«الإسلام فـي شعر المسيحيين» لفارس يواكيم

"أنا لبناني ولي فخر بذلك، أنا مسيحي ولي فخر بذلك، ولكني أهوى النبي العربي وأكبر اسمه وأحب مجد الإسلام وأخشى زواله. أنا أجلّ القرآن. خذوها يا مسلمون كلمة من مسيحي أسكَن يسوع في شطر من حشاشته ومحمـدا في الشطر الآخر". هذا مقطع من نص كتبه جبران خليل جبران. ونقله فارس يواكيم لنا.

الكاتب المسرحي والصحفيّ العريق فارس يواكيم اللبناني، يصدر كتابه القيّم تحت عنوان«الإسلام فـي شعـر المسـيحيين»، وقيمة هذا الكتاب تعود الى انه قد يعيد الى أذهاننا صورة التآلف والوحدة والتقارب الثقافي المسيحي الإسلامي المفقود اليوم، ومعدوم الوجود كليّا بسبب الخلافات السياسية. في هذا الكتاب الثقافي نسترجع اسماء لشخصيات غابت او لازالت منها اللبناني، والسوري، والمصري، والسوداني وهي كلها شخصيات مرموقة أدبيّا وذات موقع متقدّم في النص الشعري.

أقرأ أيضا: فارس يواكيم: الكتاب يحتضر ونحن نشهد «التخريف العربي»!

قصائد هؤلاء الكبار تتناول مفاهيم ومناسبات إسلامية دقيقة تدل على ان الثقافة المجتمعية كانت فيما مضى واحدة وحتى وقت قريب، متآلفة، متداخلة، بعيدة أيّ “بلوكاج” تعصبيّ في زمن باتت القسمة داخل المذهب الواحد متوفرة ومتاحة للجميع للعمل فيها على إثارة النعرات.

الاسلام في شعر المسيحيين

أورد يواكيم في مقدمة كتابه الغنيّ بعض المعلومات فقال”منذ نحو ثلاثين سنة فكرت في إعداد كتاب يشمل أبرز القصائد التي كتبها الشعراء المسيحيون العرب في موضوع الإسلام. وكنت قرأت في مجلة “الهلال” المصرية عدد شهر نوفمبر/تشرين الثاني1976، مقالا بعنوان “شاعرعربي مسيحي يكتب عن محمد” مع مقدمة تشير إلى أن الشاعر هو السوري وصفي قرنفلي، وهو قد نشر قصيدته عن الرسول(ص) سنة 1934.

وفي تعليق هذه المقدمة:”وهذه القصيدة هي ثمرة من ثمرات الوحدة الوطنية التي تمتد بجذور عميقة في الوجدان العربي بين المسلمين والمسيحيين. هذه الوحدة التي يحاول أعداء العرب الآن أن يمزقوها كما يحدث في لبنان اليوم، حتى يثور الصراع بين الأخوة على أساس طائفي، لم يكن له وجود في تاريخ العرب قديما أو حديثا. و”الهلال” تعيد اليوم نشر هذه القصيدة ليتذكر الجميع أن العرب أمة واحدة، وأن الصراع الطائفي في الوطن العربي ليس له جذور حقيقية. ورحت آنذاك أسترجع العدد الوافر من القصائد التي كتبها أدباء عرب مسيحيون في موضوع الإسلام، وهم على اختلاف صياغاتهم يتفقون على المديح والإشادة. ورأيت أن أضع هذا الكتاب “الإسلام في شعر المسيحيين” لكي يطـّلع القراء على هذه القصائد الغنية في مادتها كمـّا ونوعا.

والمسيحي العربي يتعرف على الإسلام في مجتمع بلده منذ تفتح وعيه وبداية إدراكه. وكون اللغة العربية لغته الأم، وهي في الوقت نفسه لغة القرآن الكريم، سهـّل عليه ولوج عالم الثقافة الإسلامية، فإذا احترف الأدب ذات يوم وجدتَ ملامح هذه الثقافة في كتاباته، ليس من حيث طرق مواضيع ذات صفة إسلامية فحسب، بل في لغته عموما حتى عندما يتناول مواضيع أخرى، ومنها على سبيل المثال قول الشاعر المصري تادرس وهبي(1860 ـ 1934) في الذكرى السنوية الأولى لمصرع بطرس غالي.

واعتبارا من القرن التاسع عشر كان عدد كبير من المسيحيين من أعلام الأدب العربي، بل وحافظ المسيحيون على اللغة العربية وتمسكوا بها، خصوصا في الحقبة العثمانية، وكان الإسلام في نظرهم صنو العروبة والمرجعية الثقافية للعرب.

إقرأ أيضا: شهادات جورج شكور ومحمد حسن الأمين في شعر سعيد عقل

وهؤلاء الشعراء المتداخلي الحقب التاريخية منهم الراحل ومنهم المعاصر ومنهم من هو مستمر بعاطاءات الوحدوية. وهم بالتدرج بحسب الكتاب: “إدوارمرقص، إلياس فرحات،إلياس قنصـل، بولس سلامة، جاك شماس، جورج رجـّي، جورج شكور،جورج صيدح، حليم دموس، خليل فرحات، خليل مطران، الشاعر القروي، رفيق رزق سلوم، رياض المعلوف، ريمون قسيس، زكي قنصل، سعيد العيسى، سعيد عقل، شبلي الشميل، شبلي الملاط، صالح بطرس، صلاح لبكي، عبدالله يوركي الحلاق، عزيز التوم منصور، كمال ناصر، مارون عبود، محبوب الخوري الشرتوني، ميشيل مغربي، نقولا فياض، وصفي قرنفلي.

علما ان فارس يواكيم سيوقع كتابه في معرض الكتاب العربي في جناح دار الفرات للنشر والتوزيع يوم الجمعة 2 كانون الأول بين الخامسة والسابعة مساء.

السابق
هذا القويّ لن ينقذنا
التالي
أربع حقائب حصّة «القوّات» في الحكومة العهد الأولى