العميد جابر لـ«جنوبية»: اعتداء الضنيّة رسالة خطيرة للجيش

ما هي أسباب الإعتداء المتجدد على الجيش اللبناني في الضنيّة؟ وكيف يرى العميد الركن الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب هشام جابر خلفيّات هذه الحادثة الأمنية الخطيرة؟

يعيدنا حادث تعرّض موقع للجيش اللبناني، تابع لمركز لواء المشاة العاشر في بلدة بقاعصفرين في قضاء الضنيّة الى إطلاق نار من مجهولين، ليل الأحد- الإثنين الى أحداث الضنيّة التي جرت في العام 1999 حيث لا تزال تلك الأحداث ماثلة أمام أعين الجميع، خاصة انها امتدت لفترة طويلة خلال فترة الأعياد مع نهاية العام1999 الى العام 2000.

إقرأ أيضا: إطلاق النار على رقيب في الجيش اللبناني على اوتستراد القلمون

وقد سقط حينها للجيش عدد من الشهداء في مواجهة مع الإرهابيين المتشددين الذين إدعوا انهم يرابطون للعبادة في جبال الضنيّة، في الوقت الذي كانوا يعدون العدّة فيه لمهاجمة مواقع الجيش اللبناني.

وحادثة ليل أمس أدت الى وقوع إصابات في صفوف العسكريين، حيث أشارت معلومات الى سقوط شهيد هو (علي محمد) من عكار وقد نعاه الجيش اللبناني. وجريح هو (ع.ن) لازال قيد العلاج.

وقد ضرب الجيش طوقا أمنيّا حول المكان ونفذّ انتشارا واسعا في أنحاء المنطقة بحثا عن الفاعلين. وكان الجيش قد نفذ مداهمات في البلدة، وأوقف شخصين يُشتبه في تورطهما مع المجموعات المسلحة في سوريا، قبل أن يتعرض موقعه لإطلاق رصاص،  مما أدى الى تعزيز وحدات الجيش من إجراءاتها في بقاعصفرين بعد الهجوم، حيث شنت حملات لاعتقال الضالعين باستهداف المركز. وبحسب المعلومات.

الجيش اللبناني

وكان رئيس بلدية بقاعصفرين ـ الضنية سعد طالب، قد إستنكر في بيان “الإعتداء الذي تعرّض له مركز الجيش اللبناني في البلدة”، معتبرا انه “تهديد للإستقرار الذي تنعم به المنطقة بفضل جهود الجيش، وضربا لمؤسسة كانت وما تزال حائط الدفاع الأخيرعن وحدة لبنان وأمنه”. ودعا إلى “القبض على المعتدين وسوقهم الى العدالة، والضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه الإعتداء على الجيش”، مشددا على “الإلتفاف الكامل حول المؤسسة العسكرية ودعمها في مواجهة كل ما يهدد الأمن والسلم الأهلي. وأكد أن “الضنية ستبقى وفية للجيش وعلى ولائها للدولة والشرعية بكل مؤسساتها”.

وبالعودة الى أحداث 1999 فقد إجتمعت مجموعة مسلّحة يرأسها الأصوليّ بسّام كنج(أبو عائشة)، العائد من أفغانستان، الى لبنان، حيث تدرّب، وأسّس مجموعة مسلّحة اتّخذت مقرّاً لها في منطقة جرود الضنيّة. وقبل عيد الميلاد بأيام قليلة وردت معلومات الى الجيش اللبناني مفادها أن هذه المجموعة تنوي تفجير كنائس في مدينة طرابلس ليلة العيد. فأرسل الجيش أرسل قوّة من المغاوير الى المنطقة هدفها قطع الطريق على الإرهابيين لمنعهم من النزول من الجبال المعروفة بجبال الأربعين وجرد الإجاص الى طرابلس. ولعدم إثارة الذعر بين المواطنين صعدت هذه القوّة الى المنطقة بشكل عاديّ أي بواسطة ملالات عادية وشاحنات. وبعد معارك  طويلة سقط خلالها عدد من الشهداء للجيش، ألقي القبض على عدد من المسلحين، واقتيدوا الى المحكمة العسكرية واستجوبوا أمام المجلس العدليّ حيث حكموا بالسجن الى ان أتى العام 2005  حين صدر قانون عفو أخرجهم.

ولمعرفة سرّ عودة الأحداث ضد الجيش في تلك المنطقة، اتصلت “جنوبية” بالعميد الركن الدكتور الخبير بمكافحة الإرهاب هشام جابر  الذي قال لـ”جنوبية”: “البداية كانت في الضنية، ولا أستغرب ان تكون رسالة. ورغم تضييق المساحة على البيئة الحاضنة للإرهاب، الا انها كالمياه بالنسبة للسمك، علما أن الشعب اللبناني يرفض الإرهاب. والخطاب الديني الذي يُبرر هذا العمل انتهى تقريبا، لذا نرى انها رسالة، وللقول اننا لازلنا نحن الارهابيين حاضرين وموجودين بمواجهة الجيش الذي يحارب الإرهاب في القاع وعلى الحدود، ولا ننسى استخبارات الجيش وفرع المعلومات، من هنا أجد ان هذا العمل هو خارج السياق في الزمان والمكان”.

إقرأ أيضا: هل يستطيع الجيش اللبناني حماية الحدود من إرهاب داعش؟

ويشرح العميد الركن الدكتورهشام جابر، فيقول:” في القاع الجيش موجود، وفي عكار موجود، لذا أتت هذه الرسالة الاخيرة من بيئة تحضن هذه الخلايا النائمة، للقول اننا لازلنا مستعدين للقتال، وأيضا هذا الاعتداء هو محاولة لبعثرة قوى الجيش، خاصة ان امكانات الجيش محدودة، وهذا العمل الأمنيّ يتطلب توزيع تجهيزاته وقوته، فهؤلاء يمكنهم الاختباء ولا يمكن الوصول اليهم بسهولة، فالمنطقة منطقتهم هي جبلية ووعرة، والضنية مشكلتها انها على عكس عكار المختلطة طائفياً، والتي ليست بالبيئة الحاضنة لهؤلاء الإرهابيين أصلا”.

ويختم العميد الركن هشام جابر، فيقول: “الجيش يتصدى للإرهابيين في البقاع وعكار وعلى الحدود بالتعاون مع أبناء المنطقة، ولكن هناك في الضنيّة وغيرها لا يمكن للجيش مواجهة الإرهاب سوى لوحده لأن توجد بيئة حاضنة له”.

السابق
ديما صادق: الي بيعتبر صوت فيروز خطأ.. وجوده بـ«لبنان» خطيئة
التالي
مراحل أساسية في حياة منى مرعشلي