«صفاء الهاشم» تغرد وحيدة في مجلس الأمة الكويتي

إمرأة بمليون رجل، هكذا يمكن وصف النائبة في البرلمان الكويتي التي تميّزت بالشفافية ومحاربة الفساد، وعنادها في الدفاع عن قضايا الفقراء والمرأة المتزوجة بغير الكويتي، عادت لتكون وحيدة بين 49 نائبا في الإنتخابات الأخيرة التي جرت السبت الفائت.

ففي تقرير مفصل نقلته محطة “بي بي سي” البريطانية تناولت قصة النائبة الكويتية الوحيدة التي فازت بعضوية البرلمان لعام 20016 ، فقالت “إن صفاء الهاشم (52 عاما)، النائبة الكويتية الشهيرة، والتي عرفت بقسوتها في الإستجوابات، وأسئلتها التي لا ترحم فازت بعضوية في مجلس الأمة الكويتي الذي يضم 49 نائبا.

إقرأ أيضا: الشيعة فقدوا نصف مقاعدهم في مجلس الامة الكويتي

وكانت هاشم قد استبعدت من الترشح لانتخابات 2016 غير أن محكمة التمييز(النقض) أعادتها قبل يومين فقط من انطلاق عملية التصويت الأخيرة.

وبسبب يأسها من جدوى مجلس الأمة، وتجاهل استجواباتها التي تقدمت بها، وعدم تمكنّها من أداء دورها البرلماني الرقابي المفترض، تقدمت باستقالتها، وتُعد ثاني نائبة بعد الدكتورة معصومة المبارك.

وكانت الهاشم قد اشتهرت بأنها المرأة التي حلّت مجلس الأمة دستوريا لأول مرة في تاريخه. ففي شهر شباط من العام 2012  وبعد أن خسرت الانتخابات رفعت دعوى قضائية أمام المحكمة الدستورية طعنا في المرسوم الأميري بحلّ المجلس المنتخب عام2009، والدعوة لانتخابات جديدة، قبلت المحكمة الدعوى، وقضت بحلّ المجلس المنتخب وإعادة المجلس المنحلّ.

مع الاشارة الى ان تاريخ الهاشم، حافل بالانجازات، فقد ترأست الهاشم لجنة المرأة في اتحاد البرلمانيين العرب. ودخلت سجل أفضل الشخصيات النسائية، وفق تصنيف اللجنة البرلمانية لشؤون المرأة بمجلس الأمة الكويتي. كما تبنت قضايا مكافحة الفساد وشنت حربا أينما ذهبت وتحدثت على “الوثيقة الاقتصادية” التي مررها البرلمان الكويتي السابق، وجرائها رفعت الحكومة الكويتية أسعار البنزين والكهرباء والمياه.

وكانت قد «عملت في العام 1994 في وزارة التعليم العالي لفترة قصيرة، لكنها تخلت عن ذلك لتؤسس شركة خاصة للاستشارات الإدارية والاقتصادية، فذاع صيتها في مجال تحديث وتطوير المؤسسات. وكانت الأمين العام لمجلس الأعمال الفرنسي في الكويت، وهي عضو بجمعية الصداقة الكويتية البريطانية، اضافة الى مسؤوليات كبيرة تولتها وعملت فيها”..

“كما فازت بعدة جوائز، ومنها جائزة «المرأة الديناميكية لعام 2011 في الشرق الأوسط»، من كلية إدارة الأعمال في جامعة جورج واشنطن. وأدرجتها مجلة “أربيان بينزنس” ضمن قائمة أفضل 100 مسؤول تنفيذي في المنطقة العربية. ومع بداية العام 2006  ولمدة أربع سنوات على التوالي، اختيرت أفضل سيدة أعمال في منطقة مجلس التعاون الخليجي”.

واليوم، تعود الهاشم، إلى البرلمان الكويتي متنقدة بشدة “افتقاد الحكومة إلى رؤية اقتصادية”، وتصرّ على “علاج السلبيات التي اعترت قانون الخصخصة.” ولا تكف عن الدفاع عن قضايا المرأة وحقوقها، وخاصة الكويتية المتزوجة من غير الكويتي.

ويظل شبح الفساد الذي يتحدث عنه الناس، ووسائل الإعلام، والبرلمانيين والمسؤولين في الكويت شغلها الشاغل، حيث تستنكر بشدة تجاهل البرلمان لتقارير ديوان المحاسبة التي عرضتها على ناخبيها قبيل الانتخابات، مؤكدة إنها “تقارير ديوان المحاسبة”.

إقرأ أيضا: نائب في البرلمان الكويتي يطلب استجواب وزيرة التخطيط والتنمية

ورغم تفاؤلها فإنها لا ترى أي بصيص أمل “للخروج من الأزمة السياسية” في الكويت إلا “بدعوة من الأمير الذي يستطيع وحده تحقيق الاستقرار السياسي إلى مؤتمر للحوار الوطني”.

السابق
العسكريون لدى «داعش» ضحية فبركة «الإعلام الأصفر»
التالي
الجيش الحر لـ«جنوبية»: جميع الأسلحة المحرمة استخدمت في حلب