لم يمح استعراض حزب الله العسكري والضجة التي خلفها وراءه قبل عدة أيام في مدينة القصير السورية خفايا ملفات يكتشفها ويفتحها ويسير فيها بهدوء وبصمت مريب، الا ان مناصريه الذين هم على تماس مباشر مع المسؤولين والقياديين، هم أول من يسرّب الأخبار الأمنيّة، التامة السرّية، لديه.
اقرأ أيضاً: حزب الله يستعرض.. ضعفه
إذ أن كل ما ينقله الإعلام اللبناني يكون قد انتشر بين مناصريه، ويكون قد أشبع معلومات وخفايا تتنقل بين المحيطين والأقارب والعاملين في مؤسسات الحزب المتنوعة.
هذا الاستعراض العسكري الذي فسّره المراقبون بأنه تعويض عن حجم الخسارات في صفوف عناصره في سوريا. هو ايضا نوع من رفع معنويات لشباب يقدمون ارواحهم فدا لقياديين عملاء وجواسيس ومختلسين وووو..
وبالعودة الى سنوات قريبة خلت، اكتشف حزب الله داخل جسمه التنظيمي عددا من شبكات التجسس الإسرائيلية والأميركية بدءا من محمد شوربا الى محمد الحاج، محمد سليم “أبو عبد سليم” الذي فرّ الى اسرائيل قبل القبض عليه.
ومن المعلوم ان حزب الله يعمد عند اكتشاف العملاء داخل صفوفه الى إلقاء القبض يعلن انهم مكلفون بعمل في إيران او خارج لبنان، وتطول مدة توقيفه والتحقيق معه، فاما ان يخرج الى الضوء بعدها او يختفي كليّا، او يسجن ويعمل على اعداد برنامج زيارات لعائلته له داخل السجن.
ومؤخرا، تداولت كواليس الأخبار داخل حزب الله قضية السيد ( أ .م .ج)، فقد أفاد مناصرون بمعلومات عن تجميده تنظيميا، والتحقيق معه بتهمة العمالة لإسرائيل، حيث يُعد منصبه من أهم المناصب داخل الحزب نظرا لمسؤوليته عن العناصر الحزبية من كل النواحي.
هذه التهمة لم يؤكدها أحد وان كانت قد انطلقت بقوة وبسرية تامة بداية، لكن نفاها لنا مصر مقرّب من الحزب. وانه جرى التحقيق معه فأثبتت براءته، ولكن ورغم تبرئته من التهمة الملفقة كما قيل، من قبل قادته الأعلى منه الا انه رفض العودة الى مركزه السابق اعتراضا على التشكيك به وبالتزامه الحزبي.
اقرأ أيضاً: ولمعارك حزب الله في سوريا أساطيرها أيضاً!
لذلك فان مسؤول العديد في حزب الله السيد (أ. م.ج) قابع في منزله ومعتكف عن ممارسة عمله بعد ان تم التحقيق معه، وتوجيه إتهامات له طالت من سمعته وآذت عائلته وأضرت بتاريخه العريق وبالتزامه الديني المشهود له في بيئته الحزبية.