عقدة وزارة الأشغال تخفي إرادة بـ«كربجة» تأليف الحكومة

التعثر في التأليف الحكومي سيد الموقف، نتيجة تعنّت كل فريق وذاك بشروطه أو مطالبه، فيما بدأت علامات استفهام كبيرة ترتسم في الافق حول خلفيات هذه المواقف التي غالبها غير مقنع بأنها وحدها ما يعوق التأليف.

حتى الآن لا وجود لأية تطورات إيجابية في ملف التأليف الحكومي يَشي بولادة قريبة. وتوقعت ان تنطلق محركات التأليف مجدداً بعد إنشغال المعنينن في الأيام السابقة بغية تفكيك ما تبقّى من عقد، وخصوصاً عقدة وزارة الأشغال، العالقة بين إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على الإحتفاظ بها، وطلب “القوات اللبنانية” الحصول عليها. وما بين هذين المطلبين، ظلّت عقدة تيار “المردة” الذي ما زال يطالب بالحصول على حقيبة من الحقائب الثلاث: الإتصالات، الطاقة، الأشغال، قائمة على رغم إصرار الحريري على انّ حصة “المردة” هي في الإحتفاظ بحقيبة “الثقافة”.

إقرا ايضًا: الحكومة عالقة في صراع الأحجام بين بري وفرنجية والقوات

ولفتت مصادر نيابية في كتلة “المستقبل” لـ”اللواء” إلى أن الرئيس الحريري لم يترك اقتراحاً إلا واقترحه من أجل ولادة طبيعية للحكومة والمحافظة على التوازن السياسي من خلال إرضاء الجميع، وهو كان يطمح أن تكون حكومته مؤلفة من 24 وزيراً ولكن وبسبب شهية المستوزرين عاد واقترح أن تكون حكومته ثلاثينية ولذلك لم يتم حسم حجمها بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات والمشاورات. ولا تخفي المصادر نفسها أن يكون موضوع العقد المتعلقة بالتمسك بحقائب معينة أبعد من هذه الحقائب للوصول إلى مرحلة السعي لإفشال جهود الرئيس المكلف وإضعافه لأسباب سياسية، وبالتالي “كربجة” انطلاقة العهد وإظهار رئيس الجمهورية بموقع الضعيف وعاجزاً عن الوفاء بالوعود التي أطلقها قبيل وصوله إلى سدة الرئاسة.

إلى ذلك، قالت “النهار” هدأت جبهة عين التينة – بعبدا، ليحول الرئيس نبيه بري سهامه في اتجاه “بيت الوسط” متحدياً الحريري “ان يمضي في التأليف” إذا استطاعوا تأليفها من دوننا فليقدموا على هذا الامر، ونتجه عندها الى المعارضة التي يراودني مناخها”. وهو يتهم الحريري بنقل كلام غير صحيح قائلاً: “ارفض من لا يتعامل معي بصدق”.

وينفي بري، بحسب “النهار”، معلومات يقدمها الحريري مفادها أن وزارة الاشغال من حصة “القوات”، وانه جرى الاتفاق على هذا الامر مع بري الذي قبل بالصحة بعد تنازل سمير جعجع عن الحقيبة السيادية، ويوضح لـ”النهار” إن “هذا الكلام لا اساس له من الصحة. قلت للحريري ان الحركة تطالب بحقيبتي المال والاشغال، ولا أمانع في القبول بالحقيبة الثالثة، أي وزير دولة من باب التسهيل. حقيقة، ندمت على موقفي الاخير. وأكرر أن لا خلاف ولا مشكلة بيني وبين سمير جعجع أو اي فريق، ولتحصل القوات على الحقيبة من الجهة التي قدمت لها هذا الوعد”.

وكان بري أكد أمام زوّاره امس انه لم يتبلّغ خلال اليومين الماضيين أيّ جديد حول المساعي الجارية لتذليل العقبات التي تعوق ولادة الحكومة. وحذّر من انقضاء الوقت، مشدّداً على ضرورة الاسراع في تأليف الحكومة بغية التفرّغ لقانون الانتخاب، مُنبّهاً الى انه “بعد شهر من الآن سيصبح من الصعب جداً وضع قانون جديد للإنتخاب وإجراء الانتخابات النيابية على أساسه”.

إقرأ ايضًا: الحكومة معلّقة بين بري وجعجع على «الأشغال»

في المقابل رأت “الأخبار” أن “القوات” قررت استغلال الوقت الضائع لزرع القنابل في الطريق بين رئيس الجمهورية ميشال عون من جهة، ورئيس مجلس النواب وحزب الله من جهة أخرى. وقالت في وقت تأليف الحكومة الضائع والعقد المتنقلة من حقيبة الى أخرى، يلعب حزب القوات على وتر الفتنة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر من جهة، وحزب الله وحركة أمل من جهة أخرى.

أضافت “الأخبار”: اللعبة التي بدأها قبيل انتخاب عون رئيساً بتحريض الرأي العام العوني على حزب الله يستكملها حزب القوات اليوم بإشاعة قرب إعلان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة سعد الحريري حكومة أمر واقع نهاية الأسبوع الجاري. وبوضوح أكثر، يريد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع “الحريص على العهد”، أن يبدأ رئيس الجمهورية عهده باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحزب الله ضمناً، من مفاوضات تشكيل أول حكومة. وهو اكتشف أخيراً الدستور وبات يقتبس منه تصريحاته الإعلامية، قائلاً ان الحكومة يؤلفها “رئيسا الجمهورية والحكومة فقط”.

 

إلى ذلك، قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم “انّ الأصعب مَرّ وتمّ التكليف، أمّا عقبات التأليف فليست جوهرية”، مؤكداً انها “تتطلب بعض المرونة ونتيجتها إيجابية للجميع”. ورأى ان “لا داعي لأن تتأخر الحكومة في تشكيلها، وفي الإمكان أن نتعاون لنصل في أسرع وقت إلى إنجازها لمصلحة الناس”. واعلن انّ الحزب لن يوفّر جهداً “لقيام الدولة وبنائها لأبنائها”، وقال: “لسنا ممّن يَسعون لاستحقاقات تعويضاً عن خسائر مالية أو سياسية، نحن نسعى لإنجاز الاستحقاقات لخدمة الناس وحماية الوطن”.

 

السابق
الغارات الروسية على حزب الله في «نبل والزهراء»: نيران غير صديقة!
التالي
إيران تسجن أحمد حسين منتظري لنشره تسجيل إعدام السجناء