إلى أين سيذهب مقاتلو حزب الله والحشد الشعبي بعد انتهاء معارك سوريا؟

في تقرير لـ«فايننشال تايمز» البريطانية يتناول مرحلة ما بعد انتهاء المعارك في سوريا يبحث التقرير في مصير مئات المقاتلين الشيعة. ما هي مهماتهم القادمة؟

يتراوح عدد المقاتلين الشيعة في سوريا الموالين لإيران ما بين 15 ألفا و25 ألف مقاتل، ويضمّ هذا العدد اللبنانيين من عناصر حزب الله، و الأفغان، والعراقيين من أبناء الحشد الشعبي (فيلق أبو فضل العباس)، الذي تم تشريعه مؤخرا من قبل البرلمان العراقي، مقابل قرابة 27 ألف مقاتل سنيّ غير عربي يقاتلون  فقط.

إقرأ أيضا: بعد الأمن… «الحشد الشعبي» يحدّد سياسة العراق الخارجية

القراءة الأوليّة لهذه الأرقام، تقول إن التركيبة السكانيّة لسوريا تسير وفق خط سير خطر حقيقي، فالواقع السوري يدفع الى الاضاءة على مستقبل المقاتلين الشيعة بشكل عام، اضافة الى الخطر الذي يمكن ان يشكلوه مستقبلا على المحيط فيما لو بقوا في سوريا ولم يغادروها الى بلادهم التي أتو منها.

فالمشكلة الناتجة عن مشاركتهم بالحرب السورية انهم تحت رعاية النظام الإيراني الذي له أهداف مبّيتة للسيطرة على المحيط السنيّ العربيّ بحسب محللين عرب.

مقاتلو الميليشيات الشيعية في سوريا، من الإيرانيين، والعراقيين، واللبنانيين، والأفغان، لن يواجهوا أية ملاحقة  قانونية او قضائية بعد أن تضع الحرب أوزارها في سوريا – كما يواجه المقاتلون السنّة الذين يعودون الى بلادهم- بل قد يشكلون نواة لحزب إسلامي شيعي على الاراضي السورية. فبحسب التسوية السياسية القادمة لامحالة، قد يتم إلحاقهم بأجهزة أمنيّة سورية محسوبة على إيران في المنطقة.

ولمزيد من التوضيح، فبوجود ما بين 15 ألف إلى 25 ألفًا مقاتل شيعي في سوريا، عدا عن مقاتلي حزب الله في لبنان، والأفغان الشيعة، وحوالي الـ80 ألفا من عناصر “الحشد الشعبي” العراقي، المحسوب على إيران، يعني أن المنطقة العربية تحوي ما لا يقل عن مائة وخمسين ألف مقاتل شيعي منضوين تحت لواء ميليشيات تابعة لإيران، وغير مهددين بملاحقات أمنية، بل العكس، فكما تم ألحاق «الحشد الشعبي» بالجيش النظامي، ومنحهم بالتالي الحصانة، وتحويلهم إلى ذراع عسكرية بيد رئيس الوزراء سواء الحالي او القادم، لأن هذا المنصب ما بعد سقوط نظام صدام حسين لن يصل إليه الا من كان مواليّا لطهران أي لنظام ولاية الفقيه.

ما يعني ان المنطقة العربية بشكل عام، وخاصة منطقة الخليج العربي، المرتبط بالجمهورية الايرانية بجوانبه كافة جغرافيّا، ونفطيّا، وديموغرافيّا، ودينيا، أمام خطر حقيقي بسبب كل هذه الأعداد من المقاتلين الشيعة المنتشرين في العراق وسوريا، ولبنان، واليمن، حيث لن تعود بعدها طهران مضطرة إلى إرسال قوات نظامية الى المنطقة ما دام انه لديها هؤلاء المقاتلين، الذين قد يتعدّى عددهم المئة وخمسين ألف مقاتل.

إقرأ أيضا: لماذا وافقت إيران على عدم دخول «الحشد الشعبي» إلى مدينة الموصل؟

فهذه القوى العسكرية الشيعية كفيلة بزعزعة الاستقرار، كما القاعدة، و”داعش”، وقبلهم طالبان، والإخوان المسلمين. فهم بقوتهم وتدريبهم وتمويلهم الإيراني سيشكلون اليد الضاربة في المنطقة، ويعود الشاه- شرطيّ الخليج- كما كان يُطلق على شاه إيران، حيث بسبب دوره العسكري والأمني البارز كانت الولايات المتحدة الامريكية تقيم معه أمتن وأوثق العلاقات.

 

السابق
البرازيل تعلن الحداد لثلاثة أيام إثر تحطم الطائرة في كولومبيا
التالي
حسن نصر الله: اتركوا الإتجار بالمخدرات والتحقوا بالمعسكرات.. وإلا!