الجدار حول عين الحلوة: المخيم في زمن مقاومة حزب الله

الجدار الأمني الواقي حول مخيم عين الحلوة الذي سيبلغ ارتفاعه 6 أمتار سيزوّد بأبراج أيضاً يصل ارتفاعها الى 9 أمتار، وهي ستلفّ غرب المخيم وجنوبه باتجاه الشرق نحو درب السّيم وحتى منطقة الايتام.

في العام 2016 في زمن حزب الله والسطوة الإيرانية على لبنان، وفي زمن المقاومة التي يتغنى بها أصحاب الجنرال قاسم سليماني وقادة حزب الله، تبدأ أعمال بناء جدار إسمنتي حول مخيم عين الحلوة، الجيش اللبناني هو صاحب هذه المبادرة، لكن ولا كلمة اعتراض من أصحاب المعادلة الثلاثية الذهبية.

الفلسطينيون في مخيم عين الحلوة في قهر اضافي يضاف إلى قهر السلاح داخل المخيمات، يعرف المتابعون لمخيم عين الحلوة منذ عقود إلى اليوم، وتحديداً بعد اتفاق الطائف، أنّ المخيم صار مسرحاً لتصفية حسابات إقليمية ومحلية ولا وظيفة عسكرية أو أمنية له تجاه تحرير فلسطين. المخابرات السورية استخدمته، حزب الله أيضاً، جماعات جهادية تمّ توظيفها في هذه الصراعات ولا تزال. في منتصف العقد الماضي قدّم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس اقتراحاً على الدولة اللبنانية بأن تتولى السلطة اللبنانية الإشراف المباشر على المخيمات الفلسطينية ومنها عين الحلوة، قوبل هذا الطلب برفض الممانعة باعتبار أنّ تنظيم عيش الفلسطينيين في مخيماتهم يخلّ بالممانعة والمقاومة، علماً أنّه ممنوع على أيّ فلسطيني إطلاق رصاصة ضد اسرائيل من لبنان، لكن وليس خافياً يمكن أن يطلق صاروخ غب الطلب باسم فلسطيني تجاه اسرائيل بناء على تعليمات ولحسابات محلية وهذا ما يعرفه الصغير في المحيم قبل الكبير.

إقرأ أيضاً: جدار العار في عين الحلوة

الحل عبر جدران الفصل وما ترمز إليه باعتبارها فكرة اسرائيلية جرى تنفيذها في الضفة الغربية، لا يمكن أن تكون سبيلاً لمعالجة المشكلات الأمنية، لا أحد يرضى بأن يكون المخيم بؤرة أمنية وساحة إطلاق رسائل محلية أو إقليمية، المعالجة تتطلب الدخول من باب احترام العلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، ومن قراءة موضوعية للواقع الأمني الذي يعيشه المخيم، والإستفادة من دور القيادة الفلسطينية الشرعية وموقفها الداعم لبسط الدولة سلطتها على المخيمات. الفلسطينيون وحدهم في المخيم من يدفع الثمن الأكبر للفوضى الأمنية فيه، لذا فإنّ قابلية ابناء المخيم لإيجاد حل جدي وغير عنصري، هي جاهزة إلى حدّ بعيد.

إقرأ أيضاً: بناء السور حول مخيم عين الحلوة: جدار أمني أم «جدار فصل»؟

لذا يجب استثمار هذه القابلية إيجاباً لا سلبياً عبر الفصل الذي لن تكون نتائجه لصالح العلاقة بين الشعبين، بل ستفاقم من الكراهية والأحقاد والشعور بالانتقاص، الذي لم يسعَ دعاة المقاومة وحاملي شعاراتها من اللبنانيين إلى الحدّ من الانتهاك القانوني لإنسانية الفلسطيني في لبنان. ويباركون اليوم عملياً بناء جدار الفصل تمهيداً لما هو أشد وأدهى والله أعلم ماذا سيكون؟

السابق
هذه هي الاسماء الشيعية التي اقترحها عون ورفض بري توزيرها
التالي
بروباغندا الحرب بين حزب الله واسرائيل