحيح التاريخ الرسمي للمملكة إسرائيل القديمة)". هذا هو عنوان الكتاب الجديد، للمفكر العراقي فاضل الربيعي.

هذا الكتاب الصادر حديثاً عن (دار رياض الريس في بيروت، وفي طبعة أولى 2016). هو كتاب ضخم يقع في مجلدين ويتألف من ثمانية كُتُب، وهو كتاب يعيد فيه الربيعي بناء التاريخ الرسمي للمملكة إسرائيل القديمة، ويكشف عن التناقضات الصارخة فيه.

اقرأ أيضاً: رواية «ألواح» لرشيد الضعيف… عن مشاعر مدعاةً للخجل!؟

وطبقاً لنظريته الجديدة التي يستكمل فيها عمله السابق (فلسطين المُتَخَيَّلة: أرض التوراة في اليمن القديم (مجلّدان) لم يخرج بنو إسرائيل من مصر، وموسى لم يهرب بشعبه من فرعون. والحدث برمته قصة دينية عن الحج الموسوي الأول، ومسرحه اليمن وليس مصر البلد العربي. وليس هناك أي دليل تاريخي على أن الحدث وقع هناك.
وهذا هو (الكتاب الأول) من (المجلد الأول) الذي سوف يشكل منصة انطلاق في إعادة بناء الرواية التاريخية: لقد خرج موسى بشعبه من أرض مملكة يمنيّة عظيمة كانت تُدْعى (مصر – مصرن) حسب النقوش، بحثاً عن إلهه وتقديساً لأماكن عبادته ومواضعها. وفي الكتاب التالي (مصر الأخرى) سوف يكشف الربيعي عن أسرار هذا التاريخ، بنشر مجموعة من النقوش المسندية النادرة عن مملكة مصر القديمة في اليمن. ودون شك، تستحق مثل هذه الرؤى والأفكار، نقاشاً علمياً هادئاً بين أهل الاختصاص.

بنو اسرائيل وموسى
ويؤكد الربيعي في مدخل هذا الكتاب، النقطة الجوهرية الآتية قائلاً: “ما أقوم به اليوم، هو نقل الجغرافيا إلى التاريخ؛ فإذا كنت قد عرضت في مؤلّفي (فلسطين المتخيّلة)، نظرية تقول إن جغرافية التوراة، هي جغرافية اليمن، فإنني أقدّم اليوم نظرية مكمّلة، تنقل هذه الجغرافيا إلى التاريخ اليمني القديم.
وبذلك، لن يعود بوسع أي شخص الادعاء أنني أفتش عن تشابه بين أسماء الأماكن في التوراة وأرض اليمن. ويضيف الربيعي: الأمر اليوم يتعلق بالتاريخ اليمني وليس بالجغرافيا، وفي سياق هذا العمل، أقوم ببعض التعديلات الضرورية للأماكن التي وصفتها في مؤلّفي السابق. ويبدأ هذا المجلد بإعادة ترجمة “سِفْر الخروج” من لغته الأصلية العبرية، بعيداً عن الرواية المثيلوجيّة السائدة، وتقديم تأويل جديد لمنطق الرواية الديني، وفقط بوصف السِّفر سفراً دينياً لا تاريخياً. لذلك، واستناداً إلى معطيات علمية وتقصٍّ ميداني في المسرح التاريخي الحقيقي، فإن الربيعي يقدّم تصوّراً مختلفاً ومغايراً يُعيد تفكيك اللغز المحيِّر.

اقرأ أيضاً: كتاب «سوسيولوجيا العنف والإرهاب»: لماذا يفجّر الإرهابي نفسه؟

ويؤكد الربيعي قائلاً: لدينا في هذا السِّفر ثلاثة ألغاز كبرى: أين تقع مصر التوراتية؟ وما هي حدود (أرض كنعان)، وهل هي جزء من أرض مصر هذه؟ وأين تقع (أرض الميعاد)؟ هذه الألغاز التي جرى التلاعب بها، يمكن تفكيكها بسهولة حين نعيد ترجمة النص، ونُعيد وضعه في بيئته التاريخية: اليمن دون ذلك، لا يمكن بأي صورة من الصور فهم (سفر الخروج)؛ وهذا ما يقوم به الكاتب في هذا الكتاب الأول من المجلّد الأوّل.

السابق
لافروف: مسلحو حلب إرهابيين وسنستمر بدعم الأسد
التالي
المرأة في لبنان مهمشة سياسيا… والكوتا في مهب المحاصصة