وئام وهاب… هل يقبل الدروز زعيماً بأموال إيران؟

أطلّ يوم أمس الخميس 24 تشرين الثاني رئيس حزب التوحيد ومؤسس سرايا التوحيد وئام وهاب في برنامج كلام الناس مطلقاً العديد من المواقف الجدلية.

مؤكداً على طمعه بزعامة الدروز كافةً، وأنّ تيمور جنبلاط لن ينال شرعية والده وليد بك في الجبل، مفتخرا بعلاقته بحزب الله و بالأموال الإيرانية التي يتقضاها، إضافة إلى تشديده أنّه مستعدٌ لتسليح السرايا، رسخّ وهاب في مواقفه منطق الدويلة والخضوع للحزب وللنظام الأسدي.
في هذا السياق علّق مصدر مقرب من الحزب التقدمي الاشتراكي لـ”جنوبية”، على طمع وهاب بالزعامة الدرزية متسائلاً” كيف يمكن لوئام وهاب أن يأخذ زعامة الدروز، وهو بعد ما قام به بالجاهلية يوم الأحد الماضي يضاف إليه كلامه يوم أمس في كلام الناس، قد وصل إلى نهاية السقوط”.

مضيفاً “الزعامة الدرزية لا تنتزع انتزاع والمجتمع الدرزي ما زال قبلياً يهتم بالتاريخ ويحترم البيوت السياسية العريقة ومشروع وئام وهاب السياسي ليس بديلاً لا عن طلال أرسلان ولا عن وليد جنبلاط ولا يمكن له بأي شكل من الأشكال أن يحتل هذا الموقع فلا ممارساته السياسية ولا الطريقة التي يفكر بها تخوّله أن يتمثل حتى بالحكومة فكيف سوف يكون زعيم طائفة”.

ولفت المصدر فيما يتعلق بما قاله وهاب عن وليد بك وشرعية تيمور جنبلاط إلى أنّه “هناك فرق بالسياسة بين أن يتحدث الشخص عن أحلامه وبين أن يكون لديه قراءة سياسية صحيحة، والقراءة السياسة تقول أن جمهور وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي يأتمر بأمر تيمور جنبلاط باللحظة التي وليد جنبلاط يعين بها تيمور مكانه، أما كلام وهاب هو للاستهلاك الإعلامي، تيمور قادر أن يحل مكان وليد جنبلاط باللحظة التي يقررها الأخير”.
معلقاً على الذي قاله وهاب عن واقع الدروز وتهميشهم، ليؤكد “في لبنان من لديه مواقع و وزارات وتمثيل، إنّ نظام التمييز العنصري قد حرم جميع الناس وجميع الطوائف من حقوقها وجيّر حق اللبنانيين ببضعة محسوبيات من السياسيين، ففي ظل عدم وجود قانون انتخابي عادل الذين يسيطرون على زمام الأمور لا يمثلون الشعب وهذا شيء طبيعي وليس بدعة من وئام وهاب، كما أنّ الطائفة الدرزية قد حرمت حقوقها منذ الطائف الذي لم ينفذ بالشكل الذي تمّ الاتفاق عليه، لذلك كان هناك إجحاف بحق الدروز وبفعل الممارسات بعد الطائف وغياب قانون عادل كل الأقليات ليست ممثلة ولم تأخذ حقوقها”.

سرايا التوحيد
وأردف المصدر “صحيح أنّ الدروز لم يكونوا مهمشين كما هذه المرة في الحكم، وهذا ليس بدعة وئام وهاب. ولكن هناك في لبنان حالياً ما هو أكبر وهي بدعة الوزارات السيادية، إذ لماذا سوف يكون هناك وزارات سيادية وغير سيادية، نحن حسب قناعاتنا السياسية وزارة التربية والعمل والزراعة والصناعة والاقتصاد والبيئة أهم بكثير من العدل والدفاع والداخلية”.

وعن نصيحة وهاب لجنبلاط بالتقرب من حزب الله، أوضح المصدر أنّ “هذه النصيحة ليس في محلها، حيث أنّ الإتصالات القائمة بين وليد بك وحزب الله لم تنقطع، ومنذ 7 آيار وحتى اليوم هناك تواصل واتفاق واجتماعات دورية تقوم بين قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي والحج وفيق صفا ومن ينتدبه أي أنّه هناك تنسيق بين المقاومة و وليد جنبلاط”.

إقرأ أيضاً: سرايا التوحيد بين هوية الملثمين وتغريدة جنبلاط: من أين جلب وهاب عناصره؟

وختم المصدر كلامه متوقفاً عند حديث وئام وهاب عن الأموال الإيرانية التي تغنيه، إذ أشار إلى أنّ “وهاب يعترف تماماً أنه يتقاضى أموالاً من إيران، وفي لبنان إجمالاً جميع الأحزاب ممولة إن من إيران أو من السعودية أو من الأميركان وهناك من يأخذه أموالاً من اسرائيل ايضاً وهذا معروف، ولكن مؤسف أنّه يعترف عبر وسائل الإعلام بتقاضيه أموالاً من جهة خارجية إذ أنّه بالحد الأدنى هناك أخلاق معينة وكما يبدو لا يحترمها صاحبنا”.

من جهة ثانية أوضح لـ”جنوبية” عضو كتلة المستقبل النائب السابق مصطفى علوش فيما يتعلق باعتراف وهاب بالأموال الإيرانية وبتواجد حزب الله في عرض سرايا التوحيد أنّه “”من المفترض أنّ يكون أيّ شخص يتقاضى أمولاً من جهة أجنبية لإنشاء ميليشيا مسلحة أن يكون معرضاً للقانون، ولكن طالما الميليشيا الكبرى تتقاضى من إيران باعتراف رئيسها، فإنّ الميليشيا الصغرى الموجودة إلى جانبها لن يحاسبها أحد”.

إقرأ أيضاً: الجاهلية أو القصَير 2: فلينظر العهد إن لم يسمع

مضيفاً “هذه الاستعراضات موجهة اتجاه رئيس الجمهورية وتقول له أنّ هناك خطوط حمر عليك أن تتحرك بحدودها ولا تستطيع أن تنفتح كثيراً على المعسكر الأخر أي الدول العربية لأننا نستطيع في أي وقت نريد أن نحرك الدولة”.
وعن دور الدولة فيما يتعلق بسرايا التوحيد وحماة الديار التي سوف تتحول إلى حزب لفت علوش إلى انّ “حماة الديار ليست منظمة مسلحة ويحق لها المطالبة بالترخيص، ولكن لا يحق لها أن تمارس أي عمل مسلح أو تدريب عسكري مسلح، أما بالنسبة للسرايا فإنّ ما يحدث تحت رعاية حزب الله وتحت شعار المقاومة، وهذا هو الخطر الكبير أنّنا ما زلنا في منطق ابتزاز الدولة من خلال الميليشيات“.

السابق
رحلة البحث عن حكمت الأمين…
التالي
من بعد تهديد شلاش لـ«عون».. شريف شحادة يؤكد: عليه أن لا ينسى صوت السوخوي