الاراضي التي تشتعل فلسطينية.. فلما الاحتفاء بالحريق؟

فيما تأكل لهب النار الأراضي الفلسطينية المحتلة على مدار يومين متواصلين يتسلّى رواد مواقع التواصل بـ"الغضب الالهي" على إسرائيل التي منعت الأذان قبل أيام. ومع التسليم أن هذه الأراضي هي للعرب الأصليين.. فبذلك "لعنة الربّ" تكون على العرب أم إسرائيل؟

منذ يومين والحرائق لا تزال تشتعل في الاراضي الفلسطينية المحتلّة، نيران ضخمة أصابت عدد من المنازل فى بعض المستوطنات المجاورة لمدينة القدس، أدت إلى إصابة عدد كبير من الإسرائيليين فيها. وقد اندلع الحريق بداية في الغابات والحقول في مستوطنة “زخرون يعقوب” في شمال اسرائيل وامتد ليشمل المستوطنات المجاورة منها مدينة حيفا

ضخامة النيران وعدم قدرة المعنيين بالسيطرة عليها دفعت رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو للجوء إلى طلب طائرات إطفاء من الخارج وإصدار نداء مساعدة من الدولة الأخرى.

إقرأ ايضًا: مجموعة صور ساخرة من حريق اسرائيل: يا رب تمطر بنزين

هذا النبأ إستقبله العرب بحفاوة وابتهاج لم يشهد له مثيل، وعلى الفور تم إطلاق هاشتاغ #اسرائيل_تحترق مع العلم أن هذه الأراضي هي ملكاً للفلسطينيين، وحقول الزيتون والمساحات الخضراء هي لاصحابها العرب الأصليين، فلم يفهم لأي سبب يحتفي العرب!  إلا أن أجواء الفرح هذه وما رافقها من شماتة بالشعب الإسرائيلي لم تخلُ من التعليقات المتخلّفة إذ ردوا اسباب لهب النيران إلى غضب إلهي على اسرائيل بعدما منعت حكومة العدو الأذان في القدس.

حرائق فلسطين حرائق فلسطين

مع العلم، أن عام 2010 اندلعت حرائق كبيرة شمال الأراضي المحتلة قتل فيها آنذاك 42 مستوطناً اسرائيلياً وأصيب العشرات وذلك بسبب الطقس الجاف الذي رافق خريف تلك السنة والرياح الشرقية التي ساهمت في امتداد النيران وتوسع رقعتها في المساحات الحرشية. اليوم يواجه كيان العدو الحرائق نفسها بشكلٍ اوسع وللأسباب المناخية نفسها.

إقرأ ايضًا: بالفيديو: الحرائق تلتهم اسرائيل

هذه الردود الفعل لا تدل سوى على واقع واحد هو الإستسلام والعجز إلى درجة الإنبطاح حيث أصبحت الحرائق “فشت خلق” للعرب فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية وإغتصاب الأرض.
هي القضية التي أصبحت طي النسيان، في ظلّ تخاذل الانظمة العربية ، وأمام هذا الصمت المريب في عالمنا العربي والإسلامي يأتي من يحتفي بالكوارث الطبيعية وصحيح أن النيران التي تضرّت إسرائيل ماديا وبشريا، إلا أنها تضرّ بالدرجة الأولى الشعب الفلسطيني صاحب هذه الأرض.

 

 

إلا أنه وفي مقابل الأراء والتعليقات الجاهلة التي عزت مواقع التواصل، هناك من إنتقد هذا السلوك معتبرا أن الإحتفال باشتعال النيران غير منطقي ومرفوض لجهة أن الذي يشتعل اراض الفلسطينيين.

 

 

 

السابق
«حارة حريك» و «بعبدا»: تصادم بين وظيفتين
التالي
أفيخاي أدرعي يستحضر «محمود درويش» في تعليقه على حريق اسرائيل