جو معلوف يهاجم «الشرتوني» ويواجه تهمة العمالة لإسرائيل!

صراع قديم متجدد يرتبط ظاهريا، بجهتين الأولى الحزب السوري القومي الإجتماعي والثانية آل الجميل، لكن الواقع يقول ان ثمة انقسام جديد عامودي يعود ليأخذ مكانه في البلد. فأين يقف رئيس الجمهورية من هذين الطرفين؟

اتخذت قضية حبيب الشرتوني، المتهم باغتيال رئيس الجمهورية المنتتخب في العام 1982، أبعادا إضافية، بعد تغييب 34 سنة ودخولها في ادراج النسيان ككل الملفات التي ترتبط بالحرب اللبنانية، رغم ان ملف اغتيال الرؤساء ظل وبحسب اتفاق الطائف خارج النسيان العفو، رغم ان سمير جعجع، قاتل رئيس الحكومة رشيد كرامي قد خرج من سجنه المؤبد بعفو خاص من مجلس النواب عام 2005.

إقرأ أيضا: بالفيديو: «عون» لـ «جو معلوف» انت واحد خريّان

ولمزيد من التصعيد الذي بدأته عائلة الرئيس بشير الجميّل التي اعادت الملف الى الواجهة بعد إقفال دام 26عاما قدّم الإعلامي جو معلوف تقريرا في برنامجه التلفزيوني الاسبوعي من على شاشة “المؤسسة اللبنانية للارسال” تحدث فيه بلهجة قوية تذكّر بالحرب اللبنانية التي يسعى الجميع للخروج منها، وبالتالي آثارها حيث وجّه عددا من التساؤلات امام الشاشة لجمهور استعاد منذ تشرين الثاني 2016 بعضا من عصبوية مسيحية كانت تشعر بالغبن.

جو معلوف

هذه العصبوية، وان كانت ذات وجه ايجابي لجهة البحث عن مكامن الخلل في السلطة واعادة تصويبه خاصة انهم جزء من الدولة اللبنانية القوية والقادرة. الا ان للعصبوية هذه وجه سلبي مقيت يُعيد اجترار مفردات الحرب.

وردا على هذه الاجواء السلبية، عمدت بعض الجهات القومية والوطنية، الى عقد لقاء إعلامي دعما للشرتوني، رفضا لاعادة فتح هذه الملف، ضجت به الاوساط السياسية، خاصة ان حبيب الشرتوني قد ألقيّ القبض عليه وبقي في السجن لمدة خمس سنوات في عهد الرئيس أمين الجميّل، شقيق الرئيس المنتخب لكنه هرب من السجن فور دخول القوات السورية الى المنطقة الشرقية في العام 1990.

وردا على البرنامج المذكور وحفظا لحقه من التهم الموجهة إليه، أقدم “الحزب السوري القومي الإجتماعي” على تقديم إخبار إلى النيابة العامة التمييزية ضد “المؤسسة اللبنانية للإرسال”، ومقدم برنامج “هوا الحرية” الاعلامي جو معلوف بتهمة “الترويج للتعامل مع اسرائيل وإدانة المقاومين”.

كما ارسل الحزب كتابا الى”المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع” بوصفه المعنيّ بالبرامج التلفزيونية ومدى مطابقتها للشروط الموضوعية في بث المواد الاعلامية، يطالبه فيه بـ”التحرك لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق”المؤسسة”.

