استعراضات حزب الله ومليشياته لتحجيم عهد الرئيس عون

استعراض حزب الله القصير
لبناننا ليس كلبنانهم، نحن نريده دولة قانون ونطمح أن يصبح لبنان كيانا مستقلا ودولة قوية مستقرة أما حزب الله فلا يعنيه لبنان أصلاً.

غرّد النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع “تويتر” قبل يومين قائلاً: “ثلاثة عروض عسكرية لمناسبة واحدة: الاستقلال، مع مين وضد مين يا ترى لبنان”؟

اقرأ أيضاً: بالتفاصيل: حزب الله المقاوم لبنانياً … ملاحق بتهم تهريب المخدرات عالمياً

كعادته إلتقط زعيم المختارة النائب وليد جنبلاط اللحظة، إذ عبّر في عيد الإستقلال لبنان عن الواقع السوريالي المرير لهذا لاستقلال.
جاء هذا التعليق بعد العرضين العسكريين لحزب الله في القصير السورية، وسرايا التوحيد التي يرأسها الوزير السابق وئام وهاب وهي برعاية حزب الله أيضا.لنصبح أمام واقع هزلي “سرايا” تفرّخ “سرايا” والمستهدف الوحيد هيبة الدولة.
أما الثالث فكان العرض العسكري الذي يرافق بروتوكول الاحتفال بعيد الإستقلال وجرى بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون إلى جانب الرؤساء الثلاثة بعد سنتين ونصف من الشغور الرئاسي.

هيبة الدولة التي أصبحت بالنسبة لشريحة كبيرة من المجتمع اللبناني لا تمثل سوى موطئ قدم، مكان للعيش فقط بوجود الحارس الأقوى للطائفة العابر للحدود وهو جيش المقاومة، حزب الله الذي أصبح لمناصريه بمثابة الوطن الأم فأصبح لديهم دولة خاصة بهم، وجيش لحمايتهم، وعلما وحتى نشيدا وطنيا خاصا بهم. أما لبنان فلا قيمة له بالنسبة لهؤلاء بوجود حزبهم الآمر والناهي.
أمس كل لبنان إحتفى بعيد الإستقلال الوطني، اللبنانيون جميعهم قالوا بأعلى صوت كلنا للوطن. إلا جمهور الحزب الذي يفضل نسفه بصورة دائمة أثناء الحديث عن لبنان والدولة، أما الإستقلال فهو برأيهم يجب ان يكون بتاريخ 25 أيار عيد المقاومة والتحرير.
للأسف يشهد لبنان اليوم ولادة دويلة تتضح معالمها مع مرور الوقت إلا أن الواقع الآن خطير مع إنتفاء مفهوم الولاء للوطن والانتماء للأرض.

فقبل يومين كان لبنان أمام مشهدية إطلاق “سرايا التوحيد” الجديدة ضمن عرض عسكري في بلدة الجاهلية في الشوف، بحضور وفد من حزب الله، وقد ارتدى عشرات من المشاركين ثيابا عسكرية وهم ملثمين لا تظهر وجوههم، وفسّر ذلك على أنه تهديد ضمني من الوزير السابق وئام وهاب رئيس هذه السرايا المليشيا موجّها لزعيم الجبل وليد جنبلاط في محاولة لتجييش أبناء الطائفة ضدّه تحت شعار تحصيل حقوق الطائفة “المهدورة”.

حزب الله يستعرض في القصير
هذا العرض الذي سبقه العرض العسكري الذي أقامه حزب الله الأسبوع الماضي في مدينة القصير في القلمون الغربي السوري الذي يسيطر عليه حزب الله منذ ثلاثة أعوام، الذي رأى فيه المحللون محاولة إظهار أن الحزب ما زال هو الأقوى، بل أنه تحوّل إلى قوة على نمط الجيوش، أما إظهار سلاح الدبابات فهي محاولة إظهار أنه هناك تحول في طبيعة العملية العسكرية للحزب في سوريا، أي أنه انتقل من مجموعات مقاومة إلى قوة عسكرية منظمة يمكن أن وصفها بأنها تشبه الجيش. فلم تكن رسالة حزب الله موجهة إلى الخارج، بقدر ما أراد توجيه رسالة إلى الداخل، وتحديداً إلى بيئة حزب الله وجمهوره أنه لا يزال قوياً رغم الخسائر التي مني بها في سوريا، وانه هو حارس الحدود الفعلي وليس الجيش اللبناني.

اقرأ أيضاً: علي الأمين: استعراض القصير رسالة إعلامية لا تعكس واقع الحال على الأرض

فالاستعراضات الثلاث التي تحدث عنها جنبلاط في تغريدته هي تفسير عميق للحالة السياسية الآنية في لبنان، كواقع يحاول حزب الله فرضه على الرئيس العتيد ميشال عون ان يعترف بالواقع الميلشياوي الذي تقصد إظهاره في القصير والشوف، فلا يترجم خطابي القسم والاستقلال توحيدا للبلاد واعادة الدور لجيش لبناني قوي.

السابق
عاصفة الصقيع السيبيرية قادمة سريعاً إلى لبنان
التالي
هذا ما يخشاه جمهور حزب الله