الجزيرة عبر وثائقي «العساكر» تُعري جيش السيسي

لم تتحمل السلطة المصرية الحقائق التي ظهرت في وثائقي "العساكر" لقناة الجزيرة بعد أن لخص في أقل من ساعة مجموعة فضائح يعج بها الجيش المصري.

سبب الوثائق الذي ستعرضه قناة الجزيرة بعنوان “العساكر” موجة من الآراء المتضاربة والتراشق الكلامي أدت بإحد النواب المصريين بالمطالبة في طرد السفير القطري في القاهرة.

يلقي وثائقي “العساكر” الضوء على حقبة حكم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ومدى الفساد الذي أنهك المؤسسة العسكرية الاولى التي يتفاخر بها الشعب المصري والرؤساء المصريين ووفق الشهادات التي قدمها وثائقي “العساكر” فإن بنية الجيش المصري ينهشها الفساد والإهمال ويتم إستغلال الجندي في اعمال “السخرة” من قبل الضباط الأعلى شأناً. كذلك يتلقون تدريب دون المستوى وأسلحتهم منتهية الصلاحية، وقد خلص الجنود إلى ان “الجيش المصري غير مؤهل لخوض حرب حقيقية.”

قناة الجزيرة
قناة الجزيرة

ويبدأ الوثائقي بالعروضات العسكرية التي كانت تحدث خلال فترة حكم المعتقل السياسي الرئيس محمد مرسي والرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.

ويستعرض الوثائقي شهادات حية لجنود خدموا في الدورة الإجبارية للجيش المصري ومدتها سنتين ونصف. وفي مستهل الوثائقي يتحدث احد المصريين الذين خدموا في جيش المصري انه “خلال الفترة التي على الإنسان ان يقوم فيها بالعمل مهندس او صانع او اي شيء يريد ان يتخصص فيه، يأتي شيء ليكسر حلم الحياة ألا وهو ضرورة التجند بالجيش، وهذه الفترة هي فترة إجبارية، ويجب على كل شاب مصري ان يتجند إجبارياً.” أما جندي اخر فتحدث عن تجربته بـ”القول أنه كان متحمساً للتطوع بالجيش المصري وكان يظن ان تطوعه سيكسبه مهارات قتالية وعسكرية إلا أن تجربته كانت مخيبة للآمال”.

إقرأ أيضاً: السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير: الاحترام الكامل لمؤسسات الدولة والقضاء وأحكامه

ويلقي الوثائقي الضوء عن “الكشف الطبي” الذي يتعرض له الجنود، وأثار الجنود مسألة الألفاظ البذيئة التي يقولها لهم الضباط خلال عملية الفحص الطبي. وقدم الجنود شهادتهم حول الفحص الجنسي من قبل الجيش المصري لمعرفة إذا كانوا أسوياء جنسياً ام لديهم ميول مثلية.

ويعرض “العساكر” بين الحين والاخر إلى خطابات الرئيس المصري الحالي السيسي وهو يتكلم عن ميزات الجيش المصري وتفوقه. وبحسب الجنود فإنهم لم يتلقوا تدريباً جيداً بل يلقى بأن يكون تدريباً عسكرياً دون المستوى وبحسب شهادتهم فإنهم تدربوا على رماية الرصاصة ثلاث مرات فقط.

وبحسب شهادة  الجنود فإن الشيء الوحيد الذي يهم الضباط المدربين هي “فوارغ الطلقات”، فيأمر الضباط بعد كل عملية رماية من الجنود بتجميع “الطلقات النارية الفارغة”. ويقول احد الجنود أن الجندي المصري غير مؤهل للمشاركة في أي حرب لأنه لم يتلقى التدريب اللازم للمشاركة بالحروب. واردف اخر ان المهم خلال التدرب الإجباري هو التدرب على طريقة العرض العسكري والمشي بخطوات عسكرية لأنه سيقدم هذا العرض امام اعلى الضباط والقيادات العسكرية وامام الرئيس المصري.

