«بلا تشفير» برنامج الإهانات المدفوعة سلفا!

برنامج استفزازي تشهيري غرضه رفع نسبة المشاهدة، يوقع الشيخ محمد الحاج حسن في أزمة مع الشيعة بعد ان تحمّل وعمامته سيلا من الاهانات.

منذ ان ظهر الشيخ محمد الحاج حسن على الإعلام خلف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتخب خلال حملته الإنتخابية والتعليقات لم تتوقف وغالبها يدين الشيخ الحاج. وكانت عائلة الحاج حسن قد أصدرت بيانا أعلنت فيه براءتها من الشيخ، والتأكيد على انه “لا يعبّر بأفكاره الهدامة عن رأي العائلة”. معتبرة أن “المدعو محمد يوسف الحاج حسن ليس من أبنائها”.

وكان الشيخ محمد الحاج حسن قد حلّ ضيفا في حلقة “بلا تشفير” مع تمام بليق على “الجديد”، مثيراً بلبلة بسبب مجريات الحلقة النارية هذه.

إقرأ أيضا: كيف وصل الشيخ محمد الحاج حسن الى ترامب؟

وقبيل إطلالة الحاج بساعات، تحرّك المجلس الشيعي، الذي نادرا ما يتصدّى لأي طارئ بشكل علني وسريع، وللمرة الأولى، مبّرزا انه منتحل صفة.

ويبقى، رغم كل ما جرى قبل عرض الحلقة التلفزيونية المهينة، عالقا في الأذهان مع سرّ البهدلة التي تلقاها الحاج حسن من تمام بليق معد ومقدم برنامج “بلا تشفير”، وكيف يرضى الشيخ لنفسه هذا الموقف المثير للجدل؟ وهل رضيّ بهذه الإنتقادات والإهانات لكونه تلقى مبلغا كبيرا من إدارة البرنامج المرّكب على خلفية إستفزازية، يسعى للإثارة، وانه تقاضى مالا مقابل اطلالته؟ وكم دفع له تمام بليق؟ وهل البرنامج، باسلوبه هذا الذي يسعى لرفع نسبة المشاهدين (الرايتنغ) للمحطة، يسمح باهانة رجل دين يمثّل بعمامته طائفة كبيرة في لبنان؟

علما ان الحاج حسن حرّ  في تأييده لمن يشاء من التيارات والقوى السياسية سواء في لبنان او خارجه، سواء أكان مؤيدا لترامب ام لأحمدي نجاد؟ فلا فرق بالتأييد السياسي لهذا البلد او لغيره، طالما ان لبنان بلد مفتوح على كافة التيارات السياسية الإقليمية. فالأمر بالنهاية بالنسبة له خيارا سياسيا، وهي لا شيء مقابل كل الإهانات التي تلقاها جراء أسئلة بليق، فقد كان الشيخ قويا في إجاباته، صادما، باردا، غير منفعل، جريء في طرحه، وعقلانيّا.

إذن، ما الذي استفز الجمهور، والشيعي بشكل خاص حتى فرّغ كل أحقاده تجاه هذا الشخص الذي يعبّر عن رأي خاص به لا يضرّ أحدا؟ فاذا كان هواه أمريكيا فليكن طالما انه لا يؤذي أي شخص. فالسياسيون في لبنان يلتقون بالسياسيين من كل التوجهات والبلدان، واللبنانيون العاديون يزورون أمريكا، ويتمنون الحصول على جنسيتها! وقد يكونون إما جمهوريين أو ديموقراطيين.

وأما لكونه رجل دين شيعي، فالقول انه يمثّل الطائفة بعمامته نقول نعم يمثلّها بالزي والعمامة لكنه لا يمثلها برأيه الخاص والشخصي. فلكل رجل دين في لبنان هواه وميوله تجاه إيران او السعودية أو الغرب أو أي تيار يريد.

فالشيخ محمد الحاج حسن ليس حرا ان يبهدل العمامة الشيعية في برنامج استعراضي مزيف يدّعي الجرأة زورا خاصة بعد تردد معلومات شبه أكيدة ان هذا البرنامج يدفع مالا لضيوفه بحيث يكون المال مقابل اهدار الكرامات!.

فخلال الحلقة أعلن الحاج حسن ان فريق ترامب اتصل به، وكان قد علق على فوز ترامب بالقول على صفحته على الفايسبوك، “نبارك لأنفسنا وللشعب الأميركي، وكل الأحرار في العالم فوزالمرشح الجمهوري دونالد ترامب وانتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، وستكون المرحلة المقبلة مفصلية وتاريخية للقضاء على الإرهاب والتطرف، وعلينا ان نتضامن ونتكاتف لندافع عن إسلامنا  الحقيقي إسلام المحبة والسلام والإخوة. ونهنئ الفائزين بعضوية مجلس النواب (الكونغرس) الذين حققوا فوزا كاسحا للجمهوريين، على أمل ان نحقق كل الأهداف التي تساعدنا للخلاص من الفاسدين  والمجرمين”.

وكان الشيخ الحاج حسن فاجأ الجميع قبل أسابيع قليلة بوقوفه خلف المرشح دونالد ترامب خلال إحدى حملاته الإنتخابية، حيث أثار لغطا كبيرا في ظل دعوة ترامب في برنامجه الإنتخابي الى طرد المسلمين والمهاجرين من بلاده في حال فوزه.

إقرأ أيضا: أين إدارة «الجديد» من إسفاف تمام بليق؟

ومن المعروف ان الشيخ الحاج حسن من مواليد بلدة شمسطار البقاعية، درس العلوم الدينية في حوزة عين بورضاي في بعلبك وانضم إلى حزب الله لفترة وجيزة قبل أن يفصل من الحزب، ومؤسس “التيار الشيعي الحرّ”، انضم لثورة الأرز المدنيّة ضدّ الوصاية السورية وضدّ حزب الله، وكان نشر قبل عامين انه تعرّض لتهديدات من قبل حزب الله بسبب مواقفه السياسية المناوئة له.

السابق
برّي: الشيعة هم الذين طالبوا بالرئيس عون وفرنجية بحسب علمي مارونياً!
التالي
بالصورة: نوال برّي ترد على صحيفة الأخبار بـ«إشاعات مغرضة»