ميرنا زخريا لـ«جنوبية»: مباركة خطوات «القوات» بإتجاه خطّ المقاومة

لا تزال الحقائب الوزراية موضع خلاف بين الكتل سيما لجهة الحقائب التي يطالب بها جعجع ويوجهها فيتو شيعي مقابل دعم عوني للقوات. كيف علّقت القيادية في تيار المردة ميرنا زخريا؟ وماذا عن تمثيل المردة في الحكومة؟

بعد أن إستوت الطبخة الرئاسية، تنشغل الساحة اللبنانية في الوقت الراهن بالتأليف الحكومي وسط مشهد لا يبدو مكتملاً حتى الآن، إذ انّ هناك بعض المسائل التي تحتاج الى مقاربات جديدة، خصوصاً لناحية البَتّ بالخريطة النهائية للحكومة. سيما لجهة ما يتردد عن وضع حزب الله فيتو على إعطاء القوات اللبنانية حقيبة سيادية وكذلك تمسّك الرئيس نبيه بري بوزارة المال التي يريدها القوات مقابل تمسك برّي ايضًا بحليفه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بتمثيله في الوزارة.

وكان اللافت، في خضم هذه الأجواء تصريح وزير الخارجية جبران باسيل ردا على سؤال حول تطورات الوضع الحكومي إلى ان “السؤال اليوم ليس ما هو حجم ما سيأخذه التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في الحكومة، بل السؤال هو ما الذي سيعطيه التيار والقوات؟ وهذه هي الروحية التي يجب أن يتم التعاطي معها في عملية تأليف الحكومة.

إقرا ايضًا: التشكيلة الوزارية بين 30 و24 وزيرا ولا شيء نهائي

ولفت في حديث إلى “الأخبار” الى أن القوات اللبنانية “ستحصل على حجم أكبر مما نالته سابقاً نتيجة تفاهمها معنا”.

فبينما يضع حلفاء باسيل الثنائي الشيعي فيتو على إستحواز القوات على حقائب سيادية في الحكومة نرى أن وزير الخارجية يغرّد خارج سرب حلفائه.

فهل هذا التصريح يبشّر إلى تعاظم نفوذ وحجم القوات في الحكومة؟ وهل يؤخذ بكلام رئيس القوات اللبناينة سمير جعجع بشأن عدم مشاركة الفئة المعارضة لوصول الرئيس عون إلى الرئاسة بالحكومة؟

وكان للباحثة في علم الاجتماع السياسي والقيادية في تيار المردة ميرنا زخريا تعليقا حول كلام باسيل أمس فقالت عبر “جنوبية” إن “وزير الخارجية هو الجهة الفضلى لتفسير أقواله، سيّما واننا لم نطّلع على كافة الإتفاقيات التي جرت بين التيار والقوات. فلا نعلم إن كانت المساواة في الوزارة قد اتفقا عليها سابقا، لكن لا يمكننا سوى أن ننوّه بالإنجاز الوطني بفضل توافقهما”.

وبالإشارة إلى تأكيد جعجع قبل وبعد إنتخاب الرئيس عون أن الاستحقاق الرئاسي كان 100% لبنانيا،  لفتت زخريا إلى ثلاث نقاط مهمة “فبداية رشّح جعجع عون وبذلك يكون قد دعم مرشح حزب الله، بعد ان كان هو بنفسه مرشحا بوجهه”. وأضافت أنه “وبمجرد إعترافه أن الرئيس أصبح لبنانيا 100%، فإنه يشير إلى أن جعجع قد سلّم أخيرا بأن حزب الله هو 100% لبناني، ذلك أن الرئيس عون هو مرشح الحزب”. وتابعت النقطة الأخيرة “ها هو جعجع يطالب ويصرّ بمقاعد حزبه في الحكومة يشارك بها إلى جانب حزب الله، في حين سابقا كان يعتبر ان الحزب إرهابي ويرفض التواجد معه في حكومة جامعة واحدة”.

كما عبّرت زخريا عن أملها أن “تتكاثر هذه الخطوات المباركة بإتجاه خطنا السياسي”. مضيفةً “هذه ثلاث نقاط وطنية تسجلان للتيار الوطني الحر الذي إستطاع بسرعة قياسية التأثير في مبادئ القوات الماضية وتغيير ثوابتها السابقة”.

وحول ما يدور عن وضع حزب الله فيتو على تسلّم القوات حقيبة سيادية في المقابل رفض أمل إعطاء وزارة المال للقوات قالت “نعم، هذا ما يبدو حاصل على الساحة السياسية الحالية، لذا قلت مباركة خطوات القوات إتجاه المقاومة رغم كل التعقيدات”.

إقرأ ايضًا: زخريا لـ«جنوبية»: الورقة البيضاء من سليمان فرنجية هي خير سند لـ«PLAN A»

إلى ذلك أشارت زخريا إلى أنه “سبق للقوات أن وضعت فيتو على مشاركة الجهات التي عارضت انتخاب عون رئيسا في الحكومة، فمحاولة تغييب بعض السياسيين من الحكومة ليس بالأمر المفاجئ فقد سبق لرئيس القوات سمير جعجع أن طلب من برّي أن تقتصر طاولة الحوار على 6 أشخاص”. وتابعت “بالتالي فهذا ليس بموقف جديد، إنما هو متجدد عند كل استحقاق، فيما الوزير فرنجية وعلى عكس جعجع طالب منذ البداية برئيس يحظى بتوافق وطني جامع، مثلما يطالب اليوم بحكومة وطنية جامعة خصوصا أننا في لبنان نتّبع نظاما ديمقراطيا توافقيا”. وأضافت “وبغض النظر عن أقوال هذا او ذاك فإن البطريرك بشارة الراعي أيضا دعا إلى حكومة جامعة “تجمع ولا تلغي” وربما يكون كلام سيد بكركي موجها لمن لا يزال يطالب بحكومة من 24 بدلاً من 30″.

وفي سؤالنا عن ما يتردد عن إصرار بري على تمثيل المردة في الحكومة قالت زخريا “لا يخفى أن الرئيس بري بالنسبة لهذه الحكومة هو يفاوض عن فريق كبير من السياسيين ولو لم تكن الثقة المتبادلة كبيرة، ولو لم يكن التحالف السياسي متين لما كنا أمام هذه الصيغة التي تعتبر الرئيس بري بمثابة ضمانة لهذا الفريق”.

وعن إمكانية حصول المردة حقيبة وزراية رأت أن “من حق المردة أن يتمثل في الحكومة وذلك لقوّة فرنجية كقطب ماروني أساسي على الساحة السياسية، وكذلك لنجاح وزراء المردة في الحكومات المتعاقبة”.

السابق
ما بعد دونالد ترامب: صحافة أكثر ديموقراطية… أقل تأثيراً
التالي
السيسي يطالب باعتذار العاهل السعودي