«داعش» ونظام ولاية الفقيه: تقابل وتشابه

في تقابل نظريّ يمكن المقارنة بين النظام الإيراني الإسلامي، ونظام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". كيف؟ وبماذا يتشابهان؟

“العالم يتجه نحو إقامة حكومة إسلاميّة عالمية بإدارة إيران”، هكذا عبّرت إيران عن خط سير سياستها في الإقليم المتوسطي العربي ان صح التعبير، الذي يبدو لها ساحة تطبيق لسياستها التوسعيّة، وان لم تكن عسكرية فاضحة بقدر ما هي كانت ولازالت سياسيّة ومذهبية.

إقرأ أيضا: قطع كل طرق إمداد «داعش» في الموصل

ففي خطاب ألقاه اللواء رحيم صفوي، كبير المستشارين العسكريين للمرشد الإيراني الأعلى السيد علي خامنئيّ، ما يوحيّ بالصراع الحاد الذي يوجه المنطقة نحو مزيد من الأزمات السياسيّة والعسكرية في المنطقة العربية ككل.

وكان اللواء صفوي، قد اعتبر، في كلمة له، وهو القائد السابق للحرس الثوري الإيراني بدءا من العام 1997 وصولا الى العام2007، أن “الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بالتراجع على الصعيدين السياسي والعسكري”، مؤكداً أن القرن الحالي يشهد إقامة حكومة إسلامية عالميّة محورها إيران.

هذه النظرة الإستعمارية الموجودة لدى قادة إيران تحاول مجددا استعادتها من خلال فتح الجبهات هنا وهناك في استنساخ للدور الإمريكي الذي يستفيد من انهيار الإرادة العربية القوية.

داعش

ووفقا لوكالة «فارس» الإيرانية التي نقلت الخبر، فقد اعتبر اللواء صفوي أن شباب العالم الإسلامي في كل من اليمن والعراق يحذون حذو الشباب الإيراني، في إشارة إلى بدايات الثورة الإسلامية في إيران ضد الشاه وتأسيس الحرس الثوري الايراني وغيره من القوى المحلية المسلحة. وقد عبّر عن توهين واستخفاف إيران الجمهورية الاسلامية الناشئة وبقدرات “ساسة أمريكا وقادتها العسكريين العاجزين عن اتخاذ قرار بشأن الهجوم العسكري على إيران”.

وتكشف خلفيات هذه التصريحات، وبشكل صريح وعلنيّ، عن نوايا النظام الإيراني الذي يريد إقامة دولة إسلامية بقيادة شيعية، في تنافس مع ما يطرحه تنظيم “داعش” منذ ظهوره صيف العام 2014.

إيران

وبحسب محللين مطلعين على الفكر الديني الإسلامي الإصولي، لا تختلف فكرة “ولاية الفقيه” التي استنبطها الإمام الخميني من أجل تبرير فرض حكم ولاية الفقيه في إيران منذ العام 1979 عن جوهر الفكر الاسلامي الخوارجيّ السنيّ المتشدد، حيث يلتقيان حول فكرة إقامة “حكم إسلامي عالميّ”، وهاتان الفكرتان الأصوليتان لا تلقيان التأييد الكامل لدى كلا مراجع الطائفتين الوسطين، سواء فكرة ولاية الفقيه لدى الشيعة، أو فكرة الحكم الإسلامي لدى السنّة.

إقرأ أيضا: السعودية وايران واحتمالات الحرب: من الأقوى عسكريا؟

والجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ نشأتها ورغم محاصرتها اقتصاديا من قبل الولايات المتحدة الامريكية والغرب الاوروبي بشكل عام عدا بعض الدول، لم تتخلّ عن برنامجها منذ العام 1979 وهي تعتبر ان عماد استمرار نظامها وقوتها تقوم على الإنتشار والتوسع حيث انطلقت مع حزب الله في لبنان، ووصلت الى العراق فسوريا واليوم اليمن.

اما “داعش” فهو الى زوال مع محاصرته ومحاربته في الموصل بالعراق، ودير الزور والرقة في سوريا وهو ينحسر تدريجيا إثر الضربات المتتالية التي توجهه له من قوات التحالف والجيشين العراقي والسوري وحلفائهما.

السابق
«سوريا المُفيدة» لإيران وروسيا… ماذا عن شمالها؟
التالي
أسرار سقوط حلب: رواية المعارضة