الجيش الحر لـ «جنوبية»: العالم سقط في حلب والثورة لن تسقط

الأنباء الآتية من حلب الشرقية تشير إلى تقدم قوات الأسد والميليشيات الإيرانية وحزب الله، وإلى حركة نزوح كثيفة من تلك الأحياء، فماذا يقول الجيش السوري الحر؟ وهل سقطت حلب الشرقية؟

مصدر في الجيش السوري الحر المقاتل في حب أوضح لـ”جنوبية” أنّ “ما يجري في ميدان حلب الشرقية ليس انهيارا فعليا للمعارضة، إذ أن المناطق التي تقدمت بها عصابات الأسد والميليشيات التي تقاتل معه هي مناطق بالأساس خواصر رخوة موجودة، ودفاعياً لم تكن مهيأة بشكل مناسب باعتبار أنّها قطاعات واسعة ومفتوحة وليست على شكل أحياء سكنية، باستثناء حي هنانو وهو الحي السكني الوحيد الذي تمّت السيطرة عليه، وفي إحصائية في بداية 2015 تشير إلى أنّ كل المباني في حي هنانو هي إما مدمرة أو تعرضت لضرر كبير بسبب القصف العنيف، فما بالنا اليوم في ظلّ القصف العنيف جداً وهذا ما سبب سقوطها، كما أنّها منطقة غير مدعومة برباط ثقيل أو بوجود استراتيجيات عسكرية دفاعية جيدة بها”.

وأضاف”لذلك فإن ما حصل ليس انهيار المعارضة فهذه الأحياء ليس بها خزانا بشريا ، بعكس الأحياء الباقية تحت سيطرة الجيش الحر والثوار في المناطق الشرقية، وما حصل هو نتيجة طبيعة لكل هذا العنف والإجرام، بالمقابل نستطيع أن نقول أنّها استراتيجية للثوار للتخفيف عن أنفسهم حمل الرباط ولتفريغ كوادرهم لعمليات عسكرية نوعية تؤذي النظام”.

حلب

 

لفت المصدر إلى أنّ “الوعد الذي نقوله دائماً، هو أنّ النظام لن يستطيع التقدم إلاّ باستنزاف جنود وقتلى وإمكانيات هائلة من المال والدماء، هو لن يستطيع تحمل ذلك، كما ان الذين يدعمونه لن يستطيعوا تحمل كل هذه الخسائر سواء من أعداد قتلى أو مصابين أو خسائر عسكرية. أول أمس تمّ تدبير دبابة تي 90 التي تعتبر فخر الصناعة الروسية، وقد دمرت بصاروخ تاو من جيل قديم، وهذا أثر على معنوياتهم واليوم يعيدون الاستراتيجيات العسكرية ويحاولون تغيير خططهم الهجومية. لذا الوعد أنّه سيبقى الثوار على صمودهم حتى يتم الخروج من هذا المأزق، ورسالتنا كأنفسنا كمعارضين أنّه يجب توحيد الصف بقيادة واحدة للاستفادة من كل الجهود الموجودة في المدينة”.

إقرأ أيضاً: أكثر من 10 آلاف سوري نزحوا من حلب

وأكّد المصدر أنّ “سقوط حلب الشرقية يعني بشكل أساسي سقوط العالم ومن كانوا يقولون أنهم أصدقاء الشعب السوري والذين لم يقدموا أي شي لمساعدته ولمساعدة الناس، لقد تمّ تدمير المستشفيات والمدارس والأسواق ومراكز توزيع الخبز، كما تمّ إضعاف دعم الفصائل الثورية المعتدلة. هذا كله سقوط للدول التي تدعي حقوق الإنسان ودفاعها عن الشعوب، أما بالنسبة للثوار فهي معركة وحتى الآن لا نستطيع أن نقول أن النتائج كارثية”.

مشيراً إلى أنّ “الرد الأبرز على كل ما يحدث هو إعادة تنظيم الصفوف بشكل أكبر لإستيعاب الصدمة والخروج من المأزق”.

وتابع المصدر أنّ “مواجهة تخلي العالم عن الثورة السورية تكون باستعادة الثوار لقرارهم ولوحدة صفهم، وذلك بالاتجاه إلى استراتيجيات جديدة، وحالياً يتم العمل على استراتيجية للمواجهة داخل أحياء حلب، المعارضة لم تستنفذ بعد حلولها وقدرتها على تغيير الواقع”.

إقرأ أيضاً: ماذا لو سقط شرق حلب؟

وعن صمت المعارضة السورية، أوضح أنّ “ليس هناك من صمت وإنما خيبة أمل حينما نجد الدول التي تدعي أنّها أصدقاء للشعب السوري وأنّها تقف معه صامتة تماماً عمّا يحدث وتوصل رسائل دائمة أنّ الدعم سوف يتم تخفيفه، وأنّه يجب على الثوار القبول بما تعرضه روسيا. من الطبيعي الوقوف حائرين أمام هذا التخاذل، حالياً نعلم أن ما يفيدنا فقط هو سلاح الثورة الموجود بيد الثوار الصادقين، لدينا مشاكلنا، لدينا تفرقة صف، لكن المعركة التي تحدث الأن كفيلة بإعادة توجيه البوصلة إلى مكانها”.

وختم المصدر مؤكداً “الآن لا يمكن الحديث عن استسلام على الإطلاق، الحديث عن استسلام هو حديث عن نهاية الثورة، وما يتحدث عنه الجميع هو استراتيجيات وآليات صمود وثبات واستيعاب الصدمة، والأيام القادمة سوف تحمل مفاجآت في مدينة حلب”.

السابق
بالصورة: سقوط قتيل في سنتر الضاحية ببئر العبد يرجح انتحاره
التالي
جماعة نور الدين الزنكي لـ«جنوبية»: خذلنا كل أصدقاء الثورة وليس لنا إلاّ الله