محاولات لتذليل العقبات.. فهل تبصر الحكومة النور قبل الاستقلال؟

يبدو واضحاً أن الطبخة الحكومية موضوعة على نار هادئة بانتظار إنضاج بعض "التفاصيل"، مع وجود بعض العقابات التي تعترض تشكيل الحكومة لم تتحلحل بعد.

مع تسارُع وتيرة المشاورات على جبهة التأليف الحكومي، زار الرئيس المكلف سعد الحريري مساءً قصر بعبدا وأطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على نتائج الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة، واكتفى لدى مغادرته القصر بالقول إنّ ثمّة تفاصيل يتمّ درسُها في شأن التشكيلة الوزارية، وإنّ الأجواء إيجابية. وعندما سُئل عمّا إذا كانت ولادة الحكومة باتت قريبة؟ أجاب: “ان شاء الله خير”.

ويبدو ان زيارة الحريري أملتها تعقيدات اللحظات الاخيرة اكثر منها مؤشرات انجاز التشكيل، وأشارت المصادر إلى أنه تم عرض المسودة التي تم تسريبها والتي دمجت فيها حصة رئيس الجمهورية عون مع حصة التيار الوطني الحر بشكل مخالف لكل الحكومات التي شكلت بعد الطائف، وحصل خلالها رئيس الجمهورية على حصة وزارية اقلها 3 وزراء، وهذا الامر مخالف للعرف الذي عمل فيه بعد الطائف.

وكان قد ألغى عون  مواعيد له قبل ظهر أمس، الأمر الذي أوحى بإمكان صدور مراسيم الحكومة هذا النهار،  قالت اوساط قريبة من الحريري إن العمل جار بهدوء وايجابية للوصول الى صيغة مناسبة، في حين لفتت “الجمهورية” إلى أن المشاورات الأخيرة، التي استمرّت حتى ساعة متقدّمة من الليل، شهدت نقاشاً حول بعض الأسماء والحقائب، كحقيبة “المرَدة” التي يصرّ رئيس تيارها النائب سليمان فرنجية على وزارة الطاقة، بعدما حسِمت وزارة الأشغال لحركة “أمل”. ولكنّ معلومات شاعت ليلاً وتفيد أنّ الأشغال ستُسنَد إلى “المردة” مقابل إسناد حقيبة التربية إلى حركة “أمل”.

إقرأ أيضًا: الحكومة ستولد بعد ساعات ومنصب «نائب رئيس الوزارة» للقوات..

وأكدت مصادر مقربة من “المردة” لـ”السفير” أن الامور على طريق الحل في وقت قريب، مشددة على أن ثنائي “حركة أمل” ـ “حزب الله” يدعم بقوة مطلب فرنجية وأن الحريري حريص بدوره على مشاركة “المردة” ، في حين أكدت مصادر رفيعة المستوى في تيار المستقبل لـ”الأخبار” أن “تخطي المردة غير ممكن، لأننا وبري وجنبلاط وحزب الله مصرون على حصوله على حقيبة يقبل بها فرنجية”.

وتحدثت معلومات عن تسوية لمطالب “القوات اللبنانية” انتهت بإعطائها منصب نائب رئيس الوزراء المرجح ان يسند الى غسان حاصباني، ووزير العدل للوزير السابق ابرهيم نجار، ووزارة الاعلام المرجح ان تسند الى ملحم رياشي. أما وزير الدفاع فسيكون من حصة رئيس الجمهورية بين السفير السابق انطوان شديد والوزير الياس بو صعب. أما الحقيبة المخصصة للنائب طلال ارسلان فلم تحل بعد وتنتظر موافقة النائب وليد جنبلاط على اعطائه المقعد الدرزي الثاني وقد يكون الشباب والرياضة.

كما، اللافت أن العقبات التي برزت في الأيام الأولى لتأليف الحكومة لم تتحلحل بصورة كلية: فحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم تكن “القوات اللبنانية” قد أجابت بعد على العرض الذي تلقته من الرئيس الحريري عبر مستشاره الدكتور غطاس خوري ونادر الحريري والذي يتعلق بإعطائها ثلاث حقائب مقابل التخلي عن المطالبة بحقيبة سيادية.

كما يبدو ان الحقيبة التي ستكون من حصة “المردة” لا تزال موضع اعتراض من قبل الوزير باسيل وحزب “القوات”، فباسيل حسب المعلومات، يرفض إعطاء وزارة الطاقة والمياه إلى الشخص الذي اقترحه تيّار “المردة” لتمثيله بسّام يمين، متمسكاً بتوزير مستشاره في وزارة الطاقة سيزار أبي خليل. وفي ما خص وزارة التربية، فإن الوزارة لم تعرض على “المردة”.

إقرأ ايضًا: تشكيلة جديدة للحكومة: بالحقائب والاسماء

وفي ما خصّ مطالبة رئيس الجمهورية بأن يكون شيعياً وسنّياً من حصته المستقلة عن “التيار الوطني الحر”، علم أن الرئيس نبيه برّي متمسك بثلاثة وزراء عن حركة “أمل” هم: علي حسن خليل للمالية، وياسين جابر للأشغال، وعلي حسين عبد الله للشباب والرياضة أو السياحة. وفي المعلومات أيضاً، أن حزب الله إذا أراد التنازل عن وزير شيعي ليكون في حصة الرئيس عون لا يمانع، شرط أن يوزر النائب أسعد حردان عن أحد المقاعد الأرثوذكسية بدل هذا المقعد، حسب أوساط عين التينة.

تشكيلات حكومية

تداولت أوساط سياسية، بحسب “النهار”، تشكيلة ببعض الاسماء والحقائب تضمنت: علي حسن خليل (المال)، حسن اللقيس (التربية) علي عبدالله، علي فياض وحسين الحاج حسن، جبران باسيل (الخارجية)، بسام يمين (الاشغال)، غطاس خوري (الاقتصاد)، سليم الصايغ (حقيبة غير محددة)، بيار رفول (العمل)، جمال الجراح (الاتصالات)، نهاد المشنوق (الداخلية)، محمد كبارة (الشؤون الاجتماعية)، معين المرعبي (البيئة)، الياس بو صعب (الدفاع)، ابرهيم نجار (العدل)، غسان حاصباني (نائب رئيس الوزراء)، ملحم رياشي (الاعلام)، ميشال فرعون (السياحة)، مروان حمادة (الصحة)، أغوب بقرادونيان وجان أوغاسبيان.

إلى ذلك، برزت تشكيلة أخرى قائمة على إعطاء 4 حقائب للشيعة (الماليّة، التربية، الزراعة والصناعة أو الاقتصاد) مع تركِ حقيبة لوزير شيعي يسمّيه رئيس الجمهورية، على أن يسمّي عون أيضاً وزيراً سنّياً (فيصل كرامي حقيبة الشباب والرياضة).

 

السابق
قصّة «عرض القصَير»: الحقائق والرسائل
التالي
خفايا توقيف «كامل أمهز» تكشف علاقته بـ«مصطفى بدر الدين»