زيارة الأئمة برسم مَيسوري الشيعة فقط.. والفقراء يقلدونهم الدعاء!

كربلاء
ظلت زيارة الأئمة بعيدة المنال بسبب الحكم الذي كان قائما في العراق، واليوم ثمة موانع جديدة تقف حائلا بوجه الفقراء الشيعة وهي الكلفة العالية. فهل يكفي تكليف الفقراء للأغنياء ان يدعوا لهم بحضرة عتبات أئمتهم المعصومين؟

في هذه الأيام تكثر حملات السفر من قبل الشيعة اللبنانيين الى العراق لزيارة مراقد الأئمة “عليهم السلام” وخصوصا ضريح الامام الحسين(ع) في كربلاء، إضافة الى مدينة النجف مرقد أبيه الإمام علي بن أبي طالب(ع)، وذلك بمناسبة أربعينية الإمام الحسين الواقعة في العشرين من صفر 1438 أي في العشرين من تشرين الثاني2016.

اقرأ أيضاً: مشاهدات ايرانية(1): إيران.. التي تخدّر الشيعة في لبنان!

والزيارة هي عبارة عن عبادة دينية مستحبة وليست واجبة، ونشرت إحصاءات منذ أيام ان عدد الوافدين الشيعة من إيران وحدها الى العراق بغرض زيارة العتبات، بلغ حوالي المليون زائر ايراني.

هذه الزيارة العزيزة على قلوب الشيعة في كل دول العالم باتت كالحج بالنسبة إليهم فهم، وهي مقصودة رغم التكاليف الباهظة التي تبدأ من 800 دولار للشخص الواحد من بيروت الى النجف فكربلاء، اضافة الى مصاريف أخرى متنوعة يبدأ المؤمن بتجميعها واقتطاعها من مصروفه اليومي ليزور أئمته، ولو مرة في العام.

علما ان النساء اللبنانيات الشيعيات هن الأكثر ترددا الى العراق، وحتى إيران حيث مقر الإمام الرضا، الإمام الثامن لدى الشيعة.

ورغم توفر عدد كبير من المتبرعين للفقراء الشيعة لإداء الزيارة التي تُعد بالنسبة إليهم هدية لا تقدّر بثمن فانه لا زال هناك عددا كبيرا من الشيعة الفقراء الذين يحلمون بهذه الزيارة ولمرة واحدة فقط.

تشهد مراقد الأئمة في كربلاء أكبر تجمعات في عاشوراء كل عام

ونظرا للكلفة العالية نرى تعبيرا يتردد على ألسنة الزوار، ومن لم تُتح له أوضاعه المادية بأداء الزيارة وهو “قلدّناكم الدعاء والزيارة” وهي تعنيّ ان المؤمن يكلّف الزائر بالدعاء عن نيّته، وفي أحاديث أقرها فقهاء الشيعة، ان من قالها للزائر يكسب أجر الزيارة. لعل في الأمر تعويضا عن عدم الإستطاعة المادية او الأمنيّة او الصحيّة او السياسية التي كانت موجودة بسبب نظام صدام حسين، علما اننا لا نشهد حاليا حسرة بين المؤمنين على عدم استطاعتهم الحج الى بيت الله الحرام ومراقد البقيع. وهذه التربية تعود الى فكرة ان زيارة الأئمة فيها أجر مماثل للحج، اضافة الى الراحة في أداء مناسك الزيارة في بلدين تحكمهما إدارة سياسية شيعية عكس الإدارة السياسية السعودية المناهضة لإيران والتي تجلت في احداث منى العام الماضي.

فالمؤمن الشيعي يحلم بزيارة العراق وإيران وسوريا القريبة جدا، ويقلّد الزوار الذين سبقوه الأجر، لعل ذلك تعويضا عن الحرمان. وترى بعد عودة الزائر او الزائرة تلّهف الناس نحوه لأخذ البركة.

اقرأ أيضاً: اهتزاز الثقة بأمن حزب الله واتهامات لأبرياء بالعمالة

والجدير ذكره انه منذ أربعة شهور تقريبا، دوّت فضيحة “حملة الزهراء”، التي قدّمت اسعارا مخفّضة أسعدت الكثيرين من الفقراء فتوافدوا الى مكاتبها في بئر العبد لحجز أماكن لهم للزيارة، الا ان تجار الحملات عملوا جاهدين من أجل كسرها وضربها واقفالها. وكان لهم ما أرادوا بعد صدور بيان مناهض للحملة المذكورة وجهّه هؤلاء الى حزب الله، أقفلت بعده مكاتبها، ولم يُعرف حتى الآن السبب الحقيقي هل هو بسبب الاحتيال، أم بسبب مضاربة من قبل الحملات المناهضة.

السابق
«حزب الله» في وجه العهد اللبناني الجديد
التالي
رامي عياش فاجأ اللبنانيين بما قاله عن نانسي