ولادة الحكومة عالقة بين بعبدا وعين التينة

لم تكن طريق تعبيد تشكيل الحكومة معبدة بالزهور قبل الإشكال المستجد الذي طرأ أمس على خطّ بعبدا - عين التينة. إلّا أنه جاءت لترسم مزيداً من الظلال المثقلة على عملية التأليف.

فيما لا تزال ولادة الحكومة عالقة مع عدم نجاح القوى السياسية تذليل العقبات التي تواجه تشكيلها، ظهرعلى رأس السطح الخلاف الجديد القديم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الجمهورية ميشال عون وهذا من شأنه ما رفع منسوب التوتر حول ما إذا مان خلاف بعبدا – عين التينة سيطيع بمساعي الرئيس المكلّف سعد الحريري الذي واصل لقاءاته مع القطاعات كافة.

 

وشكل  “الاشتباك الاعتراضي” الذي نشأ عن الرد المزدوج لكل بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان على خطابي عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في يوم الزيارة الرئاسية الاولى لبكركي أمس سوى احدى المفاجآت السلبية التي جاءت لترسم مزيداً من الظلال المثقلة على عملية تأليف الحكومة الجديدة.

إلى ذلك، أفادت مصادر مواكبة لتأليف الحكومة  مساء أمس ان “المطب السياسي” الذي ظهر أمس وتمثل في السجال المباشر بين الرئيسين عون وبري وبين المرجعيّتين الدينيتيّن المارونية والشيعية أوجد معطى جديداً أخذ موضوع تأليف الحكومة الى مكان لم يكن وارداً أصلاً وجعله أولوية تتقدم التأليف. وتساءلت عما إذا كان الحليف المشترك للطرفين عون وبري أي “حزب الله” سيتدخل لإصلاح الأمور بين الفريقيّن؟ ورأت ان المطلوب هو تجاوز العقبة الجديدة من غير أن تنكسر عربة تأليف الحكومة.

إقرأ ايضًا: برّي يقصف جبهة عون

وأوضَحت مصادر مشاركة في إعداد التشكيلة الوزارية أنّ الأجواء التي كانت سائدة ابتداءً من مساء أمس الأوّل، أوحت بأنّ الحريري حملَ تشكيلته النهائية إلى رئيس الجمهورية ، لكنّ اللافت أنّ عون لم يوافق عليها، بل إنّه استمهلَ الحريري لدرس بعض التفاصيل المتصلة ببعض الحقائب، على أن يحصل تواصل بينهما في اليوم التالي، أي أمس.

 

وسبقَ توجُّه الحريري إلى بعبدا تواصُل مع بري الذي كان يتوقع صدورَ شيء ما من بعبدا، بمعنى ولادة الحكومة مساء أمس الأوّل. لكنّ تواصلاً حصل بين بري والحريري صباح أمس، أطلعه الأخير على ما دار في لقاء بعبدا وأبلغ إليه أنّ المعطيات غير ناضجة حتى الآن لولادة الحكومة.

وقالت المصادر إنّ التوجّه العام لدى بري والحريري هو أن تولد الحكومة في وقت قريب جداً وقبل الإستقلال ، وهي حتماً ستكون من 24 وزيراً.

 

وذكّرَت المصادر أنّه عندما التقى الحريري بري في الآونة الأخيرة أشار إلى أنّه سيؤلّف حكومة هي تركيبة حكومة الرئيس تمام سلام مع بعض “الروتوش”. كذلك عندما طرَح الحريري على بري موضوع الحقائب، أجابه: وزارة المال حتماً، ووزارة الأشغال، وأنه يقبل أن يكون الثالث (من حصة حركة “أمل”) وزير دولة، أمّا حصّة “حزب الله” فوزارتا الشباب والرياضة، والصناعة. وطرح على بري وزارة الطاقة فرَفضها.

 

أما التطور الآخر الذي سجل في كواليس مفاوضات تأليف الحكومة، فتمثل في تلميح بعض المعنيين الى ان السعي الى تجاوز مأزق التعقيدات القائمة أعاد الى الطاولة إمكان نفض الغبار مجدداً عن خيار تأليف حكومة من 30 وزيراً بدل 24 إذا بلغت الأمور حدود التهديد بتمادي التأخير في ولادة الحكومة الى ما يتجاوز الحد المعقول.

السابق
الاتفاق: ابتعاد عن «الحزب» وسلاحه و«تدخّله» سوريّاً
التالي
علي الأمين: استعراض القصير رسالة إعلامية لا تعكس واقع الحال على الأرض