هالة أبو حمدان تؤلّف في «العنف وتطوير مناهج التفسير»

كتاب
كتاب أستاذة القانون العام في الجامعة اللبنانية الباحثة اللبنانية الدكتورة هالة أبو حمدان، (الصادر حديثاً عن دار "الفارابي في بيروت وفي طبعة أولى 2016) والصادر تحت عنوان: "العنف وتطوير مناهج التفسير (مع قراءة في تطوير قضايا المرأة)" ويحاول الكتاب الإجابة على الأسئلة التالية: "... إن ما يرتكب بإسم الإسلام من عنف وجرائم وفظائع يدفع إلى السؤال عن مصدر هذا العنف. هل هو عنصر تكويني في الإسلام؟

إذا كان القرآن يحوي آيات تحضّ على الجهاد والحرب والعنف، وإذا كان الرسول وصحابته قد سمحوا بارتكاب بعض الممارسات العنفية، فهل يعني ذلك أن الإسلام بتكوينه هو دين يدعو إلى العنف ويؤدّي إلى الإرهاب؟ وإذا كان الجواب بالنفي، كيف نفسّر وجود هذه الآيات في القرآن وهذه الممارسات في التاريخ الإسلامي التي أعيد إحياؤها مع بعض الحركات الإسلامية المعاصرة؟ هل هناك تناقض جوهري بين نهج التفكير العلمي ومنطق الإيمان، فلا يتأسس الإيمان إلا على إلغاء دور العقل والتفكير العلمي؟ وكيف السبيل للخروج من دوامة العنف التي علق فيها الإسلام والإسلاميون؟

اقرأ أيضاً: تأمّلات حنَّة أرندتْ «في العنف»… تاريخياً

وينقسم هذا الكتاب إلى قسمين: الأول بعنوان “العنف ومقاصد الشريعة”، والثاني بعنوان: “تطوير حقوق المرأة من خلال تطوير طرائق التفسير”.

والمطروح في هذا الكتاب مجموعة من المواضيع التي ترى الكاتبة أهميَّتها في ظلّ الأزمة العنيفة التي يمرّ بها العالم الإسلامي. ويبدأ التناول بشرح موجز لأهم المدارس الفقهيّة الإسلاميّة، ثم بعد ذلك هناك استعراض تاريخي للعنف داخل الإسلام وخارجه، ثم بعد ذلك تم التطرّق إلى بعض الأحكام الخاصّة بالمرأة.

كتاب

وتفيد خاتمة الدراسة بالآتي: لا يمكن لقوانين استنبطها رجال، حتى لو كانوا علماء كباراً، من القرون الأولى للإسلام، أن تظل صالحة رغم جمودها، لحكم مجتمعات القرن الواحد والعشرين. لأن في ذلك تشويهاً للدين وتصويراً له وكأنه عاجز عن الانتقال من عصر إلى آخر. إن الإيمان بأن الدين منزل يستتبع بالضرورة الإيمان بأنه أنزل لمصلحة البشر. والخالف في المفهوم القرآني هو الأحد الأعلى الأكبر القادر العظيم، وبالتالي خلقه للبشر هو رحمة لهم، وإنزاله للدين هو لمصلحتهم هم، فهو أجلّ من أن يحتاج إلى دين أو إلى عبادة بل هي حاجة للبشر ولمصلحتهم. من هنا تعرف مقاصد الشريعة: هي منزلة من عند الله لكنها من أجل البشر. وبالتالي فهي تتبدل حسب تبدل حالاتهم وحاجاتهم، ولا حاجة لله بها إلا الرحمة بعباده وهدايتهم لما فيه صلاحهم وخيرهم ومصلحتهم. والمصلحة تتغير تبعاً للظروف، ظروف المكان والزمان، وتبعاً للأشخاص وتكوينهم ودرجة علمهم وثقافتهم. ما يصلح للمرأة قد لا يصلح للرجل، وما يحتاج إليه العربي قد يختلف عما يريده الأوروبي، وما كان من مستلزمات الحياة في الجزيرة العربية أيام الرسول هو مغاير حكماً.

اقرأ أيضاً: رواية «ألواح» لرشيد الضعيف… عن مشاعر مدعاةً للخجل!؟

لما تتطلبه الحياة في أيامنا… إلى ما لا يعدّ من الأمثلة. لذلك فإن ما يؤدي إلى خير البشر لا يمكن أن يكون ثابتاً جامداً باستثناء الخطوط الرئيسة العامة للعقيدة. والخالق هو العدل الحق الحكيم الذي لن يشرّع إلاّ ما يؤدي إلى الخير والصلاح والسعادة. وكل حكم يخالف ذلك يدلّ على أن فيه إساءة فهم لمقاصد الرحمن وسوء تفسير لإرادته، عزّ وجلّ.

السابق
الإعلام الحربي المركزي التابع لـ«حزب الله» ينشر صور وأسماء حصرية لإرهابيي وادي الأرانب
التالي
هذه هي قصّة «عيد الشكر» الأميركي…