في ذكرى شهادة السيد علي بدر الدين: فصل مجيد من حياته

في كتابه بعنوان الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، يروي الشيخ محمد رضا النعماني، فصل من واقعة في العراق طرفها الأول الشهيد السيد علي بدر الدين الذي اغتيل في الجنوب عام 1980 يوم كان لبنان كله مسرحا للمخابرات العربية والعراقية والعالمية، والطرف الثاني الشهيد المرجع السيد محمد باقر الصدر الذي أعدمه نظام صدام حسين في العراق قبل أشهر من التاريخ اعلاه.

من المحاولات التي جرت اثناء فترة الحجز محاولة قام بها المرحوم السيد علي بدرالدين فمن خلال علاقاته الواسعة بالمسؤولين في السلطة وخاصة القياديين منهم طلب ان يتوسط لديهم لحل الازمة بينهم وبين السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه وكان يتصور ان بإمكانه ذلك.

وحينما علم السيد الشهيد أن السيد علي بدرالدين سوف يأتي لهذه المهمة، سر لذلك لأنه يعلم أن السيد علي بدرالدين على إطلاع كبير بما يجري خلف الكواليس ولن يتردد في الكشف عن كل مخططات السلطة تجاه هذه القضية وان ما سوف يكشف عنه السيد علي بدرالدين سيكون له تأثير كبير على تخطيط السيد الشهيد رضوان الله عليه.

وبعد مكالمة هاتفية استأذن فيها لزيارة السيد الشهيد الصدر جاء وجلس في الغرفة الخاصة بإستقبال الضيوف لوحده وكنت في مكان بحيث يمكنني ان أستمع لما يجري فيها من حديث فسمعته يقول: “الهي بحق محمد وآل محمد وفقني لحل هذه المشكلة وانقاذ السيد الصدر من القتل” .

بعد ذلك حضر السيد الشهيد الصدر فسأله عن موقف السلطة وبماذا تفكر

فقال السيد بدرالدين:  لقد سمعت منهم كلاما خطيرا وانا قلق جدا من ذلك، إن مايستفزهم جدا ويغظيهم ويثير فيهم الحقد عليكم هو تأييدكم للثورة الاسلامية في ايران  لابد من ايجاد حل لهذه القضية.

السيد الشهيد: وماذا يريدون؟

اجاب السيد بدرالدين: يريدون شيئا من التأييد لهم او التراجع عن موقفكم من تأييد الثورة الاسلامية في ايران بشكل مناسب.

السيد الشهيد: واذا لم افعل.

السيد بدرالدين: والله يا سيدي إنهم يفكرون بإعدامكم والتخلص منكم لا حديث لهم الا هذا ولا هم لهم الا التفكير في كيفية تنفيذه

إن هؤلاء قساة لا رحمة في قلوبهم اني ارجوك-يا سيدي- ان تفكر ولو بقيل من التنازل لإنقاذ حياتك إن استشهادك خسارة كبيرة.

إقرأ أيضاً: من محمد باقر الصدر الى محمد بحر العلوم: علماء العراق والنضال في مواجهة الظلم

السيد الشهيد: كيف ينظرون لما حدث في رجب وماعقبه من احداث؟

السيد بدرالدين: انهم في قلق وخوف دائمين انهم يخشون من تصاعد الاحداث وتطورها إنهم يعتبرون ما حدث في رجب ثورة لم تنجح وخوفهم من تكرر.

السيد الشهيد: لا أتنازل أبدا وموقفي ثابت وان كان هؤلاء يفكرون بإعدامي فأنا مستعد لذلك.

السيد علي بدرالدين: سيدي هل من امل ولو ضعيف؟

السيد الشهيد : ابدا.

وبكى السيد علي بدرالدين بكاء شديدا.

إقرأ أيضاً: أيام الشاعر علي بدر الدين النجفيّة

ثم قال إنني سأترك العراق واسافر الى لبنان انا لا اريد ان ابقى هنا واشاهد جنازتكم،وكان هذا آخر لقاء له بالسيد الصدر وبعدها غادر الى لبنان.”

وبعد مضي فترة من الزمن قامت المخابرات العراقية بإعدام الشهيد محمد باقر الصدر هناك، وتم اغتيال السيد علي بدرالدين رضوان الله عليه في لبنان.

السابق
إلى اين تتجه علاقة تركيا بالناتو؟
التالي
مخابرات الجيش تحيل المتورط في تفجير الرويس إلى القضاء