لو كان لدينا ١٠٠ هاني فحص لكنا بخير

حيدر الخوئي، سليل آل الخوئي هذه العائلة العريقة التي كانت موئل الشيعة في العالم، وكانت محط المرجعية في وسطيتها. من أكاديمية البلاغي في النجف الأشرف، يكتب كلمة بحق العلامة الراحل السيد هاني فحص في الجامعة اليسوعية خلال تسليم جائزة هاني فحص.

السلام عليكم

أتشرف ان أقف أمامكم في بيروت الحبيبة في هذا المناسبة السعيدة، و أبارك الاستاذ سمير فرنجية على استلامه جائزة السيد هاني فحص للحوار والتعددية.

نحن بحاجة شديدة في هذا الوقت الى من يعمل من اجل السلام لنعزز مفاهيم العيش المشترك والتعايش السلمي والتعددية في المنطقة.

إقرأ أيضا: هاني فحص.. يا من كانت مسيرته شاهداً ملِكاً على نُبْلِ الاعتدال

نحن بأمسّ الحاجة الى هذا العمل المبارك، لان مع الأسف في المقابل عندنا كثير من تجار الدم والسياسة الذين يستغلون المذهبية والطائفية والدين كوسيلة وسلاح لتحريض الشارع على الكراهية والعنف والقتال لمصالح شخصية او حزبية ضيّقة.

والمرحوم السيد هاني فحص كان فعلا يمثّل الاسلام الحقيقي، رجل السلام والمحبة ورجل الحوار الذي رفض بشدة لغة الكراهية وثقافة العنف باسم الدين.. والعنف باسم الدين هو من اخطر انواع العنف في العالم.

وهنا، لابد ان نذكر دور الاعلام العربي والاسلامي المخزيّ في تحريض الجماهير في الشرق الأوسط وأيضا دور الاعلام الغربي السيء في تركيزهم على الطائفية.

وهنا اريد أشير الى ورقة قدمه البروفيسور ايرك دايفس أستاذ العلوم السياسية في جامعة راتگرز الامريكية.

باختصار يقول بان التركيز على التفرقة الطائفية من قبل إعلاميين ومحللين في الغرب يؤثر على تشويه الواقع للسياسيين وصناع القرار وهم بالنتيجة يتخذون قرارات خاطئة وخطيرة تؤثر على الشارع هنا.

اذا التصور الخاطئ ممكن ان يصبح حقيقة مرة.

بعض الدول الإقليمية يُصٓفون حساباتهم السياسية والاقتصادية على جثثنا ويشنون حروب بالوكالة ونحن من ندفع الثمن والصراع في المنطقة ليس فقط محلي أو إقليمي، اليوم الصراع دولي بامتياز.

انا كتبت بحث في هذا الموضوع للمعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن المعروف باسم جاتم هاوس.

طبعا، الموضوع طويل ومعقد جدا ولكن اريد أشير فقط الى وثيقة واحدة من أوراق ويكيليكس الذي يسلط الضوء على ذكاء وتفكير بعض الدبلوماسيين الأجانب.

في سنة ٢٠٠٦، خمس سنوات قبل بالربيع العربي، كتبت السفارة الامريكية في دمشق برقية الى واشنطن بان الحكومة السورية في موقف قوة، ولكن الخطر الفارسي الإيراني والتمدد الشيعي المبالغ فيه نقطة ضعف للنظام.

إقرأ أيضا: أكاديمية هاني فحص تمنح جائزتها للـ «بيك الأحمر»

وكاتب هذا البرقية الدبلوماسية الان هو السفير الامريكي في احد الدول العربية، يقترح في ٢٠٠٦ التركيز على هذا الخوف “السنيال” مبالغ بالتمدد الشيعي، والعمل مع دول إقليمية اخرى لتأجيج الصراع الطائفي في المنطقة كوسيلة لتضعيف النسيج الاجتماعي في سوريا.

وفي الختام، اريد أقول لو كان لدينا ١٠٠ هاني فحص في المنطقة، لكنا بخير، ونستطيع ان نقف امام الخطط الخطيرة الإقليمية والدولية الذي يدفع المنطقة ومن فيه الى الهواية والدمار. وشكرًا لكم..

السابق
ديما صادق تواجه وحيدة حملات الممانعة الشامتة بقتلى حلب!
التالي
عون والحريري يوسعان الفجوة مع حزب الله