«الشرتوني»… مُكرّماً في الضاحية

فور الإعلان عن إنعقاد المجلس العدلي للنظر في ملف اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل ورفاقه، سارعت بعض الأحزاب التي تُسمّي نفسها بالأحزاب “الوطنية”، إلى إقامة حفل تكريم للمتهم الأول بعملية الإغتيال ، في مطعم “الساحة” في الضاحية الحنوبية، وذلك في رسالة واضحة إلى القضاء اللبناني ومن خلفه إلى الدولة اللبنانية بضم الشرتوني إلى “قديسي” “حزب الله” المطلوبين للعدالة الدولية.

وليس خافياً على أحد أن ما جرى في مطعم “الساحة” هو بغض نظر من “حزب الله” كي لا نقول بطلب مباشر منه، وأن رمزية اختيار وسط الضاحية لإطلاق هذا التكربم هو بحد ذاته غطاءً كاملاً ومواففة ضمنية لا لبس فيها من “حزب الله”، بكلام آخر، وإن لم يكن “حزب الله” هو الذي نظّم أو دعا إلى هذه “المسرحية”، إلا أنه يبقى المسؤول المباشر عنها.

هذه “الأحزاب” التي تدّعي أنها وطنية وحريصة على بناء دولة القانون وفرض هيبتها، قامت بالأمس في تدبير مشهد مُهين ومستفز لمشاعر كل اللبنانيين التواقين إلى رؤية الشرتوني مرفوعاً على عود المشنقة أمام بيت الكتائب في الأشرفية لإحقاق الحق…

إقرأ أيضاً: بشير الجميل القائد الذي تخطى الخطوط الحمر وقضى رئيسًا

إلا أن “المليشيات” التي تدور في فلك “حزب الله”، نصّبت نفسها مرجعية فوق الدولة والقضاء، وما زالت تُمارس دور الإجرام، إما بإرتكابه من خلال الاغتيالات أو بحماية القتلة والسفاحين والمجرمين الذين يسمونهم زوراً “قديسين”.

فليس مستغرباً أن تقوم هذه “المليشيات” بحماية مجرم اغتال رئيس جمهورية لبنان، لأنهم في الواقع يقدّمون الغالي والنفيس لحماية نظام سفاح يقتل شعبه وأهله في سوريا…

لذا مشهد احتضان المجرمين والقتلة والدفاع عنهم بات تقليداً متعارفاً عليه في قاموسهم وليس بجديد…

وبذلك تكون هذه القوى شريكةً فعليةً في جريمة ثلاثية الأبعاد، بمعنى أنها تحمي القاتل وتطمس الحقيقة وتُشجع على عمليات اغتيال أخرى…

إقرأ أيضاً: بشير الجميّل: الملاك والشيطان على مواقع التوصل

إنما يبقى السؤال المحوري الذي يفرض نفسه لسلامة النقاش فقط وليس لتبنّي مضمونه لا سمح الله:

ماذا لو قامت جهة لبنانية بتكريم المتهم بإختطاف الإمام موسى الصدر، أو بتكريم المتهم بإغتيال الشيخ عباس الموسوي الذي قُتل في غارة إسرائيلية؟ او بتكريم قاتل عماد مغنية؟

أسئلة لا بد من أن تُجيب عنها قيادات هذه الأحزاب لتعرف مدى الضرر الذي سبّبته بممارساتها الكيدية والتي تدل على فائض من الإستعلاء والاستكبار وليس على الحد الأدنى من الحرص على الشراكة المزيفة التي يدّعونها… والسلام.

السابق
بالفيديو: استغاثة امرأة من حلب تُبكي إعلامية العربية وضيفها
التالي
الموارنة والشيعة والصراع على لبنان