وكانت حلقة “هوا الحرية” التي بثت في 28/11/2016، ورد فيها أن “حبيب الشرتوني مجرم قتل أبرز رؤساء لبنان وابرزهم حضورا، الرئيس الذي لبس البدلة العسكرية دفاعا عن المسيحيين، ولليوم بعدنا عم نحلم بثورة بيضاء ابعد من حدود الوطن. وفصل في برنامجه بالقول “خسرنا حلم الجمهورية على يد أحزاب ما تعلموا يرفضوا الاحتلال، المجرم أداة تستعملها بعض الاحزاب لزيادة النعرات الطائفية، المجرم مخبأ وراء طرف سياسي لبناني، مازالت بعض الاطراف السياسية تصفه بالبطل، من قتل الرئيس المنتخب ديمقراطيا الذي شق الطريق لبناء لبنان الحقيقي شاء من شاء وأبى من أبى، أيلول سقط البشير وخسرنا الجمهورية على يد يلي ما تعلموا يرفضوا الاحتلال، اليوم الأمل بالعدالة، يلي قتل بشير مش بس حبيب الشرتوني بل 34 سنة من الاهمال والاحزاب يلي عم تعمل احتفالات للمجرم الجبان، ما زال الشرتوني يبرر جريمته، البعض يطالب بالعفو عن يلي سمو مناضل وهو مجرم وجبان مكانو السجن”.

ردّ الحزب القومي اضافة الى الإخبار الذي قدّمه مذكّرا بتاريخ بشير الجميل أيضا، أعاد مناخ الأحقاد التاريخي، فقال “ان المحطة والبرنامج والمقدم اخرجوا الفعل الحاصل من سياق الاحداث التاريخية والموضوعية ببث الخبر، كما هو مفروض عليهم في قانون الاعلام، لا سيما واقعة ان بشير الجميل، اضافة الى ارتكابه مجازر السبت الاسود وإهدن والصفرا وعينطورة والعديد غيرها هو من شجع وأمنّ مع أزلامه الغطاء للعدو الاسرائيلي لاحتلال لبنان ومعاونته أمنيّاً وعسكرياً وتقديم كل المساعدة له وتحضير المقاتلين لاقتحام الشطر الغربي من العاصمة بعد محاصرتها لحوالي شهرين وقطع الكهرباء والماء والطعام عن المدينة وقتل آلاف المدنيين وتدمير بيروت وإقتصاد لبنان وإذلال شعبه وانتخاب بشير الجميل بالقوة والتهديد وتحت الحراب الإسرائيلية رئيساً للجمهورية، كما هو متفق عليه مع العدو الاسرائيلي. علما ان بشير الجميل صرح مرارا ان من اول اولوياته توقيع معاهدة مع اسرائيل والامور المذكورة ثابتة في كل كتابات المؤرخين والسياسيين الذين واكبوا تلك الحقبة…”.

حبيب الشرتوني

إقرأ أيضا: محمود قماطي لـ«جنوبية»: فلنكرم حبيب الشرتوني بدل محاكمته

وقد دعا بيان القومي السياسيين عامة والمسيحيين خاصة الى أخذ موقف واضح من الملف لان الافعال المذكورة تشكل إثارة للنعرات المذهبية، وحضّا على التنازع بين عناصر الأمة وتعرض بعض اللبنانيين لاعمال ثأرية، والى اضعاف الشعور القومي، اضافة الى مخالفتها بشكل جسيم لقانون الاعلام عن طريق الترويج للحقبة الاسرائيلية واستدعائها مجددا مما يقتضي من مجلسكم اتخاذ اقصى التدابير المنصوص عنها في قانون الاعلام لا سيما في المادة /35/ منه نظرا لجسامة الفعل المقترف.

ويبقى السؤال البارز هو موقف رئاسة الجمهورية في عهد الجنرال ميشال عون الذي طالما اعتدّ بمواقف بشير المبدئية الوطنية من ناحية، وحالف الحزب القومي سياسيا بعد مجيئه من فرنسا من ناحية ثانية، وماذا سيكون موقفه من هذا النزاع القديم الجديد، خصوصا أن الفتنة التاريخية بين حزبي الكتائب والقومي (أو بكفيا _ ضهور الشوير) ما زالت جمرا تحت الرماد.

السابق
العاصفة انحسرت.. ولكن ماذا عن الصقيع؟
التالي
«في وصف الحب والحرب» للسيد هاني فحص في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب