ميريام كلينك في العين بالعين والدفاع عن حرية التعري!

أقرّ طوني خليفة يوم أمس الخميس 24 تشرين الثاني في حلقة "العين في العين" التي استضاف بها ميريام كلينك، أنّ الصحافة سوف تنتقده وسوف تضعه في موقف المروج لكلينك ولحصولها على حقيبة وزارية.

بعد عدّة حلقات على برنامج “العين بالعين” الذي يعرض على قناة الجديد، بات من الواضح أنّ الشخصية الجديدة التي قدمها لبرنامجه طوني خليفة والملفات المطروحة فيه ليست على قدر التوقعات.

هذا البرنامج الذي تمّ إعداده بعدما فشل “وحش الشاشة” في حجز مكانه على الساحة الإعلامية وفي دخول المنافسة المسائية بين البرامج الاجتماعية الحوارية التي تدخل سباق الليلة نفسها.
من التكفير واللعب على أوتار المذهبية، إلى مقاربات غير موضوعية يتخذ بها خليفة دور محامي الشيطان، وصولاً للبلبلة التي أثيرت على خلفية حلقة الشيخ “محمد الحاج حسن” ورد مجلس الشيعي للأعلى، ومن ثم استضافة الإعلامية كارول معلوف والصحافي الاستقصائي ماهر الدنا، وإعلان الأخير أنّ الحلقة قد شطب منها الكثير لإظهارها في غير سياقها، لم يحقق البرنامج سوى ضجة بالونية سرعان ما تبخرت في الهواء.
هذه الجلبة التي حققها البرنامج وصلت لذروتها يوم أمس إذ كان موضوع حلقة طوني خليفة هو النجمة الاستعراضية ميريام كلينك ومطالبتها بحقيبة وزارية، وقد شارك بالحلقة كل من الناشطة في مجال حقوق الإنسان والمرأة رحاب سبعلي والاختصاصي في علم النفس العيادي الدكتور نبيل خوري.
“شو في براس ميريام كلينك ولوين بدا توصل؟ “نحلة تحوم حول السياسة.. هل تعطيها من عسلها”، بهذه المقدمة بدأ خليفة حلقته ليؤكد فور وصول ميريام أنّها كانت تريد القدوم “بالمايو” وأنّهم فاوضوها لتعدل عن قرارها.
في القسم الأول من البرنامج كانت المساحة متاحة لميريام فأصبحت الحرية بكشف “اللحم”، بينما تغطيته عقدة لدى البشر، وكانت كلينك تستعرض قوتها، وأفكارها في غياب لشخصية قوية تشكل ندّاً لها.
أما القسم الثاني والذي حضر بها الضيفان الناشطة رحاب سبعلي، والاختصاصي الدكتور نبيل خوري، فلم يختلف، مساحة الهواء التي منحت لسبعلي كانت ضئيلة، فعلقت لدقائق معدودات ثم غاب صوتها حتى آخر الحلقة.

إقرأ أيضاً: عن «العين والعين».. ونعم طوني خليفة أنت كافر

فيما ظهر الدكتور خوري مؤيدا وجهة نظر كلينك، فأكد تصالحها مع نفسها وجسدها.

ميريام كلينك
ميريام كلينك

الحلقة التي اكدّ خليفة أنّها ليست سياسية ركزت على مطالبة كلينك بحقيبة وزارية، وتمّ الاستشهاد بالعديد من الشخصيات النسوية السياسية العالمية التي أتت من خلفية أكثر جراة من كلينك وهم “زوجة الرئيس الأميركي ترامب، هيلاري كلينتون المتهمة بالمثلية، الرياضية الفنزويلية صاحبة صور التعري، وممثلات إباحيات”.
ساعة ونصف وضعت الجديد جميع أضوائها، للترويج لميريام كلينك ولحقها في الحصول على حقيبة وزارية، ولمَ لا؟ فالتقرير قد أشار لمثيلاتها اللواتي نجحن في السياسة كما في الإغراء.

إلا أنّ الفراغ فيما عرض أنّ العين لم تكن بالعين، فتصوير كلينك على أنّها مدافعة عن حرية المرأة بالاغراء الجسدي الانثوي هو قمة في السقوط الإعلامي، فالحرية فكرية وليست “باللحم”، كلينك التي لم تثر قضية واحدة من قضايا النساء كالعنف، الحضانة، التعليم، الكوتا…

إقرأ أيضاً: بالصورة: ميريام كلينك تعلو فوق دبابة ويحاوطها سياسيو لبنان ورجال الدين

جلّ ما أضاءت عليه هو حرية الجسد وكأنّ المرأة فقط ليست إلا قطعة لحم يجب أن تعرض كما هي، ثم يجب أن نرجم من يشتهيها.
كذلك، لم تقدم ميريام نموذجاً ثقافيا، بالرغم من شهادتها ولغاتها، كلّ قضيتها حريتها هي بالجسد والبروباغندا حولها، وكأنّ العالم يدور حول كلينك.
باختصار، حلقة اختزلت المرأة بصورة معلبة، تناقض الحرية، وتسجن المرأة في قالب مبتذل.. فالعقل والإدراك لا يحتاجان لعروضات جسدية وإنّما لفن الكلام ولذكائه.
الاعتراض على كلينك ليس على لباسها وإنّما على حصر حقوق المراة وحريتها بالعري والاغراء، وهذا من شأنه أن يكون أكثر إساءة لأنوثة المرأة ولقيمتها الانسانية.

السابق
حقائق مفاجئة عن بيل غيتس
التالي
حقيقة الانفجار الذي سمع بالقرب من قصر العدل