جائزة هاني فحص لصنّاع السلام لسمير فرنجية

منحت أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام، جائزة هاني فحص لصناع السلام في دورتها الأولى، إلى النائب السابق سمير فرنجية تقديراً لعطاءاته ومبادراته في هذا المجال، هو صاحب مقولة: «يا معتدلي لبنان، في كل الطوائف وكل المناطق، اتحدوا»، فكان على مدى أكثر من نصف قرن من حياته السياسية، ولا يزال رافعاً لواء الحوار وباعثه، المثقف، المتفائل دوماً، الوطني «العابر للطوائف والمناطق»، ساعياً ومناضلاً من أجل السلام في وطن اعتاد الانقسامات حتى ان السيد هاني فحص قال عنه ذات يوم: «أشكر الله كل يوم انه جعل هذا الرجل في طريقي».

منح الجائزة جاء خلال احتفال نظمته اكاديمية هاني فحص للحوار والسلام بالشراكة مع جامعة القديس يوسف – معهد الدراسات الاسلامية المسيحية، دار العلم للإمام الخوئي، كرسي اليونسكو لدراسة الأديان المقارنة والوساطة والحوار في جامعة القديس يوسف، كرسي اليونسكو في جامعة الكوفة، في حضور الرئيس حسين الحسيني، تيمور جنبلاط وعدد من القياديين في الحزب التقدمي الإشتراكي، وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور، النواب: أحمد فتفت، مروان حمادة وعمار حوري، السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون، وفاعليات سياسية واجتماعية ودينية وأكاديمية والاهل والأصدقاء، وذلك في مبنى الابتكار والرياضة في جامعة القديس يوسف – طريق الشام.

بداية مع فيلم قصير تضمن كلمة للسيد هاني فحص، ثم ترحيب من حسن علي حريري، تلاه رئيس الجامعة سليم دكاش الذي اعتبر ان «سمير فرنجية على غرار صاحب الجائزة العلامة هاني فحص، استطاع أن يترفع عن الانقسامات ومسبباتها إذ نظر الى الصورة الأشمل وإلى اللوحة الأكمل، وهو حمل ويحمل همّ الإنسان»، لافتاً إلى ان «لبنانية المكرّم تطغى على أي صفة، لم يتعب من المطالبة بالإنماء والتحسين والتطوير والمضي في سبيل تقدم الوطن وازدهاره».

ورأى رئيس كرسي اليونسكو في جامعة الكوفة حسن ناظم ان «خطاب هاني فحص لا يدعو إلى التسامح الديني فقط من اجل تحقيق التعايش بل يريد أن يؤسس قوة اجتماعية من صميم التعدد الديني والمذهبي، إنه تأسيس لنوع من الاتحاد الثقافي عبر التعدد والتنوع».

وتحدث رئيس كرسي اليونسكو في جامعة القديس يوسف انطوان مسرة عن جائزة هاني فحص لصناع السلام التي تمنحها اكاديمية هاني فحص للحوار والتعددية في سبيل متابعة تراث السيد هاني فحص طيلة أكثر من نصف قرن في مؤلفاته وأعماله، في المجالات: الفكر الديني، لناحية الاصالة والتجدد في الفكر الديني في لبنان والمنطقة، التعددية والدفاع عن تراث المنطقة العربية والشرق الانساني وصيانته في تعددية نسيجه الديني والثقافي طيلة قرون، الحوار والتواصل والعلاقات الحياتية واليومية بين الاديان والمذاهب في لبنان والمجتمعات العربية والمشرقية كمصدر ثراء حضاري وإيماني وسلم أهلي مستدام. وتمنح الجائزة لعمل بحثي أو رسالة جامعية أو اطروحة أو كتاب أو انتاج فني أو عمل ميداني في قلب المجتمع يندرج في اطار أهداف اكاديمية هاني فحص، وذلك لشخص أو مجموعة اشخاص او مؤسسة.

وقدم انطوان قربان جائزة البحث العلمي الى الطالبتين الفائزتين: ريام غانم ورباب الخطيب.

وشدد حيدر الخوئي من دار العلم للامام الخوئي على «اننا بحاجة في هذا الوقت الى مَن يعمل من أجل السلام، وتعزيز العيش المشترك والتعددية في المنطقة»، لافتاً الى ان «لدينا الكثير من تجار الدم، الذين يستغلون الطائفية لتحريض الجماهير في منطقتنا»، معتبراً ان السيد هاني فحص يمثل الاسلام الحقيقي، انه الرجل الذي رفض بشدة العنف باسم الدين». وقدم السفير خالد زيادة جائزة الدفاع عن التعددية لمؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية في العراق.

واعتبر محمد حسين شمس الدين من اكاديمية هاني فحص ان «سمير فرنجية وهاني فحص، قامتان مؤتلفتان في قيمة اخلاقية واحدة»، مشيراً الى ان «سمير فرنجية، على مدى حياته السياسية، كان ثالث كل اثنين عملا على الوصل والتسوية والمصالحة في هذا البلد، وربما وجدناه احياناً يعمل وحيداً في أرض صخرية».

إقرأ أيضاً: كلمة سمير فرنجية في حفل تسلمه جائزة أكاديمية هاني فحص

ورأى انه «من علامات الرجاء في هذا البلد ان يجتمع مسلمون ومسيحيون اثر وفاة السيد هاني فحص في قلب كنيسة ليقيموا صلاة مشتركة لراحة نفسه، كتبها بخط يده»، لافتاً الى ان «السيد هاني فحص رسا على بر الوطنية اللبنانية بما هي التنوع والتعددية والاختلاف نعمة إذا أحسنا إدارة هذه النعمة بالحوار والتسويات النبيلة المتجددة».

وبعد فيلم ظهر فيه سمير فرنجية يتحدث عن فحص، قدم السيد محمد حسن الأمين جائزة هاني فحص لصناع السلام لسمير فرنجية الذي قال: «السيد هاني فحصمفكر ومصلح وقدوة، عملنا منذ العام 1992 في عالم العيش معاً بسلام وكرامة وعدالة، مسيرته كانت شاهدة على نبل الاعتدال وأخلاقه وشجاعته في زمن ركبه التطرف». وقال: «انظروا الى عالمنا اليوم كيف تتحكم به حفنة من المضروبين بالجنون وبشتى أنواع الفوبيا، بتنا بحاجة الى اختراع جائزة «نوبيل للاعتدال»، عالمناً بحاجة الى مراصد للعيش معاً». وأشار السيد محمد حسن الأمين الى ان «السيد هاني فحص كان منحازاً إلى الحب والجمال والرجولة والاعتدال، والاعتدال ليس مكاناً وسطاً بل الذروة».

إقرأ أيضاً: أكاديمية هاني فحص تمنح جائزتها للـ «بيك الأحمر»

وقد سلم السيد الأمين درع الجائزة لفرنجية وقال إن فحص كان «متطرفاً في الاعتدال»، مؤكداً أنه كما لو أن السيد هاني يقدمها إليه.

ومنحت جائزتان لطالبتين في الجامعة لبحثين دفاعاً عن التعددية والسلام.

السابق
محطات هيمنة حزب الله على الجامعات اللبنانية: منع الكتب والموسيقى والحدائق
التالي
نديم قطيش: حزب الله لم يتدعشن بل إن داعش تحزبلت