إقرأ أيضاً: العزّي: مشكلة السعودية مع السيسي وليست مع مصر

وحصل معدي الوثائق على شهادة الخبير العسكري والعقيد السابق في الجيش الاميركي فيل دي اتيكن  الذ اشرف على تدريب الجيش المصري وإستطاع صنع بنية معلومات حول عقيدة وتركيبة الجيش بحيث يقول انه وخلال مشاركته في لقاءات الجيش المصري وزيارته لمراكز التدريب لاحظ ان النقطة الاساس للجيش المصري هي العرض العسكري لا أكثر ولا اقل. ويقول فيلف دي اتيكن ان العرض العسكري لا يمكن ان يعطي الصورة الحقيقية عن مستوى الجيش.

ويقول احد الجنود أنهم يتعرضون للإهانة من قبل الضباط وان القاعدة الاساسية التي يعرفها اغلب الجنود المصريين هي “ان الضرب الذي يتعرض له الجندي من قبل الضباط ليس عيباً.” ويستغل الضباط إختصاصات الجنود فمثلاً إذا كان احد الجنود يعمل في مصلحة الدهن، يقوم الضابط بإجباره على دهن منزله. وقام بعض الضباط المصريين بفتح مصالح خاصة لهم إلى جانب المقرات التدريبين ووظفوا المجندين في المصالح الإقتصادية الخاصة بهم.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: الجزيرة تقلّد DNA.. ونديم قطيش يعلق!

ويضيف احد الجنود ان هنالك ضابط قام بإستصلاح ارض زراعية وطلب من الجنود زراعتها ويقوم لاحقاً الضابط ببيع المنتوجات الزراعية. واجمع الجنود الذين اخذت بشهاداتهم ان المعدات العسكرية التي يتدربون عليها شبه مهترئة وغير صالحة إلى للعروض التلفزيونية ولا يمكن المشاركة فيها عبر حرب حقيقية.

وبعد عرض الوثائقي تعرضت قناة الجزيرة إلى حملة شتائم قادتها صحف وإذاعات النظام المصري. وردت الجزيرة عبر موقعها الرسمي “لعل الأكثر غرابة، هو أن تتجند دولة بكامل أجهزتها وأذرعها و”ألسنتها” الطويلة والقصيرة لمواجهة برنامج مدته لا تتجاوز الساعة. يبدو كأن في الأمر أسرارا تحاول جهات كثيرة في مصر إخفاءها، لعل من بينها أن الحقيقة موجعة جدا، فلم تتحمل رؤية الواقع بمرآة الشارع في ظل هيمنة الصوت الواحد.”

كذلك النائب المصري عماد جاد اتهم النظام القطري بالوقوف خلف وطالب بطرد السفير القطري بحيث قال “أقل رد تستحقه هذه الدويلة إنه يُطرد سفيرها من القاهرة، وده مش نوع من التصعيد على فكرة، ولا نوع من الانفعال أو الغضب، وأقل من كدة يبقى في برود في الدبلوماسية المصرية، لا يليق بوزن وكرامة مصر، ولا يثأر لكرامة المصريين.. لأن إحنا بنتكلم على دويلة تمول الإرهاب.. وباتت الآن تحمل العداء لمؤسسات الدولة المصرية”.

أما الصراع والمناوشات حول الوثائقي فإنتقلت بدورها إلى مواقع التواصل الإجتماعي فكتب مؤيدي نظام السيسي أن قطر تسعى إلى تشويع سمعت الجيش المصري، أما معارضي السيسي فرأوا ان الفساد وتدني مستوى الحياة المصرية تفاقمت بعد وصول السيسي إلى الحكم. وبحسب احد المصريين فإن ما ظهر في الوثائقي هو جزء قليل من الفساد الحقيقي الموجود داخل التركيبة العسكرية للجيش المصري.

الوثائقي “الكامل” لقناة الجزيرة عن يوتيوب 

 

السابق
حزب الله: المنطقة تجاوزت موضوع الاقليات الى محاربة التقسيم
التالي
مصلحة طلاب كسروان تقيم عشاءها السنوي برعاية الدكتور جعجع