الحشد الشعبي العراقي سيتحول إلى «حرس ثوري»

الحشد الشعبي في طريقه لكي يكون على نسق الحرس الثوري الإيراني.

في تحقيق سنوي اعدته وكالة رويترز للانباء، يطرح التحقيق مسألة الحشد الشعبي وتداعيات وجوده على الدولة العراقية وحمل التحقيق عنونا “الفصائل الشيعية ربما تمثل اختبارا أكبر من الموصل للعراق” ويستهل التحقيق حادثة اقتحام مجموعات شيعية موالية لإيران قاعدة عسكرية تابعة للجيش العراقي.

وحصلت الحادثة بتاريخ حزيران العام 2016، وبحسب التحقيق طلب الجيش العراقي في قيادة عمليات صلاح الدين من المسلحين الشيعة مغادرة القاعدة إلا انهم رفضوا المغادرة رغم ان الطلب جاء بأمر من الحكومة العراقية.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: الحشد الشعبي يعذب مدنيين حتى الموت

وحصلت مواجهة بين المسلحين والدولة العراقية مما عطل عمليات عسكرية كانت مقررة بين الجيش الاميركي والجيش العراقي ضد مقرات تنظيمات الدولة الاسلامية في العراق والشام. وبحسب تحقيق رويترز فإن حكومة العبادي حتى لو انتصرت على تنظيم داعش فإنها بحاجة إلى وتيرة اعلى من القدرة لضبط جماح المسلحين والمجموعات الشيعية.

وتمكنت المجموعات الشيعية المسلحة من التوحد والإئتمار لأمر ايران عام 2014 تحت لواء الحشد الشعبي، وفاز مؤخراً الحشد الشعبي بالشرعية القانونية بعد الموافقة على ضم مقاتليه إلى الجيش العراقي. كذلك أعلن التحالف الوطني العراقي ذو الاغلبية الشيعية في البرلمان العراقي رفضه التام لمسمى الميلشيات الشيعية، وصرح ان اي طرف يتبنى وصف الحشد الشعبي بأنه ميليشيا سيتم ملاحقته ومحاكمته.

إقرأ أيضاً: بعد الأمن… «الحشد الشعبي» يحدّد سياسة العراق الخارجية

وبالعودة إلى تحقيق رويترز، ذكر ان الميلشيات الشيعية المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي إرتكبت مجازر حرب وإنتهكت اكثر من مرة حقوق الإنسان خلال المعارك العسكرية. وذكرت ان المسلحين بعد ان احتلوا القاعدة العسكرية في حزيران الماضي، عادوا وإنسحبوا منها بعد التفاوض مع قائدهم قيس الخزعلي قائد ميليشيا عصائب اهل الحق. كذلك فإن العبادي عندما تولى السلطة العراقية عام 2014 وعد بأن يكبح الحشد الشعبي وأن يعمل على وأد الفتنة السنية الشيعية المندلعة في البلاد إلا انه للآن فشل في تحقيق الامر، بعد ان تمكن الحشد من التغلغل في بنية الدولة العراقية، حتى ان المتحدث العسكري للحشد الشعبي هو نائب في البرلمان العراقي كذلك فإن الحشد يحصل على رواتب مقاتليه البالغ عددهم حوالي 110 الف مقاتل من خزينة الحكومة العراقية.

وبحسب الامر الديواني الذي صدر مؤخراً من البرلمان العراقي فإن على الحشد الشعبي التحول إلى تشكيل عسكري مستقل وجزء من القوات المسلحة العراقية ويأتمر لأمر القائد الاعلى للقوات المسلحة ويكون نموذجاً موازياً لجهاز مكافحة الإرهاب ولديه هيئة اركان وقيادات وألوية عسكرية.

وبحسب تحقيق رويترز فإن قيادات الحشد الشعبي طلبت من مقاتليها عدم رفع الأعلام الطائفية وترديد الشعارات الشيعية إلا ان المقاتلين لم يمتثلوا للاوامر.

وتمكن الحشد ايضاً بعد عام 2014 من السيطرة على ستة سجون عراقية، كما وان عددا كبيرا من المدن العراقية يخضع تماماً لسيطرة تلك المجموعات الشيعية والتي وصفتها اميركا بيوم من الأيام بالتنظيمات الإرهابية.

وأضاف تحقيق رويتزر ان المجموعات الشيعية المسلحة تمكنت من السيطرة على عدد من مباني الدولة العراقية وتحويلها إلى سجون خاصة بها وتشديد الرقابة الامنية حولها، ويجري خلال هذه المعتقلات تحقيقات خاصة للمجموعات الشيعية ولا علاقة للدولة العراقية بها.

إقرأ أيضاً: لماذا وافقت إيران على عدم دخول «الحشد الشعبي» إلى مدينة الموصل؟

وقال مسؤول امني عراقي كبير لرويترز ان اغلب المعتقلين هم من الطائفة السنية. وصرح النائب السني احمد سلماني ان حوالي 2200 سجين سني من بلدة القائم السنية يقبعون في سجون الحشد الشعبي العراقي ويمارس عليهم التعذيب.

وروت رويترز رواية احد العراقيين، انه تم خطف ابنائه الثلاثة على حاجز تابع لميليشات الحشد الشعبي وتم تعذيب احدهم حتى الموت.

ويتخوف المراقبون الدوليون من ان يتحول الحشد إلى نموذج شبيه بالحرس الثوري الإيراني، وبحسب رويترز يبدي مسؤولون إيرانيون رفضهم تحويل دولة العراق إلى دولة تابعة لها وعبر بعض المسؤولين الايرانيين عن عجزهم عن إدارة دولة العراق.

وكان جواد طالباني وهو احد قيادات الحد الشعبي انه يرفض الانخراط بالعمل العسكري من خلال الاجهزة الامنية التابعة للدولة العراقية، وان مهمته تقضي بالقضاء على التنظيمات السنية المتطرفة وانه سيحارب اي جهة تريد نزع سلاحه بالقوة.

وبحسب الوكالة فإن احد قيادات الشرطة العراقية في تكريت قال ان الحشد الشعبي يصعب السيطرة عليه وقام بنشر صور الخامنئي في العراق وهم دولة داخل دولة.

وتشارك فصائل من الحشد الشعبي في المعارك الدائرة في سوريا، وظهر فيديو لفصائل عراقية وهي تسير بسيارات تصدح باناشيد حسينية أمام جموع من النازحين السوريين في مدينة حلب الشرقية. وتساهم الميليشيات الشيعية من العراق ولبنان بالتغيير الديموغرافي في سوريا، وتتهم بعض الجهات الدولية النظام السوري بإستبدال السكان الاصليين بأخرين شيعة من العراق ولبنان في حلب وحمص وريف دمشق. وسيؤدي التحول الديموغرافي في سوريا والعراق إلى المزيد من الحروب وتعميق الشرخ الطائفي بين السنة والشيعة.

ومرجح ان ترتفع وتيرة الحروب بين السنة والشيعة في السنوات المقبلة امام الصمت العالمي عموماً ووقوف اميركا مكتوفة الأيدي امام النزف الديمغرافي المثبت بالادلة والبراهين في العراق وسوريا والذي دفع المنظمات الدولية إلى مناشدة الامم المتحدة واصحاب القرار الدولي بالتحرك للحأول دون كوارث انسانية ناتجة عن الحروب المذهبية.

فيديو من يوتيوب يروي شهادة احد العراقيين عن تعذيب الحشد الشعبي للسكان.

السابق
حلب: الاستثناء مقدمة للقاعدة
التالي
وزارة فرنجية ما زالت مجهولة وتشكيل الحكومة معلّق